الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

عن وحدة الشهود :

بسم الله الرحمان الرحيم 

ما تم في الوجود إلا أفعال الله سبحانه وتعالى المثلى ، وصفاته العلى ، وأنواره العلية ..

وبنور البصر والعقل نرى أفعاله هاته مخلوقة  ، وبنور العقل وأذواق القلب نلمس صفاته هاته متجلية في الكون وفينا ، وبذوق القلب وبصيرة الروح نستشف بعض أنواره ظاهرة وباطنة في كل الوجود ..

فالله نور السماوات والأرض ، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ، وأينما تولينا فتم وجه الله سبحانه وتعالى ، أي صفاته وأنواره المتجلية في كل الوجود ، ولكن التي ليس كمثلها شيء ، فأفعاله ليست هي ذاته ولا أنواره رغم تجلي صفاته وأنواره سبحانه وتعالى في كل أفعاله ..

فلا تشييء إذن لهاته الصفات ولا لهاته الأنوار منا ولا فينا ، ومهما تجلت فينا وفي أشياء كل الوجود : فليس  كمثلها و( ليس كمثله شيء): وهنا أثبت سبحانه وتعالى الكمثل لا المثل ، ولهذا نومن بكالتشبيه لا التشبيه ، بمعنى نسبية لا إطلاق صفات الله تعالى فينا وفي كل الوجود وكل المطلقات ، فليس هناك مطلق واحد كما تاه بعضنا ..

ولهذا نومن بأن الكمثل هي أنواره وصفاته المتجلية بإسمه تعالى الله كإسم جامع لها كلها وكإسم دال أيضا على ذاته العظمى العلية ، والذي لا مسمى به لغيره سبحانه وتعالى رغم تجلي صفاته وأنواره ظاهرة وباطنة في كل السماوات وكل الأرض : ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ، المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب ذري ,,,) ولهذا فنحن محجوبون بمثل نوره سبحانه وتعالى هذا لا بمثل ذاته سبحانه العظيم الأعظم الكريم الأكرم العزيز الأعز العلي الأعلى المتعال سبحانه وتعالى ربنا عنا وعلى كل العالمين .

ولهذا فلا وحدة وجود ولا حلول ولا إتحاد عندنا إلا كشطحات وكأحوال ناقصة ، وتنزيه في تنزيه في تنزيه ، وما هناك إلا وحدة الشهود :

حيث تتجلي في كل السماوات وفي كل الأرض هاته الأنوار والصفات ، وفي الولي كإنسان كامل الإنسانية ، حين قوله تعالى في الحديث القدسي: ( كنت سمعه,, وبصره ., ويده , ورجله ) وهنا رقص من رقص ، وشطح من شطح ، وإحتار من إحتار ، وفنى من فنى محبة لا ذاتا من الأولياء الكمل ..

فإحتار من رأى منهم عن علم وعين وحق يقين حقيقته الثابتة في علم الله تعالى ولو بنسبية ، فرأى ما لا عين ترى ولا أذن تسمع ، وما لا يخطر على قلب بشر .. حتى قال بعضنا : أنا من أهوى ومن أهوى أنا .. لكن بحاله وسكره العابر وليس  كمقام ثابت ..: وكل هذا يذاق لكي يعرف ، ولا يشرح ليعلم :

فإفن عن فنائك فيك ، تبق بالله بعد أن تذوق لتعرف .. فتكون حقا ربانيا وموقنا بالكتاب كله سنيا : إن كنت حقا وليا ..

وأنت يا إنسان من أنت ؟ :                                                                                                              جسم ذو حواس جد ضعيفة وقزم بنفسك بهاته الأرض ، لكن :  ستبعث يوم القيامة عملاقا وبأقوى الحواس ، وهذا فقط في أول البعث..

( فما بالك في المطلق الأبدي إن كنت بالله لا بك ، وإجتباك سبحانه وتعالى له لا لك ؟): من أنت ؟ 

فأنت في لبس من خلق جديد ولله كل الحمد على الدوام ، 

فمن أنت ؟

لهذا نبحث عن آحاد المريدين ، وحول هذا معهدنا يدندن ، ولعلك تعرف نفسك أكثر ..

 واللهم وجهك الكريم يا كريم . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق