الأحد، 22 نوفمبر 2020

وظيفتنا الأولى:

بسم الله الرحمان الرحيم 

التوبة النصوح :

الحمد لله الذي وسعتْ رحمتُه كلَّ شيء، وفتَحَ باب التوبة للمذنبين؛ للرجوع والإنابة إليه، ووعد بالمغفرة عبادَه التائبين، فهو القائل سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [التحريم:8].

وأشهد ألاَّ إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، هَدَى الله به الخَلق، وأرشدهم به إلى طريق الفلاح في الدنيا والآخرة.

وبعد: التوبة، وما أدراك ما التوبة؟!

 تلك الرحمة التي امتنَّ الله بها على عبادِه المذنبين، فلا يقنَط المذنب ولا ييأس من رحمة الله التي عمَّتِ السمواتِ والأرض، فقد فَتح باب َالتوبة أمامَ كلِّ عاصٍ ومذنب، فقال سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].

إنَّ الإنسان بطبيعته مخلوقٌ ضعيـف، يرتكب الأخطاء، ويقع في المحظورات، ويقترف المعاصي، وذلك نتيجةَ الغفلة التي تستوْلي على قلبه، فتحجب بصيرتَه، ويُزيِّن له الشيطان سُبلَ الضلال، فيقع فيما حرَّمه الله عليه، ومهمـا بلـغ الإنسانُ من التقوى والصلاح، فإنَّه لا يَسْلم من الوقوع في الأخطاء، ولا يُعصم من المخالفات، فالمعصوم هو نبيُّنا محمَّد عليه أفضل الصَّلاة وأزكى السلام فهو القائل: «كلُّ بَني آدمَ خطَّاء، وخيرُ الخطَّائين التوَّابون».

هذه الرحمة الربَّانيَّة من ربِّ البرية بعباده تتجلَّى في توبته على العاصي بعد عصيانه، والمذنب بعد اقتراف ذنوبه، فرحمتُه وسعتِ البَرَّ والفاجر، بل وسعتِ السمواتِ والأرض فقد قال سبحانه: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} }[الأعراف:156].

 وفي الحديث: أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم رأى وأصحابُه أُمًّا تضمُّ طفلها إلى صدرها بكلِّ عطف وحنان، فقال لأصحابه رضي الله عنهم: «أتروْن هذه طارحةً ولدَها في النار؟»، قالوا: لا والله قال:«لَلَّهُ أرحمُ بعباده مِن هذه بولدها»، (أخرجه البخاري، [5540]).

ومن رحمته سبحانه وتعالى فَتَحَ بابَ الأمل أمامَ العاصين والمذنبين للتوبة والرجوع إليه سبحانه، فلم يكن الذنب مدعاةً للتمادي في الذنوب، ولم يكن لاقترافِ ذنب أن يُغلَق بابُ الرحمة والغفران.

 يقول المصطفي صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ الله عزَّ وجلَّ يَبسُط يدَه باللَّيل ليتوبَ مسيءُ النهار، ويَبسُط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيءُ اللَّيل، حتَّى تطلع الشمس من مغربها»، (أخرجه مسلم [4954]).

 ومن هنا ندرك كرمَ الله، ومَنَّه على عباده بالتوبة عليهم في هذا التوقيت الخاص، بل هو يتوب عليهم سبحانه وتعالى كلَّ ليلةٍ أو يوم .

وفي شروط التوبة يقول الإمام النوويُّ رحمه الله تعالى: "قال العلماء: التوبة واجبةٌ من كلِّ ذنب، فإن كانت المعصيةُ بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلَّق بحقِّ آدميٍّ، فلها ثلاثةُ شروط: أحدها: أن يُقلعَ عن المعصية. والثاني: أن يَندمَ على فِعْلها. والثالث: أن يَعزمَ على ألاَّ يعودَ إليها أبدًا. فإن فُقِد أحدُ الثلاثة لم تصحَّ توبته".

 وإن كانت المعصية تتعلَّق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حقِّ صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه ردَّه إليه، وإن كانت حدَّ قذفٍ ونحوه مكَّنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غِيبةً استحلَّه منها، ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب مِن بعضها صحَّت توبتُه عند أهل الحقِّ من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي، وقد تظاهرت دلائل الكِتاب والسُّنة، وإجماع الأمّة على وجوب التوبة"اهـ.

