الخميس، 9 يناير 2020

تقديم

                                           بإسمك الأعظم اللهم :

مقدمة عامة :

بعد أن أشرنا لك يا مريد وجه الله تعالى في مستوانا الأول  ومستوانا الثاني لكل أسس عملنا الصوفي  ..
وبالتوبة النصوح كبداية وكل فروضها ، وكذا أولى مقامات قبولها ..
مع التأكيد على سلامة صدرك ، ومحبتك لله تعالى وعلو همتك كغايات كبرى ..
أؤكد لك أخي المومن بأن لكل مريد تصوفه ..
 وما الأحوال والمقامات التي سنشير بها لك في مستوانا الثالث إلا تجاريب خاصة ، ليس من الواجب عليك دراستها والإلتزام بها حرفيا كما عهدنا لك في مستوانا الأول ومستوانا الثاني .
بالرغم من أنها منازل وأحوال أجمع عليها معظم أولياء الله الصالحين قدس الله أسرارهم :فكما قعد لنا أئمة الفقه كل علوم الشريعة ، أشار العديد من أولياء التصوف لهاته الأحوال وهاته المقامات:
 كسنن للسلوك القلبي والروحي نحو رحاب الله تعالى ..
 
والتي نجملها بعد كل فرائض الإسلام وبعد كل أركان الإيمان في :
مقامات العبادة :
كالتوبة والورع والزهد والصبر والتوكل والرضى ، مع إجتناب كل النقائص الظاهرة....
وأحوال العبودية والإرادة :
كالخوف والرجاء والقبض والبسط والهيبة والأنس والتواجد والوجد والوجود ..
وأحوال العبودية والولاء :
كالفناء والبقاء والجمع والفرق والغيبة والحضور والمحو والإثبات .... والسر ...
وأحوال العبودة :
كالتكوين والتلوين والتحقق والحقيقة وإستئناف التوبة من كل الأحوال والمقامات الناقصة :
فإستئناف التوحيد وإستئناف التوبة من كل السر ... :
نحو العبدية الخالصة لله تعالى :
فما الحلول والإتحاد ووحدة الوجود وكل التجليات إلا أحوال ومنازل ناقصة عند كبار الأولياء قدس الله أسرارهم ..
نحو تسبيح حقا رباني ، ونحو تنزيه حقا قدسي ..
ودون أي تشبيه ..
ولهذا ندعوك يا مريد وجه الله تعالى لدراسة مستوانا الأول ومستوانا الثاني ولو عشر مرات بنية العمل : 
لأن كل مستوانا الثالث وكل مستوانا الرابع وكل مستوانا الخامس فقط نتيجة لإخلاصك  بالعمل بهما ..
وما هي إلا أذواق قلبية وروحية ستكتشف عرفانك لها - إذا ما إجتباك الله تعالى - ولو لم تدرسها

فما التصوف إلا إيمان يذاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق