بسم الله الرحمان الرحيم
حزب الحمد الخاتم :
اللهم لك الحمد حمدا خالدا بخلودك ، حمدا دائما لا منتهى له دون مشيئتك ، ومع كل طرفة عين ، أو تنفس نفس ..
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ، ولك الحمد بعد الرضى ، ولك الحمد اللهم حمدا لا جزاء له إلا رضاك .
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، ملأ ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما ، وما من شيء أردته بعد ، أهل الثناء والمجد ، أهل الثناء والمجد ، أهل الثناء والمجد ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الجلال والإكرام ..
اللهم لك الحمد بكل ولكل محامدك ...
اللهم لك الحمد بكل ولكل أسمائك الحسنى ، وصفاتك العلى ، وأفعالك المثلى ، وذاتك العظمى العلية ..
اللهم لك الحمد بمحامد كل حامد وشاكر يا حميد ويا شكور ويا شكور ويا حميد ..
ولك الحمد اللهم بكل محامد حبيبك محمد عليه اللهم منك كل الصلاة وكل السلام دنيا وبرزخا وآخرة وعند الشفاعة ، واللهم لك الحمد بمحامد كل أنبيائك ورسلك ، وكل أوليائك اللهم وملائكتك ، وكل أحبائك اللهم وكل المومنين ، عليهم اللهم منك كل السلام والتسليم ، ولك الحمد اللهم عليهم أجمعين .
كما لك الحمد اللهم على نعمة الإسلام ، وكفى بها نعمة ، ولك الحمد اللهم على كل نعمة ، عدد وملأ كل نعمة ، ولك الحمد اللهم حمدا لا يتعلق بنعمة ، لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك .
اللهم لك الحمد على كل حال ، وفي كل زمان ومكان ، ولك الحمد اللهم حمدا لا يتعلق بزمكان ، لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ..
فلك الحمد اللهم بكل تسابيح الوجود ، ولك الحمد بتسبيح كل موجود .. لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك يا حميد ويا شكور ويا شكور ويا حميد :
كما لك الحمد اللهم بكل محامدك لذاتك ، ولك الحمد اللهم محامد لا يستطيعها سواك ..
وبكل شكرك اللهم وبكل مدحك وكل تسبيحك ، وبكل الثناء عليك اللهم سبحانك اللهم ، وبكل غفرانك .
عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك ، ملأ وعدد وكما تحب اللهم وترضى .
كما أسألك اللهم بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ، أسألك اللهم بأن لك الحمد لا أنت إلا أنت الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لا ولم ولن يلد ، ولا ولم ولن يولد ، ولا ولم ولن يكون له كفؤا أحدا :
أسألك الله بأن لا أنت إلا أنت ، وبكل أسمائك الحسنى وصفاتك العلى وأفعالك المثلى وذاتك العظمى العلية ، وبأحب وأعظم وأكرم أدعيتك وأذكارك اللهم لديك ، وبإسمك العظيم الأعظم الكريم الأكرم اللهم كل سؤل محمد ، اللهم كل سؤل محمد ، اللهم كل سؤل محمد ، عليه اللهم منك أكمل الصلوات ، وأتم السلام ، وأزكى البركات .
واللهم أولا دنيا الأتقياء ، وختمة الأولياء ، وموتة السعداء ، وبرزخ الشهداء ، وبعثة الحنفاء ، وفرحة الشفعاء ، وقربة الأحباء ، وفرادس الحكماء يا رب ..
يا حبيب العقل والقلب والروح ويا خليل الأنبياء ، يا حبيب العقل والقلب والروح ويا خليل الأنبياء ، يا حبيب العقل والقلب والروح ويا خليل الأنبياء ..
عليهم بعد نبينا كل السلام وكل الصلا، عليهم بعد نبينا كل السلام وكل الصلاة . عليهم بعد نبينا كل السلام وكل الصلاة ..
واللهم آمين لي ولوالدي ولكل المومنات والمومنين .
وعلى قدرك اللهم لا على قدرنا .
ملأ وعدد اللهم ما كان وما هو كائن ، وما سيكون ، اللهم آمين .
أهمية القرآن الكريم
كلّ منا يُقدّس القرآن ويحترمه، فنقبّل غلافه وصفحاته حباً به، وإننا نتبرك بالقرآن فنجعله في البيت والسيارة والمحل والمصنع، ونعتقد بأنّه شفاء من كل داء...