 أخي المسلم: إنَّ العبد مأمورٌ بالتوبة حتَّى الممات، وإذا كانت التوبة طريقَ الطاعات والأعمال الصالحة، فهي تفتح للعبد أبوابًا من المحبَّة، فهذا الطريقُ من أسرع الطُّرق إلى الله تعالى وهو يسمَّى بطريق الصبر، يسبق التائب بها السعادة.

فالتوبة التي يريدها الله منَّا، ويقبلها عنَّا، ويغفر بها لنا هي التوبةُ النصوح، التوبة الصادقة المخلصة التي يُبتغى بها رضا الله سبحانه.

 توبة يرافقها العزمُ الأكيد على تَجنُّب الخطايا والذنوب.

توبة يُصاحبها العمل المخلص، والعبادة الخالصة لله سبحانه.

توبة تُحدِث تغيراتٍ في حياة المسلم، فتنقله إلى حياة الإيمان والعمل الصالح.

 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:

قال الله تبارك وتعالى: «يا ابنَ آدم، إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان فيكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدم، لو بَلغتْ ذنوبُك عَنانَ السماء ثم استغفرْتَني، غفرتُ لك ولا أبُالي، يا ابنَ آدم، إنَّك لو أتيتَني بقُراب الأرض خطايَا، ثم لَقِيتني لا تشركُ بي شيئًا، لأتيتُكَ بقُرابها مغفرةً»، (أخرجه الترمذي، [3463]).

 فالأمَّة المحمديَّة أمَّةٌ مرحومة، بفضل الله وكرمه، الذي أنعم عليها برسولها صلَّى الله عليه وسلَّم سيِّد المستغفرين، الذي كان يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثرَ من مائة مرَّة، فهو إمامُ التائبين الذي فضَّله الله وكرَّمه على الخَلق أجمعين، والأنبياء والمرسلين.

فتُبْ إلى الله أخي المؤمن واستغفرْه من كلِّ ذنب، إنَّه هو الغفور الرحيم.

وصلَّى الله وسلَّم وبارك على سيِّدنَا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وأستغفر الله العظيم

إن الله غفور رحيم.

بسم الله الرحمان الرحيم

دعاء المومنين :

ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا ،

ربنا ولا تحمل علينا إصرا

كما حملته على الذين من قبلنا ،

ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ،

واعف عنا ، واغفر لنا ، وارحمنا ،

أنت مولانا ، فانصرنا على القوم الكافرين.

سيد الإستغفار :

 اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ،

خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ،

وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ،

أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ،

 أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي؛

فَاغْفِرْ لِي ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ . 

فضل الإستغفار في تحقيق الأمنيات :

شرعَ الله -عزَّ وجلَّ- لعباده طريقَ الأمان والسلام وهو طريقُ الحق، ولكن رُبَّما يزيغُ المسلم عن هذا الطريق بارتكابِ بعض الذنوب والمعاصي التي تُعدُّ مدمرةً للقلب ومُظلمةً لها؛ ولذا شرعَ الله -عزَّ وجلَّ- طريقةً للتكفيرِ عن تلك الذنوب وهي الاستغفار بالإضافة إلى ترك المعاصي، بل إنَّها تجلبُ الخير لذلك العبد المُستغفر؛ لأنَّ الاستغفار غيرُ متعلقٍ فقط بارتكابِ الذنوب بل هو فعلٌ يفعله أيضًا أولياءُ الله وأحبائه من أجل تحقيق فضل الاستغفار في تحقيق الأمنيات؛ لأنَّ الاستغفار سببٌ لجلب الخيرات والبركات كما هو سببٌ في النجاة، كما قال الله في كتابه العزيز: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}

وكما تمَّ البيانُ فإنَّ الاستغفار هو طلبُ المغفرة بالدعاءِ والتوبة وأنَّ هناك للاستغفار فضائلُ في جلب الرحمة ورفع العذاب وتحقيقِ النجاة في الدنيا ويوم القيامة كما قال الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

 وإن تحقيق النَّجاة والفوز بالجنة هي مِن أُولى الأمنيات التي يحقِّقها المسلم في بابِ فضل الاستغفار في تحقيق الأمنيات وأيُّ شيء أعظمُ من هذا فقد قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} وهذه هي أمنية العبد في الآخرة.

