الخميس، 9 يناير 2020

إستئناف التوبة والتوحيد

حينما تكتمل الدورة الروحية للولي ، ويبقى بعد الفناء ، ويصحو بعد السكر بالأحوال ، يعي ما له ولا عليه ..
 والخطورة الكبرى إحساسه بأن كل عبادته كانت لنفسه ولحظوظها لا خالصة لله ، إذاك يعي - بعد أن تجاوز العوائق والعلائق - علل كل أفعاله وأقواله ، وحركاته وسكناته ، فيحاول أن يتوب حقا توبة الصديقين بعد أن كانت توبته الأولى توبة نصوحا لا غير ..
والتوبة النصوح من أولى علامات الولاية ، والتوبة منها وإستدراك الولي توحيده وحدهما يثمران مقام البداية :
 فينسى الولي كل إستقامته وكراماته ليبدأ التوبة الخاتمة ويستأنف التوحيد..
 لكن بخبرة كبرى ..( ولا ينبؤك مثل خبير ) ( الرحمان فاسأل به خبيرا).
 فيصحو بعد فترته ، ليعانق حب الله بالله لا بنفسه .. 
فيستأنف كل مقاماته العلية وأذواقه دون أحوال ناقصة ..
ومن كان مرائيا يستخلص نيته .. 
لتكون شهادته بالله لا بنفسه - بعد كل سلوكه القلبي الروحي - ليوقن بلا أنت إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين:
فعند البداية لا إله إلا الله ..
أما عند النهاية فلا أنت إلا أنت سبحانك وبحمدك..
وكل هذا يذاق قلبا وروحا ثم فكرا بالله لله في الله نحو عبودية الله ..فعبودته.. ثم عبديته سبحانه.
غفرانك اللهم يا غفور ويا غفار ويا تواب ويا حليم ويا عفو.

مقرراتنا العامة :

بسم الله الرحمان الرحيم 

لا حقيقة صوفية من دون شريعة سنية ومن دون عقيدة قرآنية :

مقدمة عامة :

المعهد القرآني للتصوف السني معهد عرفاني تربوي إلكتروني لممارسة وتلقين فقه السلوك الصوفي عن بعد ، وبمنهجية وحدوية وشاملة ، وبمقررات وأذكار وأدعية مكتوبة ومرئية جد مرتبة وجد منظمة ، دامت مدة إعدادها  20 سنة لحد الآن .

ونعني بالتصوف السني أعلى أركان الإسلام الثلاث (الإسلام ، والإيمان ، والإحسان).

 فكما إهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام وعلوم العقيدة والإيمان ، إهتم أولياء التصوف بتحقيق مقامات الإحسان ، كما جاء في حديث جبريل : ( أن تعبد الله كأنك تراه) وهو مقام المشاهدة عند الواصلين .. ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) مقام المراقبة عند السالكين ..

ولهذا فإن التصوف الحق هو فقه الإحسان ، وفقه السلوك القلبي ، وصدق التوجه الروحي نحو رحاب الله تعالى كما نعرفه عمليا ، أو كما قيل : (مقام الإسلام يعبرعن الشريعة ، ومقام الإيمان يعبر عن الطريقة ، ومقام الإحسان يعبر عن الحقيقة ) : ( فالشريعة أن تعبده ، والطريقة أن تقصده ، والحقيقة أن تشهده ) . 

وكل هذا يحتاج إلى جهاد النفس بكل القربات ، ولكثرة الذكر والدعاء ، وبالتوبة كحال أولا ، وقبل كل الأحوال والمقامات ، ونحو إستئناف التوبة وإستئناف التوحيد ومقام البداية أخيرا ، وبعد التجليات ..

وجوهر كل هذا تحقيق الإستقامة لا طلب الكرامة كما قيل : ( الإستقامة خير من ألف كرامة ) .

وتحتوي المدونة الإلكترونية للمعهد على : 

مرئيات في ترتيل وتجويد وتفسير القرآن الكريم والحديث الشريف ، مع شروحات مستفيضة لأمهات المراجع والكتب الصوفية من كبار شيوخ فقه التصوف ، مع أروع الإبتهالات الإيمانية ..

كما تحتوي على وظائف روحية تتمحور أولا حول التوبة والخشوع والذكر والدعاء ومحبة الله تعالى وحسن الخلق ، وأهم الأحوال والمقامات الصوفية ...

مع خمس مستويات تعليمية لمن أراد التبحر في فقه العمل الصوفي ، أو فقه العمل الإسلامي عموما .. 

وليبقى بعدها كل الأمل في : إستفادتكم كصوفية أو كمتصوفة وكطلاب علم من برامج معهدنا هذا ومن كل شمولياته دراسة وتعبدا ، لعل الله سبحانه وتعالى يتفضل علينا بالإستقامة ، وبعلوم الوراثة والولاية اللهم آمين ..    
عن منهاجنا

فالمعهد القرآني للتصوف السني معهد عرفاني إلكتروني تعليمي تربوي يسعى للتعريف عمليا  بالتصوف السني بمنهجية وحدوية ، حيث يهدف للجمع بين كل الحقائق ( العقلية والقلبية والروحية) الصوفية إسلاميا ، منتقدا لكل    تضارب بين المنطق العقلي والفقه السني والسلوك الوجداني ..:

وذلك لأن مؤسس المعهد تتلمذ بين كل المشارب الصوفية الكبرى ( القادرية ، والتيجانية ، والشادلية) وبتفتح ميداني وكامل على جل المدارس الفقهية والتيارات الفكرية الإسلامية والعالمية الحية ، إنطلاقا من المسجد الصوفي والوحدوي الأعظم لقصبة أكوراي الشريفة...

ولهذا يحاول مخاطبة العقل العلمي والقلب الصوفي والروح المتواجدة معا بكل منطق وسنية ،  وعبر   أربع وظائف     قلبية ، ومقرر أساسي ، وخمس مستويات تعليمية ، ومحاضرات مرئية ، تجمع بين المنهج الفقهي ، والعقلانية العلمية ، والحقائق والمواجيد العرفانية ..

كما يعالج المؤسس ( وعن تجربة روحية وجذبية عميقة ) كل أحوال وعقائد وحدة الوجود والحلول والإتحاد وكل  الشطحات والأحوال الصوفية الناقصة بكل علمية وشاعرية وعرفان ..

لكن مع تعميق عقيدة وحدة الشهود : فما ثم في الوجود إلا أفعال الله تعالى وصفاته وأنواره ..      وتنزيهه الذاتي    المافوق المطلق سبحانه رغم تجليات بعض أسمائه عز وجل في كل الوجود ..

وللتذوق القلبي والروحي لكل هاته الحقائق العليا يسعى المعهد ، مؤكدا على صدق التوجه ، ومنطلقا    من التوبة   النصوح ومن الذكر السني  ومن الدعاء الخالص كأول الأركان .

ملا حظة أولى 

أهم أحوالنا ومقاماتنا

وإن للتصوف السني أحوالا ومقامات قلبية وروحية يتخلق ويشعر بها السالك في سيره إلى الله سبحانه وتعالى :

وأولها مقام الفرائض : ويبدأ بأركان الإسلام الخمس وأركان الإيمان الست ..

مقام النافلة : وأولها نافلة كثرة الذكر بالباقيات الصالحات فنوافل الصلاة والصيام والصدقة والعمرة..

مقام المعاملة وينبني أولا وأخيرا على حسن الخلق .

مقام التوبة : وله أربع اركان فقهية : الإستغفار والندم ورد الحقوق والعزم على عدم العودة للذنب ,
أما صوفيا فلا تكتمل أسس وأركان التوبة إلا ب 6 مقامات : 1اليقظة 2التفكر 3التبصر 4العزم 5المحاسبة 6المراقبة .
ومن علامات قبولها أربع مقامات هي : 1الإنابة 2الإعتصام 3التذكر 4الفرار إلى الله تعالى .

وبعدها لا يحتاج السالك إلا إلى الإخلاص في التوبة وصدق التوجه ليسمو في مدارج السالكين ومنازل السائرين ، وليتخلق بباقي المقات ك:
- الخوف - الإشفاق - الخشوع - الإخبات - الزهد - الورع - التبتل - الرجاء - الرغبة - تعظيم الحرمات - الإخلاص ...
وكلها أركان توصل أو تقرب من الصديقية كثاني مقام بعد النبوة ، والتي من أركانها كذلك :
مقامات : - التهديب - الإستقامة - التوكل - الثقة - الصبر - الرضى - الشكر - الحياء - الصدق - الإيثار - التواضع - الفتوة - الإرادة - الأدب - اليقين - الفقر - الإجتباء - الإحسان - الإرادة - الأدب - الفقر - العلم - الفراسة - الطمأنينة - السكينة - السماع - الجمع - الفرق - الحضور - السكر : والذي غالبا ما لا يخلو من شطحات قولية وحركية  -  الصحو - الصحة - المحبة - الغيرة - الوجد - البرق - الغيبة - القرب - البعد - الوله - السحق - المحق - الإصطلام - الوصل - العبودة - الذوق - الصفاء - الفرح - السر - الغربة - التمكن - القبض - البسط - المعاينة - المشاهدة - الهيبة - الحياة - الأنس - المعرفة - رعاية الإسباب - إستئناف التوحيد - إستئناف التوبة - البداية - الشهود والعبدية ..

ومن أذواق كل هذا كذلك : الشهادة - الفناء - البقاء - المحو - الإثبات - الكرامة - الجذب - الحقيقة ....
وتلخصها كلها  : فرائض ونوافل العبادة ، وأحوال العبودية ، ومقامات العبودة ، ثم حقائق العبدية .
وللتفسير العملي لكل هذا نرجوكم دراسة مستوانا الثاني والثالث بنية العمل .

عن وظائفنا :

وظيفتنا الأولى وتشمل :
التوبة النصوح
حفظ دعاء المومنين
حفظ سيد الإستغفار
فضل الإستغفار في تحقيق الأمنيات
قصيدة : يا نفسي توبي
ورد الإستغفار والتوبة 

وظيفتنا الثانية وتشمل :
دعاء نبوي شبه قرآني
دعاء الطائف
الدعاء وآدابه وأثره
حقيقة الذكر وفضله وفوائده
قصيدة في الزهد 
حفظ أذكار الصباح والمساء

وظيفتنا الثالثة وتشمل  :
مقاماتنا الصوفية الأساسية 
قصائد في حب الله تعالى
الخشوع وحكمه وأسبابه وموانعه وثمراته
أدعية وأذكار نبوية للحفظ

وظيفتنا الرابعة وتشمل :
حزب الحمد الخاتم
سلامة الصدر
أهمية القرآن الكريم
شعر عن محاسن الأخلاق
أهم الأحوال والمقامات الصوفية 
 
عن مستوياتنا :

مقررنا الأساسي ويشمل :
فاتحة 
التربية القرآنية السنية الشاملة
كيفية الخشوع
سلامة الصدر أولى غاياتنا
مقدمة في حب الله تعالى
كتاب رياض الصالحين مكتوب
محاضرات مرئية عن كتاب رياض الصالحين
من فقه السيرة

مستوانا الأول ويشمل :
مقدمة عامة 
فقه العمل بسورة الفاتحة
التفسير الميسر للقرآن الكريم
الإنطلاقة السلفية الصوفية
إبتهالات خاشعة

مستوانا الثاني ويشمل :
أذكار الصباح والمساء
المقامات الصوفية الأساسية
أركان التوبة الصادقة
علامات قبول التوبة
توحيد الأولياء قدس الله أسرارهم
مرئيات في فقه السنة
إبتهالات خاشعة

مستوانا الثالث ويشمل :
مقدمة
في رحاب الأحوال والمقامات 
سلامة الصدر
محبة الله تعالى
مرئيات في قواعد التصوف

مستوانا الرابع ويشمل :
تطبيق الحكم العطائية 
تطبيق كلمات القرآن الكريم
التخلق النسبي بالأسماء الحسنى
إستئناف التوبة والتوحيد
مرئيات إيقاظ الهمم
أشعار صوفية 

مستوانا الخامس ويشمل :
تطبيق الباحث القرآني
عقيدتنا الصوفية السلفية الأشعرية
الفناء محبة وإشكالية الحلول
المطلق والحقيقة المحمدية: الواحدية.
إشكالية وحدة الوجود
التعرف لمذهب أهل التصوف
الديوان الصوفي الخاتم للمؤسس.

من مرئياتنا وتشمل :

أولا المصحف الإلكتروني 
ثانيا : تفسير وتجويد وترتيل وإبتهالات ويحتوي على :
تجويد أشهر المقرئين
ترتيل أشهر المقرئين 
التفسير الميسر للقرآن الكريم
تفسير الإمام البوطي
تفسير الإمام الشعروي
محاضرات في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم
قراءة تفسير إبن كثير .
إبتهالات خاشعة 

ثالثا: مرئيات ومسموعات صوفية وتشمل :
شرح الحكم العطائية 
شرح إيقاظ الهمم
من كراسي التصوف السني
التعرف لمذهب اهل التصوف 
كتب صوفية مسموعة 
قراءات مؤثرة
أشعار صوفية

رابعا: فقهيات سنية وتحتوي : 
شرح كتاب رياض الصالحين
شرح كتاب فقه السنة
شرح اسماء الله الحسنى 
الإعجاز العلمي في السنة 
شرح فقه السيرة للإمام الغزالي
شرح فقه السيرة للإمام البوطي
موسوعة الأدعية الدينية 
فيلم مصورللسيرة : نبي الرحمة 
فيلم السيرة : الرسالة .
عن مسجدنا الوحدوي الأعظم

لقد حق لأهل أكوراي أن يفخروا بمسجد القصبة الشريفة كمسجد أعظم ، إذ توازي هندسته هيكلة المسجد الأعظم لمكناسة الزيتون ، كما أنه كان أول مسجد بقبيلتي كروان وبني مطير الشاسعتين ، فكان له الفضل في إسلام كلتا هاتين القبيلتين ، ذاتا التاريخ الوطني والأمازيغي التليد ..
بل ولقد تخرج من هذا المسجد آلاف الحفاط والقراء والطلبة ومئات المنشدين ، ولفضله الكبير وفضل القصبة لا زالت الساكنة الأصلية تحتفظ ب 84 ظهيرا شريفا ، كما أن خزانة المسجد كانت تحتوي على 32 مخطوطا في تفسير القرآن الكريم والحديث الشريف وفقه التصوف وعلوم العربية .. وحتى علوم الزراعة ..
كما زاره لرمزيته الدينية ولنشاطاته الحافلة وعمقه التاريخي الملك الحسن الأول والولي الصالح عبد الرحمان المجدوب رحمهما الله والعديد من المشاهير ، كما كان مسجدا وحدويا لنشاطات العديد من الزوايا فيه ، ودون أن تسيطر أي منها رسميا عليه .
كما يشهد عن عمقه الصوفي هذا رفات 11 وليا مدفونا بالمدينة ، لم يعد يعرف منها سوى ضريح سيدي سعيد ، وسيدي موسى ، وسيدي احمد ،.. والذين كانت بعض الساكنة تقدس قبورهم لحد الوثنية ، لكن نظارة المسجد والحمد لله تعالى نجحت ومنذ السنين الأولى للإستقلال في القضاء على هاته الطقوس الضالة ..
فلقد كان المسجد قبلة للقرآن الكريم والحديث الشريف ، وللتجويد والترتيل والحفظ ، وللسماع الصوفي ، مما جعل منه وجهة لطلبة التعلم من كل المنطقة ، كما يروى عن الأميرة لالة خناتة التي كانت تبكي عند أي خطإ لها وهي تستظهر القرآن الكريم بالمسجد ...
فتاريخ المسجد كتاريخ القصبة الشريفة جد جد جد حافل ، وقد ألفت فيهما العديد من الكتب والأطروحات ..
بل ويكفي هذا المسجد فخرا أن يكون الأساس والركن الروحي والديني لهاته القصبة المقاومة والصوفية الشريفة ..
كما أننا لا زلنا نحافظ كصوفية بوظيفة دلائل الخيرات والبردة بعد عصر كل جمعة بفناء المسجد ..
الوظيفة الصوفية التي يعود الفضل في إستمرارها بعد نظارة المسجد للعديد من رجالات القصبة ، ومن بينهم : السيد العربي لغريسي ، والمرحوم ميلود البوخاري ، والمرحوم عبد النبي حكيم ، والسيد إدريس حبيبي ، والمرحوم أحمد قريشل، والمرحوم الهادي الفيلالي ، والمرحوم الجيلالي رشدي وغيرهم ..
والوظيفة التي كادت أن تتلاشى ويهوى معها كل النشاط الصوفي للمسجد لولا العمق الروحي للمرحوم ( امحمد بلقاسم ) ثم للشاب الفاضل ( خليل رشدي ) مشكورين .....
ويرتبط بكل هذا معهدنا القرآني للتصوف السني لأن مؤسس المعهد - ورغم تفتحه على كل الزوايا الصوفية وعلى جل المشارب الفقهية والفكرية - قد تربى صوفيا ومنذ الطفولة في هاته الرحاب ، كما كان من المحافظين على الثرات العلمي والصوفي لخزانة المسجد الذي يرجو إحياءه كله ، ونشر كل نهجه الوحدوي .. 
ولنحمل بهذا على عاتقنا ومن خلال معهدنا هذا ، وإلى جانب تلقين وممارسة التصوف السني ، محاولة إحياء كل النشاط العلمي والصوفي العظيم لهذا المسجد الأعظم إن وفق الله تعالى  ..
 
عن وحدة الشهود :

ما تم في الوجود إلا أفعال الله سبحانه وتعالى المثلى ، وصفاته العلى ، وأنواره العلية ..

وبنور البصر والعقل نرى أفعاله هاته مخلوقة  ، وبنور العقل وأذواق القلب نلمس صفاته هاته متجلية في الكون وفينا ، وبذوق القلب وبصيرة الروح نستشف بعض أنواره ظاهرة وباطنة في كل الوجود ..

فالله نور السماوات والأرض ، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ، وأينما تولينا فتم وجه الله سبحانه وتعالى ، أي صفاته وأنواره المتجلية في كل الوجود ، ولكن التي ليس كمثلها شيء ، فأفعاله ليست هي ذاته ولا أنواره رغم تجلي صفاته وأنواره سبحانه وتعالى في كل أفعاله ..

فلا تشييء إذن لهاته الصفات ولا لهاته الأنوار منا ولا فينا ، ومهما تجلت فينا وفي أشياء كل الوجود : فليس  كمثلها و( ليس كمثله شيء): وهنا أثبت سبحانه وتعالى الكمثل لا المثل ، ولهذا نومن بكالتشبيه لا التشبيه ، بمعنى نسبية لا إطلاق صفات الله تعالى فينا وفي كل الوجود وكل المطلقات ، فليس هناك مطلق واحد كما تاه بعضنا ..

ولهذا نومن بأن الكمثل هي أنواره وصفاته المتجلية بإسمه تعالى الله كإسم جامع لها كلها وكإسم دال أيضا على ذاته العظمى العلية ، والذي لا مسمى به لغيره سبحانه وتعالى رغم تجلي صفاته وأنواره ظاهرة وباطنة في كل السماوات وكل الأرض : ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ، المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب ذري ,,,) ولهذا فنحن محجوبون بمثل نوره سبحانه وتعالى هذا لا بمثل ذاته سبحانه العظيم الأعظم الكريم الأكرم العزيز الأعز العلي الأعلى المتعال سبحانه وتعالى ربنا عنا وعلى كل العالمين .

ولهذا فلا وحدة وجود ولا حلول ولا إتحاد عندنا إلا كشطحات وكأحوال ناقصة ، وتنزيه في تنزيه في تنزيه ، وما هناك إلا وحدة الشهود :

حيث تتجلي في كل السماوات وفي كل الأرض هاته الأنوار والصفات ، وفي الولي كإنسان كامل الإنسانية ، حين قوله تعالى في الحديث القدسي: ( كنت سمعه,, وبصره ., ويده , ورجله ) وهنا رقص من رقص ، وشطح من شطح ، وإحتار من إحتار ، وفنى من فنى محبة لا ذاتا من الأولياء الكمل ..

فإحتار من رأى منهم عن علم وعين وحق يقين حقيقته الثابتة في علم الله تعالى ولو بنسبية ، فرأى ما لا عين ترى ولا أذن تسمع ، وما لا يخطر على قلب بشر .. حتى قال بعضنا : أنا من أهوى ومن أهوى أنا .. لكن بحاله وسكره العابر وليس  كمقام ثابت ..: وكل هذا يذاق لكي يعرف ، ولا يشرح ليعلم :

فإفن عن فنائك فيك ، تبق بالله بعد أن تذوق لتعرف .. فتكون حقا ربانيا وموقنا بالكتاب كله سنيا : إن كنت حقا وليا ..

وأنت يا إنسان من أنت ؟ :                                                                                                              جسم ذو حواس جد ضعيفة وقزم بنفسك بهاته الأرض ، لكن :  ستبعث يوم القيامة عملاقا وبأقوى الحواس ، وهذا فقط في أول البعث..

( فما بالك في المطلق الأبدي إن كنت بالله لا بك ، وإجتباك سبحانه وتعالى له لا لك ؟): من أنت ؟ 

فأنت في لبس من خلق جديد ولله كل الحمد على الدوام ، 

فمن أنت ؟

لهذا نبحث عن آحاد المريدين ، وحول هذا معهدنا يدندن ، ولعلك تعرف نفسك أكثر ..

 واللهم وجهك الكريم يا كريم .

الإذن الغيبي للمؤسس

 بإسمك اللهم يا شكور ويا حميد

لم أكن والله لأتطفل على هذا المشروع العرفاني الضخم لولا بشريات نبوية ونورانية ،  تجاوزت لحد اليوم 25 بشارة ، سلم علي الرسول صلوات الله عليه في إحداها قائلا : ( أهلا فقيهنا ) ..

كما عانقني في أخرى بكل حرارة فقلت له : ( لقد حمدت الله بحمد ) . 

فقال لي صلوات الله عليه : ( أكتبه ) . فكان هذا:

الحمد الخاتم :

اللهم لك الحمد حمدا خالدا بخلودك ، حمدا دائما لا منتهى له دون مشيئتك ، ومع كل طرفة عين ، أو تنفس نفس ..

 اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ، ولك الحمد بعد الرضى ، ولك الحمد اللهم حمدا لا جزاء له إلا رضاك .

اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، ملأ ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما ، وما من شيء أردته بعد ، أهل الثناء والمجد ، أهل الثناء والمجد ، أهل الثناء والمجد ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الجلال والإكرام ..

اللهم لك الحمد بكل ولكل محامدك ...

 اللهم لك الحمد بكل ولكل أسمائك الحسنى ، وصفاتك العلى ، وأفعالك المثلى ، وذاتك العظمى العلية ..

اللهم لك الحمد بمحامد كل حامد وشاكر يا حميد ويا شكور ويا شكور ويا حميد ..

ولك الحمد اللهم بكل محامد حبيبك محمد عليه اللهم منك كل الصلاة وكل السلام دنيا وبرزخا وآخرة وعند الشفاعة ، ولك الحمد بمحامد كل أنبيائك ورسلك ، وكل أوليائك اللهم وملائكتك ، وكل أحبائك اللهم وكل المومنين ، عليهم اللهم منك كل السلام وكل التسليم ، ولك الحمد اللهم عليهم أجمعين .

كما لك الحمد اللهم على نعمة الإسلام ، وكفى بها نعمة ، ولك الحمد اللهم على كل نعمة ، عدد وملأ كل نعمة ، ولك الحمد اللهم حمدا لا يتعلق بنعمة ، لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك .

واللهم لك الحمد على كل حال ، وفي كل زمان ومكان ، ولك الحمد اللهم حمدا لا يتعلق بزمكان ، لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ..

فلك الحمد اللهم بكل تسابيح الوجود ، ولك الحمد بتسبيح كل موجود .. لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك يا حميد ويا شكور ويا شكور ويا حميد : 

كما لك الحمد اللهم بكل محامدك لذاتك ، ولك الحمد اللهم محامد لا يستطيعها سواك ..

وبكل شكرك اللهم وبكل مدحك وكل تسبيحك ، وبكل الثناء عليك اللهم سبحانك ، وبكل غفرانك .

عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك ، ملأ وعدد وكما تحب اللهم وترضى .

كما أسألك اللهم بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ، أسألك اللهم بأن لك الحمد لا أنت إلا أنت الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لا ولم ولن يلد ، ولا ولم ولن يولد ، ولا ولم ولن يكون له كفؤا أحدا :

أسألك الله بأنه لا أنت إلا أنت ، وبكل أسمائك الحسنى وصفاتك العلى وأفعالك المثلى وذاتك العظمى العلية ، وبأحب وأعظم وأكرم أدعيتك وأذكارك اللهم إليك ، وبإسمك العظيم الأعظم الكريم الأكرم اللهم كل سؤل محمد ، اللهم كل سؤل محمد ، اللهم كل سؤل محمد ، عليه اللهم منك أكمل الصلوات ، وأتم السلام .

واللهم دنيا الأتقياء ، وختمة الأولياء ، وموتة السعداء ، وبرزخ الشهداء ، وبعثة الحنفاء ، وفرحة الشفعاء ، وقربة الأحباء ، وفرادس الحكماء  ..

يا حبيب العقل والقلب والروح ويا خليل الأنبياء 

عليهم الله منك كل السلام وكل الصلاة 

                    واللهم آمين لي ولوالدي ولكل المومنات والمومنين . وعلى قدرك اللهم لا على قدرنا يا رب .

ملأ وعدد اللهم ما كان وما هو كائن ، وما سيكون ، اللهم آمين .

ورد وحزب التزكية : 

بسم الله الرحمان الرحيم 

ورد التزكية :

الفاتحة  

﴿اللَّهُ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ 

مَثَلُ نورِهِ كَمِشكاةٍ فيها مِصباحٌ 

المِصباحُ في زُجاجَةٍ 

الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوكَبٌ دُرِّيٌّ 

يوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ 

زَيتونَةٍ لا شَرقِيَّةٍ وَلا غَربِيَّةٍ 

يَكادُ   زَيتُها يُضيءُ وَلَو لَم تَمسَسهُ نارٌ 

نورٌ عَلى نورٍ 

يَهدِي اللَّهُ لِنورِهِ مَن يَشاءُ 

وَيَضرِبُ اللَّهُ الأَمثالَ لِلنّاسِ 

وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ﴾ 3 مرات

(يا نور السماوات والأرض) 10 مرات

(والباقيات الصالحات خيرعند ربك ثوابا وخير أملا) ,(والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخيرمردا ): ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) 10 مرات 

(ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )                                              ( ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ) :( سبحانك اللهم يا نور ويا قريب ) 33 ( وبكل محامدك اللهم ) 3 مرات

( واذكر إسم ربك بكرة وأصيلا ) 3مرات  ( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) 3 مرات :

( يا ألله ) 66 مرة ( الله والله فالله ثم الله ) 33 مرة ( الله ) 66 مرة  (وحسبنا اللهم أنت وكفى ) 10مرات,

ونفس وما سواها فألهما فجورها وتقواها ( قد أفلح من زكاها ) 10 مرات . وقد خاب من دساها :                          ف( نسألك اللهم وبإسمك العظيم الأعظم ، الكريم الأكرم ، العزيز الأعز ، الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سِئلت به أعطيت : أن ترجح اللهم عقولنا ، وتزكي اللهم نفوسنا ، وتهدي اللهم قلوبنا وتصفي اللهم أرواحنا يا ألله ) 5 مرات (يا ألله ) 10 مرات

(اللهم وبكل حمد وكل ذكر وكل سؤل الحبيب محمد عليه اللهم منك كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم ) 3 مرات.آمين.

حزب التزكية :

بإسمك الأعظم اللهم :

( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني ، وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) .

( اللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت خلقتنا ، ونحن عبادك ، ونحن على عهدك ووعدك ما إستطعنا ، نعوذ بك من شر ما صنعنا ، نبوء لك بنعمك علينا ونبوء بذنوبنا ، فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) .

فاللهم تب علي توبة صديقية من عندك تتلاشى معها كل ذنوبي والهموم ، وأسلك بها سبيل آلك وأهلك اللهم ، حتى أبقى صاحي الصحو بعد فناء الفناء ، حامدا اللهم وشاكرا وباقيا بكل سعادة ورخاء .

 اللهم توبة تسعد بها كل عباداتي ، وتهيم بها كل مشاعري ، وتنعم بها كل أشواقي ، حتى أتيقن بإسمك اللهم الباطن متمتعا بكل تجليات إسمك الظاهروإسمك القريب (اللهم يا قريب ويا باطن ويا ظاهر) 5 مرات  ، وأنا اللهم ساكن ومطمئن بآخريتك اللهم كما بأوليتك (يا أول ويا آخر ويا ألله ) 5 مرات..

اللهم توبة تطمئن بها كل جوارحي وجوانحي ، وتسكن بعدها كل مادياتي ومعنوياتي ، وأتعانق بها خاشعا مع أسرار نصرك المبين ، اللهم نصرك المبين ، اللهم المبين يا مبين .

وأنا اللهم خاشعا لك بكل عقلي وكل قلبي وكل روحي وكل جسدي ، مستأنسا اللهم بأسرار عليائك القدوسة السبوحة المتعالية اللهم عني وعلى كل العالمين ...

 يا من لا يعلم من هو إلا هو سبحانك اللهم يا حيرة الأولياء ، ويا أشواق الأصفياء ويا وجهة الأنبياء ، فكن اللهم لي آمرا لي بزجر، لا عن طواعية ، وسيرني اللهم ولا تخيرني ، حتى أتوب اللهم لك من كل زلاتي ، وتغفر لي اللهم كل خطيئاتي يا نعم المولى ونعم النصير ، ويا ذا الأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، والأفعال المثلى ، والذات العظمى العلية : واللهم ومع جزيل القبول وجميل التجاوز عند الحساب ، ( اللهم جزيل القبول وجميل التجاوز ) 10 مرات                                        

واسقنا اللهم من تناسيم الصديقين ، وأسرار الصالحين ، حتى نتخلق اللهم بصفاتهم السمية ، وبأسمائك العلية ، فيكون القرآن الكريم حقا كتابنا ، ومحمد صلواتك اللهم عليه حقا نبينا ، والإسلام اللهم حقا ديننا ، فننعم بسعادة الدارين ، ونفوز بنصر الثقلين ، على كل أعدائك اللهم أعدائنا أعداء الدين , مهيئين اللهم سبل نصرك لمهدينا الخاتم (عليه اللهم منا كل السلام) 3 مرات: الذي لن تشغله تكاثرات غناه عن قبلتك ، ولا إنتصاراته العظيمة عنك ف: ( عليه اللهم منك السلام ) 3 مرات ،(وبكل محامدك اللهم يا ألله) 5 مرات,

(يا ذا الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال المثلى والذات العظمى العلية ) و ( يا ذا الإسم الأعظم) 3مرات :          نسألك اللهم بأحب أسمائك إليك ، وبأعظمها وأكرمها لديك : (اللهم دعاء محمديا جبرائيليا لنا لا يعلم آفاقه ولا أسراره إلا أنت)3 مرات ، (يا من لا هو إلا هو) 5 مرات : ( لا أنت إلا أنت) 5مرات . 

سبحانك اللهم وبكل محامدك يا ألله (يا ذاالتحيات والزكيات, والطيبات والصلوات) 5 مرات,و ( يا رب كل الجلال وكل الجمال وكل الكمال ) 5 مرات سبحانك,

(اللهم وبكل حمد وكل ذكر وكل سؤل الحبيب محمد عليه اللهم منك كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم ) آمين .

سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ,

حزب الختم 

بإسمك الأعظم اللهم يا رحيم

سبحانك اللهم وبكل محامدك عدد خلقك ، ورضاء نفسك ، وزنة عرشك ، ومداد كلماتك ، ملأ وعدد وكما تحب اللهم وترضى ، يا ذا الأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، والأفعال المثلى ، والذات العظمى العلية .. 

يا ذا الملك والملكوت ، والعزة والجبروت ، ويا مالكا ، ويا ملكا ويا مليكا على عرش كل العالمين إستوى .

سبحانك اللهم وبكل محامدك ، يا أولا بلا بداية ، ويا آخرا بلا نهاية ، ويا أولا ليس قبله ولا معه شيء ولا أحد ، ويا خالق كل شيء وخالق كل أحد ، ويا آخرا ليس فيه ولا دونه ولا بعده ولا معه شيء ولا أحد .. ويا خالقنا في لبس من خلق جديد على الدوام ، ومستخلفنا بين ذاتك العلية سبحانك اللهم ، وبين كل العالمين ..

سبحانك اللهم وبكل محامدك يا نور السماوات  والأرض وقيومهما ، ويا ممسكهما بأنوار أسمائك الحسنى أن تزولا ، ويا من هو كل يوم هو في شأن ..

سبحانك اللهم وبكل محامدك يا ظاهرا بصفاتك العلى ، وأفعالك المثلى ، وباطنا بأسرار ذاتك العلية ، وسبوحات وجهك الكريم  سبحانك ..

سبحانك اللهم وبكل محامدك يا ظاهرا في الشهادة ، وباطنا في الغيب ، أينما نتولى فثم وجهك الكريم .. فتولني اللهم فيمن توليت ، وعرفني اللهم بك معرفة تنير بها بصيرتي بأنوارك ، وتفتح بها بصري لآياتك ، حتى ينعم قلبي بأذواقك ، وتستبشر اللهم روحي بولايتك ، يا رب كل الجمال وكل الجلال وكل الكمال وكل الولاء ..

سبحانك اللهم وطوق اللهم روحي بسبوحات وجهك الظاهرة الباطنة ، حتى لا أغيب عن حضرتك ، ولا يتبلد قلبي عن وحيك ، أو تغفل روحي عن حبك ، ولذة عبادتك ، وحلاوة الإيمان ، وبرد اليقين ..

يا نور السماوات والأرض ، ويا علي ويا أعلى ويا متعال ، ويا من ليس كمثله شيء ولا أحد ، ولا مثله شيء ولا أحد ، ويا من لا تدركه العقول ولا الأبصار ، ولا تحده الضمائر ، ويا رقيب أحكم الألباب ، وأنيس أصفى البصائر ..

سبحانك اللهم وبكل محامدك إهد قلبي هداية تنفي بها عن بصيرتي كل عماها ، وتزيح بها عن روحي كل غشاها ، حتى لا أغيب أبد الآبدين عن تجليات حضورك ، فانيا اللهم في سبوحات نورك ، وباقيا اللهم لك بك بكل عبادة وعبودية ، وبكل عبودة وعبدية ، فانيا اللهم عن كل ما ومن سواك بكل ربانية ، وبكل إخلاص اللهم يا من لا أنت إلا أنت سبحانك .

 سبحانك اللهم يا من ليس لأوليتك بداية تبدِؤها .. ولا نهاية سبحانك اللهم تفصلها عن آخريتك يا أولا في آخريته ، ويا آخرا في أوليته ، ويا واحديا في أحديته ، ويا أحديا في واحديته ، ويا من يدبر ويرى في وبأحديته كل واحديته ، ويرى ويدبر منهما كل خلقه ، وكل حجبه وكل برازخه .. ودون أي برزخ بينهما اللهم سبحانك سبحانك سبحانك ..

سبحانك اللهم وبكل محامدك يا غنيا عن ألوهيته لنا ، المفتقرون نحن  سبحانك اللهم لها ، فلا نقول أنت لا أنت كما تاه بعضنا ، بل لا أنت إلا أنت سبحانك ربنا . 

فاللهم تنزيه في تنزيه في تنزيه ، وأصفار نحن أمام ذاتك وكل العالمين ، يا واجدا فوق كل المطلقات ، ويا عليا على كل الوجود ، ويا عزيزا على كل الظنون ، وعلى كل العقول وعلى كل الخواطر ، سبحانك اللهم وبكل محامدك أنت ربنا ، سبوح قدوس اللهم أنت ربنا ، سبوح قدوس اللهم أنت ربنا ، سبوح قدوس اللهم أنت ربنا ..

فسبحانك اللهم وبكل محامدك يا أولا ولا قبل ، ويا خالقا ولا مع ، ويا آخرا ولا بعد ، ويا ظاهرا ولا تحت ، ويا باطنا ولا فوق ، ويا أقرب إلينا منا ..يا أولا ويا آخرا ويا ظاهرا ويا باطنا ، ويا قريب .. ويا رب كل الحسنيات ، ورب كل المعالي ، ويا ذا الذات العلية .

سبحانك اللهم وبكل محامدك يا من ليس - قبل ولا بعد ولا مع ولا في - ذاته شيء ولا أحد ، ويا متجلي بصفاته في كل شيء وفي كل أحد ، ويا ظاهرا قبل وبعد كل شيء وكل أحد ، ويا باطنا دون أي شيء ودون أي أحد ، أغدق اللهم على كل قلبي وكل روحي وعلى كل سري من أنوارك الباطنة في كل أكوانك ، والظاهرة اللهم بكل أفعالك ، حتى أفنى في تجليات نورك ، وفي نعيم ودك ، واللهم وبكل تسابيحك ، اللهم بكل تسابيحك ، اللهم بكل تسابيحك ..

كما أسألك اللهم بوجهك العزيز الأعز، الكريم الأكرم ، أن تغرقني اللهم في قربك ، وتذيبني اللهم في أشواق حبك  مكرما مرحوما ، ملهما اللهم من بحار لدنياتك عن علم وعين وحق يقين ، موقنا اللهم بعيني الثابتة كاملة مكمولة ، مستمدة ممدودة ، ولا حاجبة اللهم ولا محجوبة ، وبأدنى الحجب اللهم ، وكأنه لا حجب اللهم ، يا حبيب العقل والقلب والروح  سبحانك اللهم سبحانك سبحانك..

كما أسألك اللهم وبإسمك العظيم الأعظم أن تجعلني اللهم بمنك الأقوم ، برزخك الأعلم ، وقهرمانك الأسعد ، لسرك الأعظم، وحبيبك الأرحم : نبينا محمد ..

 عليه اللهم منك كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم ، وعلى كل ملائكتك الأطهار ، وكل النبييين والمرسلين ، وكل عبادك الصالحين ..

واللهم ، آمين لي ولوالدي ، ولكل المومنات والمومنين .

وسبحانك اللهم وبكل محامدك آزالا ، وأبد الآبدين اللهم. 

يحاول المعهد الدعوة لكل القرآن ولكل السنة صوفيا بكل وحدوية وتفتح ودون أي إتنماء

تأسيس : العارف بالله وبحمده : جودر بناوي.
assamae.blogspot.com 
takbyre@gmail.com
facebook.com/groups/hobballah
tel . 0212-32-86-47-24
العنوان : جودر بناوي شارع محمد الخامس أكوراي المركز أكوراي إقليم الحاجب ولاية فاس مكناس .

 

التخلق النسبي بصفات الله الحسنى :

إعلم وفقك الله لليقين الأسنى بأن مقام الإحسان لا يكتمل حتى يكون لك من كل إسم من أسماء الله الحسنى خلق تتخلق به ظاهرا أو باطنا، إذ العمل بسورة الفاتحة - كباب لكل أعمال الإسلام - يفتح لك كل هاته الآفاق لإحتوائها على أساس كل هاته الأسماء الإلهية وهي أسماء :" الله الرب والرحمان".
 وقد أمرنا الله تعالى بقوله سبحانه: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، والدعاء كالذكر يدعو لفهم المعاني أولا وتذوقها ثانيا ثم العمل لها وبها ثالثا ، ومن هنا إستنبط الأولياء قدس الله أسرارهم بأن لكل إسم من أسماء الله الحسنى تخلق عدا إسم الله تعالى ، فهو للتعلق لا للتخلق، بل ولا يقر أبدا حكيم بأن تجلي هاته الأسماء في الإنسان تضاهي مثيلاتها في الألوهيةتعالى الله عن كل هذا علوا كبيرا .. فما هناك إلا نسبية في تنزيه دائم ودون أي تشبيه : إذ لا مثال لصفات الله تعالى ولا مثل له في أي مخلوق ، ولو كان المخلوق مقربا قرب جبريل أو محمد عليهما كل الصلاة وكل السلام ، فلا صفة للصانع في المصنوع إلا بنسبية ، بل وما حظنا من معرفة الله تعالى إلا كحظ  الآلة بصانعها، وكحظ الخشب من النجار ، ولله المثل الأعلى سبحانه... فتنزيه في تنزيه ، ولا تشبيه إطلاقا بين الخالق والمخلوق....  ولهذا ولبعضه ولكله نشير بأن :
إسم الله تعالى يقتضي منا العبدية والعبودة لا العبودية والعبادة فقط ، إذ العبادة مقام الإبتداء والعبودية في الوسط أما في الختام فمقام العبودة ، وتعني عبادتك وعبوديتك لله بحب وسر وأنت من الموقنين برؤاك وبشرياتك .. وهو إسم للتعلق لا للتحقق ، إذ لا تخلق للمخلوق من إسم الله تعالى دون العبدية المطلقة : فهو الله الإله المافوق كل مطلق، وأنت العبد المطلق النقائص ،والمفتقر الكامل الفقر أمامه والتام الإفتقار لا غير،بل ولا تكتمل لك هاته العبدية ولا بعض هذا التعلق بالله تعالى ما لم تتخلق نسبيا بكل أسمائه الحسنى سبحانه وهي :
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
الرحمان : وهو إسم يلزمك الحذر من كيد رحمته تعالى بكل من ضل وكل من كفر.. فالرحمة تعدت حتى كانت رحمانية لأعدائه سبحانه ،فكانت رحمة الله تعالى للكافرين رحمانية استدراج لا رحيمية غفران كما للمومنين ، بل وستر سبحانه حتى ظن الكافر أنه قد غفر، وأن ليس منه  للكل إلا الحسنى 
، ولهذا نفت كل المذاهب الضالة عنه تعالى صفات الجلال  ولمتعترف إلا ببعض صفات جماله..وبشرك دائم ،بينما  عمت رحيميته المومنين حتى كانت رحيمية من اسمه الرحيم والرحمان معا.. لا الرحمانية فقط التي وسعت كل شيء ، فقد رحم سبحانه بتجليات إسمه الرحمان حتى عذب من لم يقبل رحمته الخاصة ولو قبل رحمانيته العامة:فارحم ترحم .. بل والله  إستوى على العرش برحمانيته سبحانه ( الرحمان على العرش إستوى) ولهذا وسعت رحمته كل العالمين ، فالرحمانية رحمة عامة ، بينما الرحيمية فخاصة ، ولو إستوى بها سبحانه وبتجلي إسمه الرحيم سبحانه لما خلق في العالمين ضال ولا كافر ولا أي شر، بل ولما كان هناك وجود لشيطان .. ولهذا وجب الحذر من رحمانيته لأن لها نصيب من كيده ومكره بأعدائه : فسبحان من رحم حتى عذب برحمانيته من لم يقبل رحيميته : 
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
الرحيم : ويتطلب منك اليقين في رحمة الله الظاهرة والباطنة ، والجلية والخفية ، وأن تتخلق بهذا الإسم الرحيم لتكون لك نسبة من رحمانيته ورحيميته معا ، فتكون رحيما بخلقه كلهم ، فلا تقسوا إلا لمبدإ أو لضرورة .. فالرحمة كلها وبكل ألوانها وكل معانيها من صفات المومنين الثابتة بل وأساس كل أخلاقهم الكريمة، ومن لا يرحم لا يرحم ، و(الراحمون يرحمهم الرحمان إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) كما قال الرسول صلوات الله عليه.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
الملك : ويقتضي منك اليقين بأن لكل العوالم كما لكل العالمين ملك  واحد، ومالك  أحد، إله ورب حق، له الإطلاق في كل ملكه ،وله الملك المطلق في كل ملكوته سبحانه . عليك ما يلزم من واجبات ومن حقوق
 ما دمت من رعاياه...: فحاول أن ترجوه لحياتك الأبدية الخالدة - كما ترجوه لهاته الفانية - بكل ما يليق  به وله من تبجيل وتقدير وتعظيم وعبادة ومحبة ..فهو ملكك العظيم الأعظم، ومالكك الواحد الأحد ، وربك وإلهك الملك المالك الحق سبحانه ، مالك الملك والملكوت والملوك بكل عزة وكل جبروت سبحانه، فحاول أن تكون من خاصة رعاياه ، ومن أوفى عبيده ،ومن أخلص عباده لعلك تذوق من تجليات إسمه الملك هذا فتتغير نظرتك لكل الكون مملكته، فتكون حقا له عبدا كما هو لك رب . فأكثر من ذكر : (سبحانك يا ملك ويا مالك) وأنت تتفكر فيك وفي كل مملكته وكل خلقه لعلك تذوق ما ذاق المقربون من تجليات إسمه الملك هذا في كل ملكه وفي كل ملكوته ..  بل وسابقهم بكثرة السجود وكثرة الذكر وعميق التفكر..... ، فإنهم يتسابقون لقرب الملك المالك الحق سبحانه  من حيث لا تشعر."والسابقون السابقون أولئك المقربون"... فاعرفه تكن من خاصته.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
القدوس : ويقتضي منك التطهر الظاهري والباطني إن أردت أن تذوق من تجليات هذا الإسم ..وهو ما يصطلح عليه بالتزكية التي تقتضي التخلية من كل النقائص والتحلي بكل الكمالات .

السلام : كون الله سلما للمسلمين يقتضي إسلامك له كما يستدعي أن تكون سلما على كل الناس بالحق. وما دام السلام هو الذي لا يتركب من تناقضات ..فكذلك يجب أن يكون قولك وفعلك غير متناقضان .. حتى تكون كلك سلاما: فتنعم روحك وقلبك بروحانية النعيم الكامل ..

المومن : ويقتضي منك الإيمان به وبكل الغيب كما يقتضي منك أن يتعدى أمنك لك الناس حتى يأمنك كل مخلوق إلا بحق..وتأمل كيف أعطاك من أسمائه يا مومن فأنت مومن وهو سبحانه المومن.

المهيمن : ويقتضي منك الإعتراف بضعف سلطانك مهما بلغت في الدنيا والآخرة لأنه المسيطر على كل شيء ..

العزيز : ويقتضي منك الذلة له وللمومنين والعزة على الكافرين.. وإذا أردت العزة فأطع العزيز يعطيك من عزة الدنيا والآخرة.. فالعزة لا تكتسب بالإدعاء بل بحسن المعاملة ..وإن أقامك الله في مقام عزة فلا تتكبر.. وإن أقامك في مقام ذلة فذاك ظاهرا : أما المومن الحق فاعتزازه لا يكون إلا بإيمانه. ولا ذلة للمومن حقيقة بل ذلته لله عزته.." ولله العزة ولرسوله وللمومنين"

الجبار : ويقتضي هذا الإسم خوفك الدائم من بطشه "إن بطش ربك لشديد" حتى لا تأمن أبدا مكره.

المتكبر : ويقتضي منك التواضع له وللمومنين " لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر"
" العظمة ردائي والكبرياء إزاري من نازعني فيهما قدفته في النار ولا أبالي"


الخالق: ويقتضي منك التفكر في مخلوقاته وخلقك.. فلولاه ما كنت وهو اسم يستدعي الكثير من الشكر.. ويدعوك للتأمل في كتاب الله المنظور المتمثل في كل الأكوان.ويزيح عنك كل شرك فالإله الرب ليس سوى الخالق .

البارئ : ويستدعي الشعور بعظمة هذا الخالق الذي خلق الكل من عدم .ويقتضي كل ما يقتضي إسم الله الخالق.

المصور : ويستدعي عدم شركك معه في التصوير ، والتصوير الحرام هو تصوير الثماتيل وما فيه روح ..بينما التصوير الفوتوغرافي فهو نقل لحقائق.. والتصوير الحرام هو التصوير الخيالي الباطل.بينما يدعوك للتصور أي أخد العبرة و تمثل وتخيل الحقائق لحد اتصالك بعالم المثل بل وبالخيال المطلق الذي هو البرزخ الأعلى عند العارفين .

الغفار : ويقتضي منك عدم اليأس من مغفرته مهما بلغت ذنوبك .ويلزمك كثرة الإستغفار.

القهار : ولن تذوق معاني هذا الإسم إلا إذا أكرمك الله بالبلاء أو الفتن أو الآلام أو المصائب وصبرت .

الوهاب : وهو اسم يستدعي منك عدم اليأس من الطلب . ومبالغة الرجاء في العطاءبكل يقين في وهبه لك لكن كما شاء وكيفما وأنى شاء هو لا أنت.

الرزاق : وهو اسم يقتضي منك السعي للرزق والأخذ بالأسباب دون توكل عليها .

الفتاح : وهو الفاتح على عباده بكل الخيرات فاطلب الفتح عليك بتجلياته ووارداته بالذكر ودعائه بكل أسمائه: فهي أبواب تجلياته :" ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" ، ولكل إسم فتحه الخاص.واستفتحه لعله يفتح عليك وتكون ممن قال فيهم : " واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد"..لكن استفتاحك هذا تلزمه مقامات ومقامات لا فقط دعوات دون عزم وعمل.

العليم : ويقتضي منك التعلم فالإسلام دين العلم " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"بل والمبالغة في طلب العلم.. بل والتفرغ لذلك إن استطعت فالعلم روح الإيمان.

القابض: ويقتضي منك اليقين بأن الكل بيد الله وبالتالي الصبر على البلاء والضيق لأنهما منه. ويقتضي ذكرك الكثير بلا حول ولا قوة إلا بالله.فإن قبض عنك نفسك أو رزقك فلحكمة لا ريب.

الباسط : ويقتضي منك شكره وحمده على ما بسط عليك وعلى غيرك من النعم والمشاعروالمعاني التي لا تحصى. لكن حذاري من قلة العفة وقلة الحياء أثناء انبساط نفسك .

الخافض : ويستدعي منك رؤية مشيئة الله في كل شيء فمن ذل فبفعله ومن رفع فبفعله، وهو معنى من معاني لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ويستدعي منك خفض الجناح للمومنين
" واخفض جناحك لمن اتبعك من المومنين"فتذلل وتواضع لأهل الإيمان.

الرافع: ويستدعي منك طلب العزة بالله فهو المعز الرافع وحمده على المكانة التي أولاك بها بين الناس وأن جعلك بفضله من أمة المسلمين..فهي أكبر رفعة .

المعز : ويستدعي منك الإعتزاز به وحده مما يعني العزة بطاعته والشعور بالمذلة في معصيته، وأن تطلب العز كله به لا بسواه.فاعتزز إذن بالعزيز المعز تعز.فلا معز سواه.ولتكن شديدا على الكافرين رحيما مع المومنين : فتلك عزتك .

المذل: ويقتضي منك التذلل له بالطاعة فتلك عزتك لا الإعتزاز عليه بما لديك فتلك المذلة ، وكم من ذليل لا يحس بمذلة الله له وكم من عزيز في ثوب ذليل.والذلة لا تكون منك إلا للمومنين " أذلة على المومنين أعزة على الكافرين " فتواضع لأهل الإيمان واسم عن أهل الكفر والضلال.

السميع : ويقتضي منك حفظ لسانك فأنت تتكلم بحضرة رب عظيم سميع.. وحصر لسانك على كل أنواع العبادات القولية أمر هذا الإسم .كما يوجب عليك حفظ الأذن عن سماع المحرم المشين.من كذب وغيبة ونميمة ولغو وفحش وبداءة وغناء ساقط. .

البصير : ويقتضي شعورك بأن عين الله لا تنام وتراقبك في كل صغيرة وكبيرة مما يقتضي منك حفض كل الجوارح والجوانح. لحد وصولك إلى مقام المراقبة " فإن لم تراه فإنه يراك " وربما إلى مقام الكشف والشهود " أن تعبد الله كأنك تراه " وتلكما الإحسان. كما يستدعي حفظ البصر عن النظرة الحرام خصوصا للكاسيات العاريات سترهن الله عن أعين شبابنا ورجالنا وأطفالنا.

الحكم : ويقتضي منك الدود عن كتابه وشريعته ليكونا حكما بين المسلمين، واليقين بأنه وحده حكم حاكم يوم الحساب. وعدم تحكيم الجاهلين في أي من أمورك . ولن يكون ذلك إلا برضائك بما قضاه عليك من قدر .

العدل : ويقتضي منك الدود على العدل ليسود واليقين بأن الله ليس بظالم لأحد دنيا ولا آخرة .ف"كل شيء عنده بمقدار"

اللطيف : ويستدعي سعيك بين الناس باللطف والإحسان واللين وكل خلق حسن وبكل رفق. وألا تكون كثيف الفكر ولا القلب والروح والنفس وهذا لن يتم دون ذكر " فالفكروحده يوحش لكن الذكر يلطف"

الخبير : ويقتضي يقينك أن الله خبير بكل شيء فتغيب عنك كل ألوان المراوغات والكيد والخداع لعلمك أن الله لا تخفى عنه خافية .كما يوجب عليك تدبر خبرته فيك وفي كل شيء :
ففي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد كما قال الشاعر
كما يستدعي منك الخبرة في العلم وخصوصا علوم الدين فالخبرة في الشيء ليست تعلمه فقط: وتستدعي منك النباهة والعمق وبداهة الذاكرة.ولا تعجز على الأقل أن تكون خبيرا بعيوب نفسك فدون ذلك لن تفلح : وحداري من الحيل النفسية التي لن تشعر بها إلا بتربيتنا الروحية هاته التي نعطيك اليوم كل مقاماتها وأحوالها ولوازمها.


الحليم : ويستدعي منك السماحة والتسامح وكل أخلاق العفو والعفة والحلم كما يعاملك سبحانه بها. ومن عفى عفى الله عنه.

العظيم : ويقتضي منك التقدير والتبجيل لهاته العظمة بالإمثتال الصادق للأمر والإجتناب الخالص للنهي .وأن تتامل عظمته تعالى في عظمة اسمائه وصفاته ثم عظمة أدنى مخلوقاته الذي هو هذا الكون والخلق الدنيوي الذي نراه ..فلذاته عظمة ولصفاته وأسمائه ولأفعاله سبحانه..وهو وحده العظيم فحداري من تعظيم مخلوق مثل ما تعظم معبودك تعالى وعز وجل.

الغفور: ويستدعي منك كثرة الإستغفار، وفي كل الأحوال والأوقات وعلى كل الأقوال والأفعال، واستغفر لطاعتك كما تستغفر لمعصيتك ..وإن لم يغفر الغفور لك فلا استغفار لك .

الشكور: الشكر شكران: شكر متعلق بالنعم يوجب عليك شكر الله لما أسدى لك : وهو بداية الشكر ، وشكر لا يتعلق بنعمة بل تحمد محبة لذات المنعم سبحانه وهو شكر المحبة ..ولا يتم شكرا ك هذين حتى تعترف بأن لا شكرلك .فإن حمدت الله فتوفيقه لك لتحمده يستوجب حمدا آخر.

العلي : ويقتضي منك التخلق به بكل تواضع ..فتتعالى عن كل الدنايا لتعيش حياة المعالي وترتفع بذاك همتك : فعلو الهمة من الإيمان. فتكون سماويا لا دنيئا في أسسك وآفاقك وحسك ومعناك وفكرك ومطامحك ومعاملاتك كلها.

الكبير: فالله أكبر من كل ما تتصور..لذلك يستدعي هذا الإسم كثرة ذكرك" الله أكبر"..لكن حذاري أن تجسد كبره سبحانه ..وتقارن كبره بكبر أي موجود لأنه الواجد إذن موجد الوجود فهو بذلك فوق الوجود.. وله كبر معنوي نلمسه في كل أسمائه لكن كبره الداتي لا يعلمه إلا هو سبحانه.

الحفيظ : فهو الحافظ لكل الأكوان وما بها لهذا يستدعي منك هذا الإسم طلب الحفظ في كل ما تملك فاجعله وردا ترى فيه لطفا..

المقيت: أي هو الذي يقدر لكل أمر زمانه مما يستدعي منك عدم العجلة في أي من أمورك ،وأن تعرف أن الله لكل شيء مقدر..فهو رب كل الأقدار وما عليك إلا التسليم لأقداره سبحانه.وهو الذي يقدر لا أنت فلا تتأله عليه من حيث لا تشعر وتطلب أمورك كما تشاء أنت لا كما شاء هو فهو الرب وأنت العبد ..فكل واشرب والبس ما يرزقك مولاك واطلب منه حوائجك بأدب العبودية وكن على يقين أنه سيعطيك ما لا يخطر لك حتى طلبه ..فهو كريم والكريم يعطي حتى قبل أن يسأل " فلا تشكن في كرمه" وهو المقدر لهذا الكرم فهو المتصدق عليك يا فقير فارجه بكل مسكنة وتواضع وقد قدر لك وقت للعطاء فهو المقيت .

الحسيب : ويستدعي منك الوجل والحذر في كل أعمالك لأنك ستحاسب عليها من لدنه سبحانه .. والرسول صلوات الله عليه يقول :" ما نوقش أحد الحساب إلا عذب " فاستغثه ألا يحاسبك إلا حسابا يسيراولن يتأتى لك ذلك إلا بالصبر لطاعته وعن معاصيه :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"

الجليل: فهو ذو الجلال الكامل سبحانه وتعالى ..فوجب عليك استقبال هذا الجلال العظيم بما يليق من التنزيه والتكبير والتسبيح وكل شروط العبادة..فاسم الجليل يستدعي منك كبير التنزيه.
وجلاله يوجب لك الهيبة الكاملة وإن كان جماله يوجب لك الرجاء الكامل ..فاعبده دوما بأسماء الجلال والجمال حتى تتوازن ..فإن طغى الجلال استوحشت وإن طغى الجمال خفت رزانتك ..فاعبده جليلا جميلا لعلك ترقى لتذوق كل صفات الجلال والجمال..وأسماء الجلال ثقيلة لا يستطيعها ولا الأنبياء فلا تطلب تذوقها واطلب معاني جمال الجلال لا الجلال تكتمل رجولتك : وليس ذلك إلا للكمل من المحسنين.

الكريم: والكريم هو الذي يعطي دون أن يطلب منه فما بالك لو طلبت منه : وهو باب من أبواب استجابات الدعوات فلا تغفلن عنه. فاعط لمن يستحق دون أن تنتظر سؤاله تكن كريما.

الرقيب: وهذا الإسم يرقى بك إن خلصت إلى مقامات الإحسان :" أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " وهذا الحديث يحتوي مقاما أولا هو مقام المراقبة الذي تستشعر رؤية الله لك فيه ..ثم بعده مقام المشاهدة والكشف الذي تتمثل لك فيه رؤية الله " ولله المثل الأعلى " وهو مقام لا يذوقه إلا من اجتباه سبحانه للدرجات العلى .ويستدعي منك هذا الإسم أيضا مراقبتك لنفسك .

المجيب : ويستدعي منك كثرة الدعاء بهذا الإسم فهو كنز الإجابات فلا تغفلن عن الدعاء به يستجاب لك لاريب:"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان"كما يفتح لك كل آفاق الدعلء فأكثر فأنت تدعو مجيبا.

الواسع: وهو الذي وسع علمه وسلطانه كل شيء "لا يعزب عن ربك مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء" والدعاء بهذا الإسم يفتح لذي الألباب كل آفاق الملكوت ..فادع به مثنيا به على الله طالبا السعة في كل رزقك :والرزق ليس هو المال فقط .

الحكيم: ويقتضي منك هذا الإسم الحزم في أمرك فمعبودك حكيم..ثم التعبد له بطلبك للحكمة والعمل بها والسعي لأهلها:" الحكمة ضالة المومن أينما وجدها فهو أحق بها"ولن تفهم هذا دون تحكيمه في كل أمورك .

الودود : ويقتضي منك التودد له سبحانه كما يتودد لك بأنواع النعم والفضائل والمنن ..كما يستدعي هذا الإسم مودتك لكل المومنين ..فمودتك لهم تودد لله عز وجل. فاطلب مودته عز وجل فهو القائل: " يا ابن آدم أنا لك محب فبحقي عليك كن لي محبا"

المجيد : ويستدعي منك التمجيد والتعظيم والتبجيل بكثرة الذكر والعبادة ..وتمجيده يستدعي الكثرة من عبادته واللهج بكثرة ذكره ..والفرح بهذا الإسم خصوصا أيام العيدين والجمعات. فهو ملك مجيد .

الباعث : ويقتضي منك تذكر البعث وكل خصائصه ..والشعور الحق بقدرة هذا الباعث العظيمة الذي في مقدرته كل شيء :" إن الله على كل شيء قدير" مما يجعلك تتذكر القبر أولا وبرزخه ثم القيامة وأهوالها فالجنة وجهنم أعاذنا الله سبحانه وتعالى منها.ولن تفهم هذا إلا بقراءتك عن البعث .

الشهيد : وأعمال هذا الإسم تشابه كل مقتضيات إسم الرقيب والبصيروهي إسماء تدعوا لكل معاني الإحسان ..فحذاري إن الحق تعالى هو الشهيد عليك. .ولن تكتمل لك حقيقة هذا الإسم إلا إذا كنت شهيدا أو من الله عليك بمقام الشهود الذي ذكرنا من قبل0.

الحق : ويستدعي منك التشبت بالحق والدفاع عنه ومؤازرة أهله.. والبحث والسعي للحقيقة.. والفرار من كل البواطل وأهلها.

الوكيل : ويقتضي منك التوكل الكامل عليه سبحانه ..وليس المتوكل من ترك الأسباب فذاك متواكل أوعاجز بل المتوكل من اتخد بالأسياب ثم رجى بركات الوكيل سبحانه.فالله وكيل عليك يدافع عن المومنين فكن مومنا يكن لك وكيلا.

القوي : ويقتضي منك السعي لكل أسباب القوة ف:" المومن القوي خير وأحب إلى الله من المومن الضعيف وفي كل خير"" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"

المتين : ويقتضي منك إحكام الأعمال وإتقانها وأن يكون عملك متينا وصلتك بالله وبالمومنين أيضا متينة.

الولي : ويقتضي أن تجعل الله لك وحده الولي.. وتوالي به كل المومنين لعله يوليك .

الحميد : ويقتضي منك كثرة حمده لحد الفناء في حمده فتلك من أعلى المقامات.فاحمده تكن محمدا.

المحصي : ويقتضي منك كل ما اقتضاه إسمه الحسيب من مراقبة لأعمالك لأنها محسوبة عليك

المبدئ : ويقتضي منك كل ما يتطلبه إسمه الخالق من شكر على إيجادك بعد أن لم تكن شيئا مذكورا ..وتعلم أن لا دخول لك في أمر إلا بإدخال الله لك فيه.

المعيد : ويستدعي منك الحمد الكثير لهذا الرب العظيم الذي سينقذك من الموت مرة ثانية ويعيد لك جسدك وروحك ومصيرك الذي هو اليوم بين يديك :إن عملت حسنا فحسن وإن عملت سوءا فسوءا..

المحيي : يقتضي منك هذا الإسم تذكر الموت وأهوالها ثم يوم البعث بكل خصائصه..و يقتضي منك حمد هذا الحي القيوم الذي سيحييك بعد مماتك ..ألا يستحق الحمد وهو يهب لك الحياة مرة ثانية ؟

المميت : كما يقتضي منك هذا الإسم الخوف من قدرته عليك يقتضي كذلك حمده على الموت نفسها فللموت حكم عديدة ..ولولاها لضاقت الأرض بالمخلوقات ولما حلت الحياة فسبحانه من مميت حكيم..

الحي : ويقتضي منك الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى حي لكن حياته ليست كحياتنا ولا ذاته كذواتنا سبحانه..

القيوم : ويقتضي إيمانك بقيام الله قياما كاملا بكل أمور الربوبية وما تستحقه الألوهية من عنايات وكمال في الجلال والجمال وما لانعلم ...

الواجد : ويقتضي يقينك بأنه هو الواجد لكل الوجود ولولاه لما كان وجود..فهو فوق الوجود سبحانه.

الماجد :ويقتضي منك التعظيم والتكبير والتسبيح والتنزيه لهذا القيوم الماجد سبحانه.

الواحد : ويقتضي منك اليقين بوحدانيته وكثرة الهيللة ودراسة علوم التوحيد لتعميق توحيدك..
وهذا من موجبات الإيمان بوحدانيته تعالى ..فكما أن كل مخلوق له ذاته الواحد فالله واحد فكيف نشرك بوحدة الذات والصفات وما من مخلوق نفسه إلا وهو واحد.

الصمد : إذ هو السيد الذي لا يرجى غيره فلا تخف ولا ترج سواه واسأله تجده مجيبا قريبا فهو الصمد.

القادر: إذ هو على كل شيء قدير ..ومقدرته عليك تستدعي منك الذلة والعبودية الكاملة له.

المقتدر: إذ قدرته تفوق كل قدرة مما يستدعي كثرة سؤاله والتوكل عليه

المقدم : يستدعي منك اليقين بأن كل ما مضى كان مقدرا ومحتوما

المؤخر : يستدعي منك اليقين في أن كل الآتي عنده سبحانه بقدر

الأول : إذ ليس قبله شيء مما يعمق ويؤكد ربوبيته وألوهيته

الآخر : إذ ليس بعده شيء مما يستحيل على المخلوق فالمخلوق تستحيل عليه الأولية والآخرية في وقت واحد وهذا من المستحيلات إلا له سبحانه مما يؤكد أن لا إله سواه

الظاهر:بأفعاله عز وجل وكلامه وأسمائه ..

الباطن : بذاته وصفاته سبحانه..

الوالي : إذ هو الوالي على كل شيء مما يجعل كل أمر وكل شيء بيده ومما يستدعي كثرة السؤال والرجاء والطلب..وبأن لا واسطة بينك وبينه فهو المتولي لكل امورك مباشرة فلا تطلب سواه تعالى.

المتعالي : فهو سبحانه علي عن وجودنا كله لكن لكرمه تفضل بربوبيته وألوهيته للعالمين مما يستدعي التعظيم والتبجيل والتسبيح والتنزيه

البر : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " فخيراته وخيره على العالمين لا يعد مما يستدعي كثرة الشكر والسؤال ..فبره بنا لا يحد .فأكثر من اعمال البر كلها لعلك تذوق معنى من معاني هذاالإسم

التواب : فهو العفو الغفور التائب على من رجع له مما يستدعي الإسراع في التوبة وطلب المغفرة :
" فكل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون" فاطلب منه التوبة فلا توبة إلا لمن تاب هو عليه :
" وتاب عليهم ليتوبوا"

المنتقم : مما يقتضي الخوف " إن بطش ربك لشديد" فربما أصابك بفتنة أو بلاء أو كنت من حطام جهنم " لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون" فارج وخف ولا تأمن. واعلم أن الله سينتقم من كل ظالم جبار فهو يمهل ولا يهمل.

العفو: فهو سبحانه الغفور التواب على من أناب إليه فارجع إليه واطلب منه العفو ..والعافيةمن كل مصيبة في دينك أو دنياك تجده عفوا غفورا. مما يقتضي عليك العفو بدورك على من ظلمك .

الرؤوف : ويقتضي منك العطف والرحمة والرأفة بالمسلمين والأقارب بل وكل الناس ..

مالك الملك ذو الجلال والإكرام: فهو المالك لكل شيء.. والجليل المتكرم سبحانه: مما يقتضي منك الشعور بأن لا ملكية ولا ملك لأحد على الحقيقة ويستدعي تعظيمه وحده سبحانه .وقد اوصى الرسول بكثرة ذكره بقوله :" ألظوا بذي الجلال والإكرام"وهي دعوة للذكر بكل الأسماء وبهذا خاصة.

المقسط : إذ هو الحكم العدل مما يجعلك تطمئن لعمل الخير " فلن يثركم أعمالكم "

الجامع : فهو الذي يفرق ويجمع كما شاء سبحانه ..ويقتضي منك الأمل في كل ما افترق ..كما يستدعي تذكر يوم الجمع: يوم يجمع الله الأولين والآخرين مما يستدعي الزهد والحرص على العمل للآخرة .وتذوق هذا يستدعي تصور يوم الجمع .

الغني: فهو وحده الغني على الحقيقة وهو غني عن كل شيء بينما كل المخلوقات إلا وهي مفتقرة إليه سبحانه.. مما يستدعي الشعور بالفقر والإفتقار إليه ذاتيا والرغبة في ما يطمح له من نعم ثانيا ..

المغني : ويستدعي ألا تطلب الغنى إلا منه سبحانه وبالطرق الحلال.

المانع : ويستدعي أن ترى حكمة المسبب في السبب فإن منعت من شيء لسبب ما فاشعر بأنه المانع لحكمة ما لا السبب.. مما يفيض عنك الرضى بقضائه وقدره سبحانه.

الضار : فما أصابك من مصيبة فمنه سبحانه مما يستدعي منك الصبر احتسابا لأجره بل لوجهه الكريم سبحانه..لكن مصيبتك منه لا مباشرة ومن نفسك مباشرة:" ما أصابك من سيئة فمن نفسك "

النافع : فلا تطلب المنفعة إلا منه سبحانه ومن سبيل حلاله فكل نفع لا يأتي من هذا الطريق فهو مضرة لك من حيث لا تشعر.

النور: ويستدعي منك تنوير فكرك بالعلوم النافعة وتنوير قلبك بالأخلاق الباطنة الحسنة إلى أن يفيض أنواره على روحك فتصبح ذو بصيرة متنورة مطمئنة وذاك هو فلاح الدنيا والآخرة

الهادي : فاعلم أن لا موفق لك للهداية إلا هو سبحانه وتعالى مهما أرشدك المرشدون ومهما تعلمت.. لهذا جعل أوكد الأدعية له منك قولك "إهدنا الصراط المستقيم " فاستهده بصدق يهدك سبحانه..

البديع : فهو البديع بذاته والمبدع لكل المخلوقات فهو مالكها إذن.. فينبغي أن تشعر حقا بعظمة هذا الإبداع في كل شيء: فلا يستطيع مخلوق إبداع مثل ما أبدع سبحانه..ولا أن يشابهه:
" ليس كمثله شيء"

الباقي : فهو وحده الذي له البقاء الحق وكل ما دونه فان.. ومن بقائه يستمد كل مخلوق بقاءه في الآخرة :مما يستدعي منك الشعور بفنائك لحد إفنائك لشهوات نفسك ومطامعها وبقائك بروحانيتك :فذاك هو البقاء الذي يريد منك سبحانه في الدنيا والبرزخ قبل الآخرة.

الوارث : فمصير كل خلق إليه سبحانه مما يستدعي منك بدل الغالي والنفس والنفيس في سبيله لأن ميراث كل شيء سيؤول له وحده سبحانه ،ثم يورث عباده الصالحين ما يشاء ..فاسع للصلاح إن أردت أن تنال من ميراثه عز وجل .

الرشيد : فهو ذو الحكمة البالغة والهادي لها سبحانه: فاطلبه ان يلهمك رشدك حتى لا تكون من المتهورين الذين يضيعون أعمارهم سدى ويخسرون فرص الأعمال الصالحة المتاحة لهم في هذا الدنيا.. ولتتعلم ولتعمل العمل الصالح يرشدك بحوله وقوته سبحانه.وإن رشد القلب اهتدى.


الصبور : ويستدعي منك التخلق بالصبرفتصبر مهما ابتلاك... فعظم الجزاء مع عظم البلاء.. فاطلبه أن يلهمك الصبر فكل محسن إلا وهو مبتلى في هاته الدنيا فتصبر يصبرك سبحانه.كما يلزمك تعظيم وحمد هذا الرب العظيم الذي رغم قدرته المقتدرة يصبر بكل حكمة وعظمة ومجد وكبرياء.

وهكذا ترى يا أخي يا طالب النور والهدى: أن لكل إسم من أسمائه سبحانه أعمال ظاهرة أوباطنة من الواجب على من يسعى للإحسان التخلق بها لعل الله ينعم عليه بدعاء الهدى الذي يكرره دوما في هاته الفاتحة المباركة ..ولهذا يوصي العديد من العارفين بقولهم :" تخلقوا بأخلا ق الله " فهناك أسماء تستدعي منك التمثل بها كما أن هناك أسماء تقتضي منك ضدها..كما أن هناك أخرى عقائدية تعمق إيمانك وافتقارك التام له سبحانه.وبالتخلق بالأسماء الإلهية تكتمل فيك الألوهة حيث أن الإنسان وحده من المخلوقات التي تكتمل حقا فيها العبودية" لأنه يجمع بين كل صفات الكون ظاهرا كما يمكنه التخلق بالعديد من صفات الحق المجازة له باطنا " ولهذا كان الرسول والنبي ثم الولي الذي تكتمل فيه الألوهة حقا برزخا بين الذات الإلهية وعالم الخلق وكانوا حقا من حقائق الله تعالى التي لا يعلم كنهها إلا هو سبحانه. فصلاة الله وسلامه على سادتنا الأنبياء ورضى الله على كل الأولياء.
وهناك من يصغر من قيمة الولي شريعة مستشهدا بقوله تعالى :" ألا إن اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين ىمنوا وكانوا يتقون " فاعلم ان الإيمان والتقوى من فرائض الإيمان ..لكن المحبة والنورانية والعناية الربانية واستجابة الدعاء والإستعاذة من آفاق الولاية الحقة الكاملة فتأمل أخي: صفات الولي الذي جاءت عن رسول الله بحديث قدسي:" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه :فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإذا دعاني أجبته وغن استعاذني لعيذنه"

فالولي تحرم عداوته وهو محبوب من الله مسير به كل سكناته وحركاته بالله ودعواته كلها مستجابة كما شاء الله تعالى ..فذاك هو الولي والتقوى والإيمان فرضا الولاية لا صفاتها.

والولي من اكتملت له من الله نورانية السمع والبصر والحركة والسكون .فتنور ثم نور:

المستوى الثالث