ولكن دعونا نقل: هل القرآن مظلوم بيننا أم أنّه قائد يقود جميع مسيرتنا؟ لقد بيّن الرسول المصطفى (ص) لنا دور القرآن في قيادة الفرد والمجتمع المسلم في كل زمان ومكان، حيث يقول: "...
فإذا التبست الأمور عليكم كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنّه شافع مشفّع، وما حل مصدق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه قاده إلى النار، وهو الدليل إلى خير سبيل، وهو الفصل وليس بالهزل، له ظهر وبطن، فظاهره حكم وباطنه علم..." إلى آخر الحديث الشريف.
- شفاعة القرآن: في هذا الحديث، يوضّح (ص) بأنّ القرآن له دُور "شافع مشفّع". أي أنّ القرآن له القدرة الكاملة على الشفاعة المقبولة، وكأنّه كائن حيّ مقرّب عند الله سبحانه، صالح لأن يشفع، جامع لشروط الشفاعة المقبولة لديه. لأنّ الإنسان المؤمن المؤهل للشفاعة، لا يتمكن من أن يشفع إلا بعد أن يجمع شروط الشفاعة، ثمّ يأخذ الإذن من الله تعالى له، وإلى تلك الحقيقة يشير القرآن بقوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا) (طه/ 109).
بينما تكون شفاعة القرآن مقبولة ابتداءً. وبهذه الصفة القرآنية "المميزة" يكون القرآن وكأنّه كائن حيّ محرّم الرأي، عظيم المنزلة.
- الارتقاء بالقرآن: وكما أنّ القرآن "شافع مشفّع"، فإنّه أيضاً، "ما حل مصدّق" أي أنّه يمحل لصاحبه، أي يسعي ويرقى به ويقوده إلى سلّم الكمال الإنساني ويشدّه إلى الله عزّ وجلّ، ويربطه بالعالم الآخر، ويكشف له عن حقيقة الحياة الدنيا، ويظهر له سوآتها، ويبين له حقيقة الحياة الأخرى وأهميتها وقيمتها، ويحصل ذلك فقط من خلال قراءة القرآن الواعية المتدبرة. حتى قال الإمام الصادق (ع): "فيُقال لقارىء القرآن إقرأ وارقَ".
أي أنّه الرقي من خلال هذا المحل المصدّق الثابت، والسعي المفضّل للقرآن، والرقي بالإنسان نحو ذروة الكمال، وقمة السعادة، وبذلك يحصل على خير الدنيا والآخرة معاً.
والذي يعيش ذروة الكمال في الدنيا ببركة القرآن، فإنّه سوف يعيش هذه المنزلة أيضاً في الآخرة.
فيكون القرآن وكأنّه القدوة والقيادة – المخلفة والكفوءة – للإنسان المؤمن يفوق تأثيره كل قدرة وقيادة إنسانية حية مؤثرة مخلصة وكفوءة على وجه الأرض. لذلك قال رسول الله (ص): "من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه قاده إلى النار".
ماذا يعني أن يكون القرآن أمام الإنسان أو يكون خلفه؟ هذا يعني أنّ الذي يجعله أمامه، هو ذلك الذي يجعله قائده وموجهه ومدبر حركاته وسكناته، ومعنوياته وخلجاته وتصرفاته، ويصوغ طبائعه وأخلاقه، فهو يحرك الفرد في كل ميادين الحياة المختلفة.
وهذا المعنى يؤكده القرآن في قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (الإسراء/ 9).
أي أنّ القرآن يجعل حالة التنسيق بين عالم الضمير والشعور والتنسيق بين مشاعر الإنسان وسلوكه، وبين عقيدته وعمله، وبين الظاهر والباطن، وبين التكاليف الإلهية والطاقة البشرية...
قيادة القرآن: ومن خصائص القرآن أنّه لا يعطي كنوزه لقارئه فقط، ولا يعطي كنوزه للذي يطمع بالأجر والثواب فقط، لأنّ القرآن لم ينزل من السماء لأجل ذلك فحسب وإنما أنزل أيضاً لكي يكون قائداً عاماً يحتل قلب المجتمع المسلم. فالقرآن يفتح كنوزه وعلومه لمن يفتح قلبه له، ويتدبر آياته. قال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) (ص/ 29).
فالفرد المسلم الذي يرتفع إلى مستوى أهداف القرآن، ويفتح قلبه له، ويتدبر آياته، يعطيه القرآن من كنوزه وعلومه. وهذا الإنسان الذي يقتدي بالقرآن يمكن أن يكون قائداً حقيقياً للمجتمع الإسلامي. وإذا كان الإنسان الذي يقتدي بالقرآن يرتفع إلى مستوى القيادة النموذجية، فكيف بقيادة القرآن نفسه، الذي صاغ هذا القائد، وربّاه على هذا المستوى من القيادة النموذجية.
وقراءة القرآن من دون تدبر ليست هي المطلوبة عند التعامل مع القرآن، بل ينبغي افساح المجال له في قيادة مسيرة حياتنا كلها، ليوصلنا إلى شاطىء الأمان والنجاة.
قال تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) (الحشر/ 21). فيضرب الله المثل بأنّه لو أنزل القرآن العظيم على جبل أصم، جامد، هامد، صخري، كبير، ضخم... لرأيته خاشعاً متصدعاً متفتتاً منهاراً مندكاً في الأرض من خشية مفاهيم القرآن.. والجبل الذي قدّر له أن يفهم قيمة القرآن، تراه ينهار أمام عظمته وقدسيته، بينما ترى الإنسان الجاهل بمفاهيم القرآن وقيمته وعظمته، يجعله خلفه!!
أفلا يكون الجبل أفضل من الإنسان الحي العاقل في هذه الحالة؟! فالجبل الذي أعطى القرآن حقه لأنّه يسبّح بحمد الله كما في قوله تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ) (الإسراء/ 44).
لقد أنزل الله تعالى القرآن من أجل الإنسان، ولكن من الناس من يتعامل تعامل المعرض عن القرآن، فيجعله خلفه، ويضعه على هامش حياته العملية. ألا يساهم هؤلاء – والحالة هذه – في ظلم القرآن؟ القرآن الجديد المتجدد في كل زمان ومكان، هو حجة على كل إنسان، وفيه تبيان لكل شيء، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. نفعنا الله بالقرآن، وجعله ربيع قلوبنا، وأُنس نفوسنا.. وجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
سلامة الصدر
لقد حرص الإسلام حرصًا شديدًا على تأليف قلوب أبناء الأمة، بحيث تشيع المحبة وترفرف رايات الألفة والمودة، وتزول العداوات والشحناء والبغضاء والغل والحسد والتقاطع .
ولهذا امتن الله على المؤمنين بهذه النعمة العظيمة فقال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) [آل عمران:1033].بل وامتن على نبيه صلَى الله عليه وسلم بأن أوجد له طائفة من المؤمنين تألفت قلوبهم: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [الأنفال:62، 63].
وحتى تشيع الألفة والمودة لابد من سلامة الصدور، ونقصد بسلامة الصدور طهارتها من الغل والحقد والبغي والحسد ومن كل الآفات الباطنة.
والحديث عن هذه القضية وهذا الخلق حديث مهم وتذكير لابد منه في وقت انشغل أكثر الناس بالظواهر واستهانوا بأمر البواطن والقلوب مع أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، ولأن الله تعالى قد علَّق النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:888، 89].
والقلب السليم هو القلب السالم من الشرك والغل والحقد والحسد وغيرها من الآفات والشبهات والشهوات المهلكة.
ثم إن رسول الله صَلى الله عليه وسلم يقول: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام" [البخاري].فضل سلامة الصدر ومنزلتها عند الله تعالى:فيا صاحب القلب السليم أنت من صفوة الله المختارة فقد سألوا رسول الله صَلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس، فقال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان". فقالوا: صدوق اللسان نعرفه؛ فما مخموم القلب؟ قال: "التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد".
ثم نقول: إن سلامة الصدر سببٌ من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة :فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"تعرض الأعمال كل يوم اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئًا، إلا امرءً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا". رواه مسلم
فانظر كم يضيع على نفسه من الخير من يحمل في قلبه الحقد والحسد والغل؟!!فسلامة الصدر أسهل طريق إلى الجنة:فأول زمرة تدخل الجنة: "...لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد.."[البخاري].
وقصة عبد الله بن عمرو مع ذلك الرجل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" معروفة فقد عاشره عبد الله ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل: "ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشًا ولا أحسُد أحدًا على خير أعطاه الله إياه".فأعلنها ابن عمرو صريحة مدوية :هذه التي بلغت بك...
وقد أخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة فقال:
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ) [لأعراف:43].
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر:477].الله يمدحهم:( وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:9، 10].
فهيا إخواني وأخواتي نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين، ونفوز بالقرب من رب العالمين، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن عبادٍ ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، على مجالسهم وقربهم من الله، فلما سئل عنهم أخبر أنهم أُناس لم تصل بينهم أرحام متقاربة.. لكنهم تحابوا في الله، وتصافوا..
فهلا سلمت صدورنا للمسلمين وصفت؟
فمن أثرها على الفرد والمجتمع:أن يفوز صاحب الصدر السليم بكل الفضائل التي سبق الحديث عنها والنتيجة المباشرة لها وهي:
· راحة البال والبعد عن الهموم والغموم.
· اتقاء العداوات.
. وأن يكون المجتمع متماسكًا متراصًا متكاتفًا ترفرف عليه رايات المحبة والإخاء ويصدق عليهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "مثل المؤمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمى". [صحيح مسلم].ولكم إخوتنا الكرام الأسباب المعينة على سلامة الصدر:1- الدعاء: فإنه من أعظم الأسباب لتحقيق المقصود ، وكان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم :(وأسألك قلبًا سليمًا)، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه. كما أثنى الله على المؤمنين لدعائهم:(وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا).الحشر 102- حُسن الظن وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل: قال عمررضي الله عنه : لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً.3- إلتماس الأعذار وإقالة العثرات والتغاضي عن الزلات: فقد جاء في الأثر : إلتمس لأخيك سبعين عذرًا.4- ادفع بالتي أحسن : وليس هذا من العجز، بل من القوة والكياسة قال الله تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34).5- البعد عن الغيبة والنميمة وتجنب كثرة المزاح.
6- معاملة النمام بما يستحقه: فهو[فاسق - هماز مشاء بنميم - بريد الشيطان].
7- الهدية والمواساة بالمال فإنها من دواعي المحبة.
8- الإيمان بالقدر ، فإن العبد إذا آمن أن الأرزاق مقسومة مكتوبة رضي بما هو فيه ولم يجد في قلبه حسدا لأحد من الناس على خير أعطاه الله إياه.
9- تذكر حال النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يشكر ربه على النعم التي أنعم بها حتى على غيره من الخلق حين يصبح وحين يمسي.
رزقنا الله وإياكم صدورا سليمة لا تحمل غلا ولا حسدا ولا حقدا.
ومن واجب كل هذا أن لا تكتفي بتربية أستاذك أو شيخك بل تكون شيخ نفسك أيضا:
فمن وسائل تربية المسلم لنفسه :1- التعبد لله والصلة به والاستسلام له . وذلك من خلال العناية بالفرائض وتطهير القلب من التعلق بغير الله .2- كثرة قراءة القرآن وتدبره والتفكر في أسراره .3- قراءة الكتب الوعظية النافعة التي تصف دواء القلوب وعلاجها مثل مختصر منهاج القاصدين وتهذيب مدارج السالكين ، ورياض الصالحين ، والفتح الرباني والفيض الرحماني لعبد القادر الجيلاني ، والحكم العطائية وغيرها..4- التفاعل مع البرامج التربوية : كالدروس والمحاضرات .5- الحفاظ على الوقت وشغله بما ينفع العبد في دنياه وآخرته .6- عدم الإكثار من المباحات وإيلائها العناية الكبيرة .7- الصحبة الصالحة والبحث عن الجلساء الصالحين ،الذين يعينون على الخير ،أما من يعيش في عزله فإنه يفقد كثيراً من المعاني الأخوية كالإيثار والصبر .8- العمل والتطبيق وترجمة المعلوم عملياً .9- المحاسبة الدقيقة للنفس .10- الثقة بالنفس ـ مع الاعتماد على الله تعالى ـ: لأن فاقد الثقة لا يعمل .11- مقت النفس في ذات الله وهذا لا ينافي ما قبله فعلى الإنسان أن يعمل مع ظنه أن في نفسه الخلل .12- العزلة الشرعية : أي لا يكون مخالطاً للناس في جميع أوقاته بل يجعل لنفسه أوقاتا يخصها بالعبادات والخلوات الشرعية.
13 : الحفاظ على أذكار الصباح والمساء ، وتخصيص ولو دقائق قليلة في اليوم لحمد وشكر ومدح الله تعالى.
14: عبادة الله تعالى محبة له لا لغاية أخرى مهما عظمت.
15: تجنب كل ما يكدر صفاءك الروحي وطمأنينتك القلبية . نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ويجعلها منقادة لما يحبه الله ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .والحمد لله رب العالمين.
شعر عن محاسن الأخلاق
إنما الأمم الأخلاق ما بقيتفإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
والمرءُ بالأخلاقِ يسمو ذكْرهُ وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ وقد ترى كافراً في الناسِ تحسَبُهُ جهنمياً ولكنْ طَيُّةُ الطهرُ وقد ترى عابداً تهتزُّ لحيتُه وفي الضميرِ به من كفرهِ سَقرُ أوغلْ بدنياكَ لا تنسَ الضميرَ ففي طياتِه سر عندَ اللّهِ ينحصرُ. خالقِ الناسَ بخلقٍ حسنٍ لا تكنْ كلباً على الناسِ يهرْ والقهمْ منكَ ببشرٍ ثم صنْ عنهمُ عرضَكَ عن كلِّ قَذرْ.
إِني لتطربُني الخِلالُ كريمةً طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ فإِذا رُزقتَ خَليقةً محمودةً فقد اصطفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ والناسُ هذا حظُّه مالٌ وذا علمٌ وذاكَ مكارمُ الأخلاقِ والمالُ إِن لم تَدَّخِرْه محصناً بالعلمِ كان نهايةَ الإملاقِ.
هِيَ النَفسُ ما حَمَّلتَها تَتَحَمَّلُ وَلِلدَّهرِ أَيّامٌ تَجورُ وَتَعدِلُ وَعاقِبَةُ الصَبرِ الجَميلِ جَميلَةٌ وَأَفضَلُ أَخلاقِ الرِجالِ التَفَضُّلُ. صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ.
حافظْ على الخلقِ الجميلِ ومُرْبه ما بالجميلِ وبالقبيحِ خَفاءُ إِن ضاقَ مالكَ عن صديقِكَ فالقَه بالبشرِ منكَ إِذا يحينُ لقاءُ.
لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من هم العداوات إني أحيي عدوي عند رؤيته لأدفع الشر عني بالتحيات وأظهر البشر للإنسان أبغضه كما إن قد حشى قلبي مودات.
وكُلُّ جراحةٍ فلها دواءٌ وسوءُ الخلقِ ليسَ له دواءُ وليس بدائمٍ أبداً نعيمٌ كذاكَ البؤسُ ليس له بقاءُ.
ألا إنَّ أخلاقَ الرجالِ وَإنْ نمتْ فأربعة ٌ منها تفوقُ على الكلَّ وَقَارٌ بِلاَ كِبْرٍ،وَصَفْحٌ بِلاَ أَذىً ، وَجُودٌ بِلاَ مَنٍّ، وَحِلْمٌ بِلاَ ذُلِّ.
إن مازت الناسَ أخلاقٌ يُعاشُ بها فإنهم عند سوء الطبع أسواء
أهم أحوالنا ومقاماتنا
وإن للتصوف السني أحوالا ومقامات قلبية وروحية يتخلق ويشعر بها السالك في سيره إلى الله سبحانه وتعالى :وأولها مقام الفرائض : ويبدأ بأركان الإسلام الخمس وأركان الإيمان الست ..مقام النافلة : وأولها نافلة كثرة الذكر بالباقيات الصالحات فنوافل الصلاة والصيام والصدقة والعمرة..مقام المعاملة وينبني أولا وأخيرا على حسن الخلق .مقام التوبة : وله أربع اركان فقهية : الإستغفار والندم ورد الحقوق والعزم على عدم العودة للذنب ,أما صوفيا فلا تكتمل أسس وأركان التوبة إلا ب 6 مقامات : 1اليقظة 2التفكر 3التبصر 4العزم 5المحاسبة 6المراقبة ومن علامات قبولها أربع مقامات هي : 1الإنابة 2الإعتصام 3التذكر 4الفرار إلى الله تعالى .وبعدها لا يحتاج السالك إلا إلى الإخلاص في التوبة وصدق التوجه ليسمو في مدارج السالكين ومنازل السائرين ، وليتخلق بباقي المقات ك:- الخوف - الإشفاق - الخشوع - الإخبات - الزهد - الورع - التبتل - الرجاء - الرغبة - تعظيم الحرمات - الإخلاص وكلها أركان توصل أو تقرب من الصديقية كثاني مقام بعد النبوة ، والتي من أركانها كذلك :مقامات : - التهديب - الإستقامة - التوكل - الثقة - الصبر - الرضى - الشكر - الحياء - الصدق - الإيثار - التواضع - الفتوة - الإرادة - الأدب - اليقين - الفقر - الإجتباء - الإحسان - الإرادة - الأدب - الفقر - العلم - الفراسة - الطمأنينة - السكينة - السماع - الجمع - الفرق - الحضور - السكر : والذي غالبا ما لا يخلو من شطحات قولية وحركية - الصحو - الصحة - المحبة - الغيرة - الوجد - البرق - الغيبة - القرب - البعد - الوله - السحق - المحق - الإصطلام - الوصل - العبودة - الذوق - الصفاء - الفرح - السر - الغربة - التمكن - القبض - البسط - المعاينة - المشاهدة - الهيبة - الحياة - الأنس - المعرفة - رعاية الإسباب - إستئناف التوحيد - إستئناف التوبة - البداية - الشهود والعبدية ومن أذواق كل هذا كذلك : الشهادة - الفناء - البقاء - المحو - الإثبات - الكرامة - الجذب - الحقيقة ....وتلخصها كلها : فرائض ونوافل العبادة ، وأحوال العبودية ، ومقامات العبودة ، ثم حقائق العبدية .وللتفسير العملي لكل هذا نرجوكم دراسة مستوانا الثاني والثالث بنية العمل .