 وأمَّا الأمنيات التي يتمنَّاها البعض في الدُّنيا فقد جاءَ للاستغفار فضلٌ في تحقيقها أيضًا؛ فقد جمع الاستغفارُ بين فضلي الدنيا والآخرة كما قال الله على لسانِ نبيه نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}، فقد شملت هذه الآية على مُعظم الأمنيات التي يطلبها العبادُ من الله عزَّ وجلَّ فقد ذكرت نزول المطر وأيضًا الرزقَ بالبنين والأموال كما شملت النجاةَ في الآخرة؛ وفي هذا دليل صريحٌ على فضل الاستغفار في تحقيق الأمنيات وفي هذا شواهدُ أيضًا من السنة النبوية.

من أدعية الاستغفار وصيغها :

جاءت العديدُ من الصيغ والأشكال للاستغفار في كتاب الله -عزّ وجلّ- والسنة النبوية وقد جاء في كتاب الله الصيغ الآتية: قوله تعالى: {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ} وقوله أيضًا: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} وأمَّا ما جاء في السنة النبوية فمنه ما قاله النبي صلّى الله عليه وسلّم: "مَنْ قال: أستغفرُ اللهَ الذي لا إلهُ إلَّا هو الحيُّ القيومُ وأتوبُ إليهِ، ثلاثًا، غُفِرَتْ لهُ ذنوبُهُ، وإن كان فارًا مِنَ الزحفِ"

 وقد جاء في الحديث أيضًا بلفظِ سيد الاستغفار ما يأتي: "سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ"

وكل هذه الصيغ تؤدي للمعنى الحقيقي للاستغفار وهو طلب المغفرة لعلّ الله يحققّ للمسلم أمنياته في الدنيا والأخرة ، ويحقق لنا كلّ الرجاء ، غفرانك اللهم

يا نفس توبي :

يا نفس توبي فإن الموت قد حانا. 
واعص الهوى فالهوى ما زال فتانا

أمــا ترين المــنايا كيف تلقـــطنا .... 
لقــــطاً وتلحــق أخــرانا بأولانا

في كل يوم لــنا ميـت نشـــيعه ...... 
نــرى بمصــرعه آثــــار موتــانا

يا نفس ما لي وللأموال أتــركها ...... 
خلفي وأخرج من دنياي عريانا

أبعد خمسين قــد قضّيْتها لعـــباً ....... 
قد آن أن تقصـري قد آن قد آنا

ما بالنا نتعامى عن مصـــائرنا ........ 
ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا

نزداد حــرصاً وهذا الدهر يزجرنا .. 
كأن زاجـــرنا بالحــــرص أغــرانا

أين الملوك وأبنــاء الملوك ومـن ...... 
كانت تخـــر له الأذقــان إذعـانا

صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا.
مستبدلين من الأوطان أوطانا

خـلوا مدائن كان العــــز مفرشـها .. واستفرشوا حفراً غبراً وقيعانا

يا راكضاً في ميادين الهوى مرحـاً ..
 ورافــلاً في ثياب الغيِّ نشوانا

مضى الزمان وولى العمر في لعب ... 
يكفيك ما قد مضى قد كان ما كانا.
يكفيك ما قد مضى......
قد كان ما كانا..

الجمعة، 9 أكتوبر 2020

حزب الختم :

بإسمك الأعظم اللهم يا رحيم

سبحانك اللهم وبكل محامدك عدد خلقك ، ورضاء نفسك ، وزنة عرشك ، ومداد كلماتك ، ملأ وعدد وكما تحب اللهم وترضى ، يا ذا الأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، والأفعال المثلى ، والذات العظمى العلية .. 

يا ذا الملك والملكوت ، والعزة والجبروت ، ويا مالكا ، ويا ملكا ويا مليكا على عرش كل العالمين إستوى .

سبحانك اللهم وبكل محامدك ، يا أولا بلا بداية ، ويا آخرا بلا نهاية ، ويا أولا ليس قبله ولا معه شيء ولا أحد ، ويا خالق كل شيء وخالق كل أحد ، ويا آخرا ليس فيه ولا دونه ولا بعده ولا معه شيء ولا أحد .. ويا خالقنا في لبس من خلق جديد على الدوام ، ومستخلفنا بين ذاتك العلية سبحانك اللهم ، وبين كل العالمين ..

سبحانك اللهم وبكل محامدك يا نور السماوات  والأرض وقيومهما ، ويا ممسكهما بأنوار أسمائك الحسنى أن تزولا ، ويا من هو كل يوم هو في شأن ..

سبحانك اللهم وبكل محامدك يا ظاهرا بصفاتك العلى ، وأفعالك المثلى ، وباطنا بأسرار ذاتك العلية ، وسبوحات وجهك الكريم  سبحانك ..

سبحانك اللهم وبكل محامدك يا ظاهرا في الشهادة ، وباطنا في الغيب ، أينما نتولى فثم وجهك الكريم .. فتولني اللهم فيمن توليت ، وعرفني اللهم بك معرفة تنير بها بصيرتي بأنوارك ، وتفتح بها بصري لآياتك ، حتى ينعم قلبي بأذواقك ، وتستبشر اللهم روحي بولايتك ، يا رب كل الجمال وكل الجلال وكل الكمال وكل الولاء ..

سبحانك اللهم وطوق اللهم روحي بسبوحات وجهك الظاهرة الباطنة ، حتى لا أغيب عن حضرتك ، ولا يتبلد قلبي عن وحيك ، أو تغفل روحي عن حبك ، ولذة عبادتك ، وحلاوة الإيمان ، وبرد اليقين ..

يا نور السماوات والأرض ، ويا علي ويا أعلى ويا متعال ، ويا من ليس كمثله شيء ولا أحد ، ولا مثله شيء ولا أحد ، ويا من لا تدركه العقول ولا الأبصار ، ولا تحده الضمائر ، ويا رقيب أحكم الألباب ، وأنيس أصفى البصائر ..

سبحانك اللهم وبكل محامدك إهد قلبي هداية تنفي بها عن بصيرتي كل عماها ، وتزيح بها عن روحي كل غشاها ، حتى لا أغيب أبد الآبدين عن تجليات حضورك ، فانيا اللهم في سبوحات نورك ، وباقيا اللهم لك بك بكل عبادة وعبودية ، وبكل عبودة وعبدية ، فانيا اللهم عن كل ما ومن سواك بكل ربانية ، وبكل إخلاص اللهم يا من لا أنت إلا أنت سبحانك .

 سبحانك اللهم يا من ليس لأوليتك بداية تبدِؤها .. ولا نهاية سبحانك اللهم تفصلها عن آخريتك يا أولا في آخريته ، ويا آخرا في أوليته ، ويا واحديا في أحديته ، ويا أحديا في واحديته ، ويا من يدبر ويرى في وبأحديته كل واحديته ، ويرى ويدبر منهما كل خلقه ، وكل حجبه وكل برازخه .. ودون أي برزخ بينهما اللهم سبحانك سبحانك سبحانك ..

سبحانك اللهم وبكل محامدك يا غنيا عن ألوهيته لنا ، المفتقرون نحن  سبحانك اللهم  لها ، ويا من إسمه الله فقط إسمه الأدنى .. ويا من لا يرى سوى بتجلي بعض صفاته في هاته الدنيا : لا نقول اللهم سبحانك - أنت لا أنت - كما تاه بعضنا ، بل - لا أنت إلا أنت - سبحانك ربنا .. 

فاللهم تنزيه في تنزيه في تنزيه ، وأصفار نحن أمام ذاتك وكل العالمين ، يا واجدا فوق كل المطلقات ، ويا عليا على كل الوجود ، وعزيزا على كل الظنون ، وعلى كل العقول وعلى كل الخواطر ، سبحانك اللهم وبكل محامدك ، سبوح قدوس اللهم أنت ربنا ، سبوح قدوس اللهم أنت ربنا ، سبوح قدوس اللهم أنت ربنا ..

فسبحانك اللهم وبكل محامدك يا أولا ولا قبل ، ويا خالقا ولا مع ، ويا آخرا ولا بعد ، ويا ظاهرا ولا تحت ، ويا باطنا ولا فوق ، ويا أقرب إلينا منا ..يا أولا ويا آخرا ويا ظاهرا ويا باطنا ، ويا قريب .. ويا رب كل الحسنيات ، ورب كل المعالي ، ويا ذا الذات العلية .

سبحانك اللهم وبكل محامدك يا من ليس - قبل ولا بعد ولا مع ولا في - ذاته شيء ولا أحد ، ويا متجلي بصفاته في كل شيء وفي كل أحد ، ويا ظاهرا قبل وبعد كل شيء وكل أحد ، ويا باطنا دون أي شيء ودون أي أحد ، أغدق اللهم على كل قلبي وكل روحي وعلى كل سري من أنوارك الباطنة في كل أكوانك ، والظاهرة اللهم بكل أفعالك ، حتى أفنى في تجليات نورك ، وفي نعيم ودك ، واللهم وبكل تسابيحك ، اللهم بكل تسابيحك ، اللهم بكل تسابيحك ..

كما أسألك اللهم بوجهك العزيز الأعز، الكريم الأكرم ، أن تغرقني اللهم في قربك ، وتذيبني اللهم في أشواق حبك  مكرما مرحوما ، ملهما اللهم من بحار لدنياتك عن علم وعين وحق يقين ، موقنا اللهم بعيني الثابتة كاملة مكمولة ، مستمدة ممدودة ، ولا حاجبة اللهم ولا محجوبة ، وبأدنى الحجب اللهم ، وكأنه لا حجب اللهم ، يا حبيب العقل والقلب والروح  سبحانك اللهم سبحانك سبحانك..

كما أسألك اللهم وبإسمك العظيم الأعظم أن تجعلني اللهم بمنك الأقوم ، برزخك الأعلم ، وقهرمانك الأسعد ، لسرك الأعظم، وحبيبك الأرحم : نبينا محمد ..

 عليه اللهم منك كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم ، وعلى كل ملائكتك الأطهار ، وكل النبييين والمرسلين ، وكل عبادك الصالحين ..

واللهم ، آمين لي ولوالدي ، ولكل المومنات والمومنين .

وسبحانك اللهم وبكل محامدك آزالا ، وأبد الآبدين اللهم .

الأربعاء، 12 أغسطس 2020

ملاحظة فقهية :

كما أن للفقه علماؤه ، فإن التصوف السني الحق هو تزكية أولياء الله الصالحين قدس الله أسرارهم ، وليس كل شيخ صوفي ولا كل من جمع الناس عليه أو بني عليه ضريح بولي قطعا ، بل قال الله سبحانه وتعالى في صادقي أوليائه :* ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة * يونس 62-63-64 . والبشرى هنا - بعد عدم خوفهم للعواقب وعدم حزنهم ، وبعد إيمانهم الكبير وتقواهم كما تشير الآية -  بشرى وكرامة الولاية في الدنيا والآخرة ، كما أكد ذلك رسول الله صلوات الله عليه لهم في الحديث القدسي برواية للبخاري : * من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما إفترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطيته ، ولئن إستعاذني لأعيذنه  *  وعلى أسرار هذا المقام العلي يتمحور علم التصوف أو لنقل فقه الولاية الذي شرح فيه الأولياء كل أحوالهم وكل مقاماتهم الروحية وسلوكهم القلبي قبلها وبعدها ..

وهو علم محدث في نهاية القرن الثاني للهجرة ككل العلوم الأخرى : كعلم الحديث والتفسير والفقه والنحو والفلك والكيمياء والطب الإسلامي ... وغيرها ..  

وهو بكل بساطة فقه *الإحسان* كأعلى مقام للسلوك الفردي في الإسلام ، ولهذا يعد معهدنا هذا معهدا عاليا لتدريس السلوك الصوفي كفقه إسلامي عملي ، وموجه أولا ثم أولا فأولا لأولي الألباب، ولأولي الفكر والعلم ، ومختص في فقه السلوك القلبي والعمل الصوفي فقط ... 

ولكن كباب لكل العمل الإسلامي ، وذلك لإرتباطه بمدرستنا :المدرسة العرفانية للسلام الإسلامي  كمدرسة فكرية عملية وإصلاحية مستقبلية ..

والتي من أهدافها كذلك : المساهمة في إصلاح العديد من شركيات وقبوريات وبدع ونقائص زوايانا وعقائدها الدخيلة ...

أما لمن لا يهمه التصوف - وكان مهتما فقط بالسنة كفقه - فنوصيه ناصحين : ببدايات فقه السنة هنا

الأحد، 26 يناير 2020

مستوياتنا الخمس :

أذكار الصباح والمساء ( السنية ) :

ملاحظة : عند المساء إستعمل رجاء فعل (أمسى) عوض (أصبح) :
بسم الله الرحمان الرحيم ، والحمد لله رب العالمين . 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
* آية الكرسي
* ( الإخلاص ، والمعوذتين ) 3 مرات
* اللهم ما أصبح ( أمسى ) بي من نعمة أو بأحد من خلقك 
فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر .
* أصبحنا ( أمسينا ) وأصبح ( أمسى ) الملك لله .
* أصبحت (أمسيت ) على ملة الإسلام ، وكلمة الإخلاص ، وعلى دين نبينا محمد صلى الله 
عليه وسلم ، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما ، وما كان من المشركين.
* أصبحنا وأصبح ( أمسينا وأمسى ) الملك لله ، والحمد لله ولا إله إلا الله ، 
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،
رب أسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده ، وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده
                       ( أو رب أسألك خير هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها )                               رب أعوذ بك من الكسل  وسوء الكبر ، رب أعوذ بك من عذاب في النار 
ومن عذاب في القبر .
* اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور .
وعند المساء : ( اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير )
* اللهم إني أصبحت ( أمسيت ) أشهدك وأشهد حملة عرشك وملا ئكتك وجميع خلقك 
أنك أنت الله وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك . 4 مرات .
* اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني ، وأنا عبدك ، وأنا  على عهدك ووعدك ما إستطعت ،
أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .
* اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري ، لا إله إلا أنت ، 
اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، لا إله إلا أنت .
* حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم . 7 مرات 
* اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني اسألك العفو والعافية 
في ديني ودنيايوأهلي ومالي ، اللهم أستر عوراتي ، وآمن روعاتي ، 
اللهم إحفظني من بين يدي ومن خلفي  ، وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوقي ، 
وأعوذ بعظمتك من أن أغتال من تحتي .
* اللهم عالم الغيب والشهادة ، فاطر السماوات والأرض ، رب كل شيء ومليكه ، 
أشهد أن لا إله إلا انت ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه ، 
وأن أقترف على نفسي سوءا ، أو اجره إلى مسلم .
* بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو السميع العليم . 
3 مرات .
* رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا . 3 مرات.
* يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، اللهم اصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
* أصبحنا وأصبح الملك لله ، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته  وهداه ، 
وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده .
(أمسينا وأمسى الملك لله ، اللهم إني أسألك خير هذه الليلة فتحها ونصرها 
ونورها وبركتها وهداها ،  وأعوذ بك من شر ما فيها ، وشر ما بعدها ) 
* سبحان الله وبحمده 100 مرة .
* سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته . 3 مرات .
* لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير.
من 10 إلى 100 مرة .
اللهم إني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا . .
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق 3 مرات .
أستغفر الله وأتوب إليه . من 10 إلى 100 مرة .
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله . من 10 إلى 100 مرة .
سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين 
والحمد لله رب العالمين .
واللهم وجهك الكريم يا كريم .
آمين .

الخميس، 9 يناير 2020

المستوى الخامس :


في هذا المستوى الخامس أشير بإيجاز لتجربتي الروحية كمؤسس لهذا المعهد ،  ولبعض ما ترتب عنها من قناعات صوفية تنفي وحدة الوجود والحلول والإتحاد ماديا ، مهما ثبتت كأحوال معنوية؛ وكأفكار فلسفية شاذة عن القرآن والسنة... 
خاتما بديواني ْالديوان الصوفي الخاتم ْ 
حتى أؤكد عقيدتي السلفية حتى صوفيا٠بعد أن قدمت بعض آفاق التصوف السني بمنهجية أشعرية سلفية  في هذا المعهد القرآني السني: ولله الحمد :

عقيدتنا الصوفية الأشعرية :


1
اللهم إننا نعلم عن بصيرة وعن علم وعن حق وعن عين يقين بأنك :
ما أنت بملاك ولا بإنسان ولا بجان ولا بكوكب ولا بكون ولا بوجود مطلق ولا أنت حال بهم ذاتا ولا هم متحدين بك .... 
وبأنه لا صاحبة لك ولا ند ولا كفؤ ولا مثل ولا ولد..
بل أنت سبحانك ذاتيا فوق كل الوجود وفوق كل المطلقات لأنك خالق كل الموجودات وكل المطلقات بل وكل الآباد وكل الآزال رغم سريان نور إسمك الله في كل السماوات والأرض صفاتا وأنوارا سبحانك يا رب ويا نور ، فأنت كما قلت سبحانك :
الله نور السماوات والأرض :
2
ومن ظاهر هاته الآية الكريمة يتبين لك أخي المحسن بأن نور الله ساري في كل السماوات والأرض وفي كل الأكوان لكن من وراء حجب ذاتية وعرشية ونورية ونارية ومائية و ...:كما جاء في بعض الأحاديث الشريفة ..
ولهذا فما منا إلا شهود هذا النور المعنوي الصفاتي عند بداية العرفان ..
 بل وحتى عند تجلي إسمه تعالى النور كصفة وكإسم له سبحانه - وكتواصل ذاتي منه تعالى - لا تتجلى لنا كل الصفات المتعلقة بإسمه تعالى الله :
فالله إسم للتعلق لا للتخلق ...:
3
فبعض صفات الله تعالى متجلية فينا وفي كل الأكوان بإسمه سبحانه وتعالى النور المتجلي في السماوات والأرض لكن من وراء حجب..
 ولمحجوبيتنا نحن لا محجوبيته هو..
 إذ هو الظاهر والباطن سبحانه : 
باطن لشدة ظهوره ، وظاهر لشدة بطونه.. 
4
ولقد أكد القرآن الكريم هاته الحقائق بقوله سبحانه :
 مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب ذري : 
ولهذا فإن نور هذا المصباح الذي هوالكون قوي وذري وتعمي الغافلين أنواره المعنوية والمادية ، فلا يرون إلا بقدر طاقاتهم البصرية المسجونة تحت الموجات الحمراء وفوق البنفسجية ..وعلى قدر نفوسهم الضعيقة ..
5
بينما يشهد أهل البصائر وأهل اليقين ما لا تراه العيون:
فيرون عند البداية تجلي صفات الله تعالى فيهم وفي كل الكون معنويا ..
إلى أن يتجلى إسمه تعالى النور الدال أيضا على نور ذاته لكن من وراء حجب.. 
فنحن محجوبون بهذا الكون الدنيوي الظلامي ، ولهذا لا يشهد كل هذا من يرى فقط ببصره ، بل هذا للمستبصرين عن بصيرة وعن علم وحق وعين يقين لا غير.. 
ولهذا فنحن محجوبون بحجبنا الذاتية والظلامية الكونية لا بحجبه النورية سبحانه...
6
فلا إله إلا أنت سبحانك ..
 ولا ألله إلا أنت رغم تجلي صفاتك وأسمائك وصفات أفعالك فينا وفي كل الموجودات .. 
بل ورغم تجلي بعض صفات ذاتك نسبيا على قلوب وأرواح أوليائك اللهم قدس أسرارهم ..
ورغم حيرتهم في كل هاته التجليات عند الفناء فيك محبة لا ذواتا يا ألله سبحانك.
7
فليس كمثلك شيء اللهم .
ولا ألله إلا الله.
وعند البداية لا إله إلا الله .. 
وعند الحيرة لا هو إلا هو .. 
أما عند النهاية فلا أنت إلا أنت سبحانك.
8
وما الحلول والإتحاد ووحدة الوجود إلا أحوالا في السلوك إليك محبة:
يا من هو الله وحده ..
ويا من هو الله وحده .. 
ويا من هو الله وحده ..
وما هي بمقامات كما يدعي أهل الضلالات  يا سبوح ويا قدوس ويا علي ويا أعلى ويا متعال.
يا من لا يشاركه في أحديته ولا في واحديته أحد..
يا من لا يشاركه في أحديته ولا في واحديته أحد..
يا من لا يشاركه في أحديته ولا في واحديته أحد..
9

بل وما الموجودات إلا أصفارا أمام ذاتك السبوحة العلية.
ويبقى العبد عبدا .. والرب ربا : أبد الآبدين.
كما يبقى الخلق خلقا ..والخالق خالقا : 
ومهما تجلت فينا وفي كل الخلق نسبيا بعض صفات ذاتك.. وبعض صفات أفعالك . 
ومهما خلقت بأعمالنا وبنا كما قلت سبحانك :
الله خلقكم وما تعملون.
10
ولتبقى أسماؤك الله والرحمان والإله والرب والرزاق وكل الأسماء العظمى للذات سبحانك أسماء للتعلق لا للتخلق أبد الآبدين ..
فلا رب ولا إله ولا ألله ولا رحمان ولا خالق ولا رازق بحق إلا أنت يا سبوح ويا قدوس عنا وعلى كل العالمين .. 
ويا سبوح ويا متعال حتى عن محمد عليه كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم ..
وحتى على معالي عرشك العظيم سبحانك . 
يا ذا الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال المثلى والذات العظمى العلية ..
ويا ذا الإسم الأعظم الذي ليس هو إسمك الله يقينا.
11
فاللهم إجعلنا من عبادك المخلصين الذين جعلت قلوبهم وأرواحهم عروشا لتجلي أسمائك وصفاتك بكل عبادة وعبودية وعبودة وعبدية ، كما جعلت قلب وروح حبيبك ونبينا محمد عرشا لتجليات إسمك الأعظم عليه اللهم منك كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم.
ودون أي شرك اللهم ودون أي  تشبيه أو تعطيل اللهم لصفاتك .. 
ودون أي حال شاذ اللهم غفرانك..
بل تنزيه في تنزيه في تنزيه .. 
وأبد الآبدين اللهم يا ألله .
12
يا من لا أنت إلا أنت عند النهاية العرفانية المحققة الحقة.
ويا خير الماكرين :
ويا من إسمك الله إسم كيد ومكر كذلك ..
فأنت القائل وقولك الحق سبحانك : إن كيدي متين :
إذ من الأولياء من تجوهر حتى تأله بنفسه وهواه عند التوحد لك غفرانك اللهم ..
 ونسى محبتك فناء فيه لا فيك سبحانك..
نعوذ بك اللهم من كيدك المتين..: 
13
فالله في علم الحروف تكتب أيضا اللاه بمعنى اللاهو أي : ليس هو 
بينما لا هو إلا هو حقيقة..
أما هو لا هو فحال وحيرة العارفين لا غير ..
فإحذر أخي المحسن.
14
ربنا لا تجعلنا من الكافرين بعد هداك .. 
أو من الضالين ..
 أو من المشركين من حيث نعلم أو لا نعلم ، أو من حيث نشعر أو لا نشعر ..
أو من الذين يلحدون في أسمائك 
أو من الذين يجعلون لك من عبادك جزءا 
أو من الذين ينفون تصرفاتك في كل خلقك مدعين بأن يدك مغلولة ..
أو من الفانين فيهم ومحبة لهم لا محبة لك وفناء فيك عن ضلالة ..
أو من الفلاسفة المومنين بفيضك الذاتي سبحانك ..
أو من الساعين لوحدة الأديان عبر السعي لوحدة التصوف فيها كلها غفرانك اللهم..
أو من القائلين بأن الحقيقة تناقض الشريعة ..
سبحانك يا أحد ويا واحد ويا واحد ويا أحد..
15
سبحانك لا تصوف إلا تصوف دينك الحق الإسلام سبحانك ..
ولا حقيقة دون شريعة . 
بل ولا محبة لك إلا تبعا لحبيبك المحب الأول حبيبنا محمد 
عليه اللهم منك كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم ..

16
فإهدنا اللهم بك وبه وبفيض علومك اللدنية اللهم إلى معارجنا الروحية وموالدنا العشر دنيا وبرزخا وآخرة ، وقنا اللهم عندها وبينها أي شرك أو حال ناقص يا ودود ويا وهاب: 
أولا :الميلاد النفسي الجسماني
ثانيا : الميلاد الفكري
ثالثا : الميلاد القلبي
رابعا : الميلاد الروحي
1/ : الميلاد الفكري الروحي
2/ : الميلاد القلبي الروحي
3/ : الميلاد الروحي الرباني .
خامسا : الميلاد البرزخي
سادسا : الميلاد الملكوتي
سابعا : الميلاد العرشي
ثامنا : الميلاد الرباني الأكبر
تاسعا : الميلاد المحمدي
عاشرا : الموالد الأحمدية.
يا من لا يشاركه في أحديته ولا في واحديته أحد..
ويا أحد ويا واحد ويا واحد ويا أحد ويا الله وحده..
سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون 
وسلام على المرسلين
 والحمد لله رب العالمين. 
فتفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في ذاته .. 
ومهما يخطر ببالك أخي المحسن الله بخلاف ذلك.
والله وحده الهادي لمن يشاء ويصطفي ويجتبي ويختار.
والله أعلى وأعظم وأعلم.
أما لمن أراد تفاصيل عقيدتنا السلفية الأشعرية الظاهرية فهنا كتاب الإبانة 
في أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري 
والذي زاع عن سنيتها العديد من السلفيين والعديد من الأشاعرة وللأسف.