ولهذا امتن الله على المؤمنين بهذه النعمة العظيمة فقال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) [آل عمران:1033].
وحتى تشيع الألفة والمودة لابد من سلامة الصدور، ونقصد بسلامة الصدور طهارتها من الغل والحقد والبغي والحسد ومن كل الآفات الباطنة.
والحديث عن هذه القضية وهذا الخلق حديث مهم وتذكير لابد منه في وقت انشغل أكثر الناس بالظواهر واستهانوا بأمر البواطن والقلوب مع أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، ولأن الله تعالى قد علَّق النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:888، 89].
والقلب السليم هو القلب السالم من الشرك والغل والحقد والحسد وغيرها من الآفات والشبهات والشهوات المهلكة.
ثم إن رسول الله صَلى الله عليه وسلم يقول: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام" [البخاري].
ثم نقول: إن سلامة الصدر سببٌ من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة :
"تعرض الأعمال كل يوم اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئًا، إلا امرءً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا". رواه مسلم
فانظر كم يضيع على نفسه من الخير من يحمل في قلبه الحقد والحسد والغل؟!!
وقصة عبد الله بن عمرو مع ذلك الرجل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" معروفة فقد عاشره عبد الله ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل: "ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشًا ولا أحسُد أحدًا على خير أعطاه الله إياه".فأعلنها ابن عمرو صريحة مدوية :هذه التي بلغت بك...
وقد أخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة فقال:
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ) [لأعراف:43].
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر:477].
فهيا إخواني وأخواتي نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين، ونفوز بالقرب من رب العالمين، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن عبادٍ ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، على مجالسهم وقربهم من الله، فلما سئل عنهم أخبر أنهم أُناس لم تصل بينهم أرحام متقاربة.. لكنهم تحابوا في الله، وتصافوا..
فهلا سلمت صدورنا للمسلمين وصفت؟
· راحة البال والبعد عن الهموم والغموم.
· اتقاء العداوات.
. وأن يكون المجتمع متماسكًا متراصًا متكاتفًا ترفرف عليه رايات المحبة والإخاء ويصدق عليهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "مثل المؤمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمى". [صحيح مسلم].
6- معاملة النمام بما يستحقه: فهو[فاسق - هماز مشاء بنميم - بريد الشيطان].
7- الهدية والمواساة بالمال فإنها من دواعي المحبة.
8- الإيمان بالقدر ، فإن العبد إذا آمن أن الأرزاق مقسومة مكتوبة رضي بما هو فيه ولم يجد في قلبه حسدا لأحد من الناس على خير أعطاه الله إياه.
9- تذكر حال النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يشكر ربه على النعم التي أنعم بها حتى على غيره من الخلق حين يصبح وحين يمسي.
رزقنا الله وإياكم صدورا سليمة لا تحمل غلا ولا حسدا ولا حقدا.
ومن واجب كل هذا أن لا تكتفي بتربية أستاذك أو شيخك بل تكون شيخ نفسك أيضا:
13 : الحفاظ على أذكار الصباح والمساء ، وتخصيص ولو دقائق قليلة في اليوم لحمد وشكر ومدح الله تعالى.
14: عبادة الله تعالى محبة له لا لغاية أخرى مهما عظمت.
15: تجنب كل ما يكدر صفاءك الروحي وطمأنينتك القلبية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق