الخميس، 9 يناير 2020

أركان التوبة الصادقة :

أولا ثم أولا :حال ومقام التوبة : 
وأول شروطها التوبة ا لنصوح من كل ذنب..
 ونهايتها التوبة من التوبة : أي توبتك من أخطاء توبتك، وتوبتك من رؤية أنك التائب لا الله هو الذي تاب عليك ..فالله تعالى قال:" ثم تاب عليهم ليتوبوا " التوبة 180.
ولم يقل :"تابوا فتاب عليهم "فافهم.. 
وعند الفقهاء لا تتم إلا باستغفارك وندمك وعزمك على عدم العودة لذنوبك ..وتحررك من واجباتك ومن حقوق غيرك ..
 وأما في مدرستنا :
فإلى جانب كل ما فرضه علم الفقه ، لا يكتمل لك تحقيق التوبة حتى تلتزم بستة منازل ، وهي:

1اليقظة: 
وهي ترك سكر الغفلات والإشتغال بالطاعات:
 فتقوم من سبات كسلك في الطاعات، لتشمر على الإنضباط في الصلوات الجماعية أولا ، ثم رواتبها فنوافلها ..
فالأذكار الواجبة لك من تلاوة وهيللة وحمد واستغفار وحوقلة وتسبيح وتكبير فحسبلة.. فتلاوة وتجويد لكتابه تعالى ، وصلوات على النبي عليه الصلاة والسلام ...
وبكل حرص على أن لا تعصى الله إلا مكرها ..وكلما وقعت في ذنب مهما صغر أو كبر بادرت بالإستغفار والتضرع واستئناف التوبة والصدقة والتنفل.
فيكثر ذكرك ، وتقل غفلاتك..

2التفكر: 
وهو التأمل في القرآن والكون والعلم والنفس: 
فتكون مصرا على أن تعبد الله بفكرك كما تعبده بجوارحك ، وأول عبادة لك هنا الصلاة بعقلك ، فلا تصل إلا وأنت تفكر في كل كلمة تقولها ، فتتمعن في كل معاني ما تتلو من قرآن كريم وتسبيح وتكبير وغيره من الأدعية.. 
فتركز في الدراسة والتعلم بكل يقظـة..:
فتقرأ ساعيا للفهم العميق لا للحفظ والفهم البسيط فقط ...
ولن يكمل لك هذا الفهم العالي حتى تبدأ بالتفكر في جسمك كيف أبدعه الله وسواه في أحسن صورة ، وفي معجزات الله في نفسك وفي غيرك إلى أن تتأمل الكون كله :

" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق "فصلت 53 
لعلك تصل للحق والحقيقة :
 كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لحارثة بعد أن قال له حارثة :لقد أصبحت مومنا حقا " فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : 

لكل شيء حقيقة فما حقيقة إيمانك "؟" رواه البزار عن أنس رضي الله عليه. 
فتحقق جزاك الله من هذا المقام الأول تكن من أولي الهمم العلية ..
3البصيرة:
وبدايتها المعرفة بالعيوب ونهايتها الفراسة التي لاتخطئ والكشف المحق ..
والبداية هنا هي بداية مقام المراقبة الذاتية:
 فيكون منك إثنان نفس تعيش وقلب وعقل وروح يراقبونها بكل صرامة ..
ولا تغلب واحدة ثلاثة إن صبرت في البدايات. 
وخصوصا عندما تذوق عسل قلبك الذي هو حلاوة إيمانك ..وعندما تصفو قليلا بصيرتك وينطبق عليك قوله عليه الصلاة والسلام :"إتقوا فراسة المومن فإنه يرى بنور الله" رواه الترمدي ..
فبعدها لك أن تطمع في مقام الشهود والكشف كما سنبين لك فيما بعد، وفي كل مقامات المحسنين من أولياء الله الصالحين قدس الله أسرارهم...

4 العزم: 
وهو الجزم في إرادة وجه الله تعالى محبة لذاته:
 حيث يكون لك عزم ثابت على عبادة الله محبة لوجهه الكريم  ..
وهذان المقامان" البصيرة والعزم" ليسا من مقامي أهل الإسلام ولا الإيمان فقط ..بل هما من أعلى مقامات الإحسان وعلم اليقين كما سيتبين لك فيما بعد ..
فاعزم إذن على أن تحب الله حقا وتتقرب منه صدقا، وليس بنفسك :
فلا تصل لهذا إلا إذا تبرأت من حولك وقوتك لحوله وقوته :

فإذا عزمت فتوكل على الله" آل عمران 159: 
فعليك بالإجتهاد وعليه سبحانه وتعالى الثمرات.
5 المحاسبة: 
وهي سؤال النفس عن كل قول وفعل ..
فتحاسب نفسك عن القول: فلا تتكلم إلا لضرورة ولمنفعة ملغيا كل اللغو وكل ذنوب اللسان " فمن كثر لغطـه كثر خطـأه" 
كما تحاسب نفسك على كل عمل : هل هو صواب وعلى السنة وحلال أم بدعي حرام ؟..
وهل هو خالص لوجه الله سبحانه ؟.. أم نفاق ورياء لا قدر الله؟ 
فتتوب من كل قول ومن كل عمل ذميم مهما صغر. وإن غلبت عدت وأسرعت للتوبة.

6 المراقبة: 
وهي الشعور بحضرة الرقيب تعالى : 
فتراقب نفسك لأن هناك من يراقبك وهم الملائكة عليهم السلام بعد الله تعالى . 
فتراقب نفسك كما سلف وأنت تستشعر :
مراقبة الملائكة الكرام عليهم السلام 
ومراقبة الله سبحانه وتعالى :" فإنك بأعيننا " الطور 48.
وبهاته المنازل الست تكون قد عمقت أسس توبتك وفي نفس الوقت بنيت كل ركائز المقامات العلى لفقه الهدى والإحسان:

والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا: العنكبوت 69

المقامات الأساسية :

إعلم أخي وفقك الله للهدى والنور بأن هذا القرآن الذي تقرأ وتتدبر، وبأن هذه السنة التي تريد أن تتبع ، قد اقتدى بها سلفنا الصالح ، وكان منهم من كان فهمه جوهريا وحكيما للكتاب والسنة.. فبعلمهم نتشبت ، فقه الصديقين من الأمة الراسخين في العلم  ، الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين..
والذين حينما مارسوا التدين استنبطوا كما استنبط رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الفهم درجات.. والعقول والقلوب متنوعة ..
كما جاء في الأثر : خاطبوا الناس على قدر عقولهم.
ولهذا فإن تدين الصحابي والولي ليس هو تدين العالم والفقيه في شرع الله فقط ، بل هناك العارفون بالله تعالى الذين علومهم كالبحور الهادئة.. والذين لهم فهم حكيم لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه:

ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" .البقرة 296.
ولهذا فمن الحكمة أن ترى أن الهداية لشرع الله ليست هي الهداية لله تعالى ..
 ونحن في هذا المستوى العملي نريد أن نهتدي إن شاء الله لله بشرع الله:
 " فلا حقيقة دون شريعة ".. بل والشريعة عندنا وسيلة للعمل لا هدفا في العلم.
فغاية كل الغايات وجه الله سبحانه وتعالى ..
ولهذا علا مقام الهدى لله عن مقام الهدى لشرعه..

 فالشرع وسيلة ، والسعي للقرب ومحبة المشرع غاية ..
فكيف تصل إلى الغاية ولا تأسرك الوسيلة ؟ 
وكيف ترقى إلى مقام القرب ومقام المحبة؟
 أو كيف تهتدي لله تعالى وتذوق قربه ؟ :
إذ مقام القرب من الله تعالى ، ومقام الهدى الذي تدعو به في الفاتحة ، ثم مقام المحبة الذي هو من آفاق الهدى: غاية من غايات الإحسان ..
ولن تذوق الإحسان ما لم يكتمل إسلامك فإيمانك : 
فهما مقامان لازمان لتذوق مقامات الإحسان هاته ، والتي سنشرحها لكن بإيجاز :

فخير الكلام ما قل ودل"..
فتعالى نبدأ عمليا من مقامات الإسلام فالإيمان قبل أن نرقى إلى الآفاق العليا للإحسان..
وبتلميح عملي لا استفاضة علمية فيه ، لأن الموضوع يحتاج لعشرات بل مئات المجلدات.. 
ولن نركز في هذا المقتطف على معلومات،  بل سنركزعلى الدعوة للعمل بجل أحوال ومقامات الهدى لله إن شاء الله سبحانه وتعالى ..
فنلخص لك يا طالبا للهدى والنور مقامات الإسلام الأولى في:

1ـ مقام الفريضة:
 ويبدأ بالتطهر الأكبرللدخول في الإسلام ، وهو الغسل الأكبر الواجب عليك بداية مع الختان ..
فالشهادة بإخلاص لا رياء فيه ، فالرياء هو الشرك الأصغر الذي يبطل كل أعمالك: وهو أن يكون غرضك من العبادة غير الله تعالى .
 فتقول بنية خالصة : "لاإله إلا الله محمد رسول الله" .. 
 ثم تقوم بطهارتك ، وتلتزم بأداء الصلوات الخمس فالصوم والزكاة والحج إن استطعت إليهما سبيلا. 
ولهذا تكفيك كتب الفقه الإبتدائية .

2ـ مقام النافلة:
وتبدأ من أول نوافل الذكر وهي: تكرار لا إله إلا الله ، فسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فكثرة الصلاة على النبي والإستغفار...
ثم نوافل الصلاة وخصوصا الرواتب وقيام الليل..
 فصوم التطوع كالأيام المباركة والأيام البيض والإثنين والخميس ..
فالصدقات ونفقات الخير ..
فالعمرات لمن يسرها الله له ..
واعلم أخي أن كل هاته النوافل من مستلزمات سلوكك فلا تكفيك الفريضة إن كنت من أولي العزم نحو المقامات العلى..
فتشبت بهاته النوافل ما إستطعت إذ لا يتشبت بها إلا مومن.

3ـ مقام المعاملة :
ويعني التعامل مع الناس بالحسنى والصدق والخير والحق واللين والتسامح وكل جميل ..
وهاته المقامات الثلات هي التي تجعل إسلامك يرقى إلى الإيمان ثم إيمانك يرقى إلى مقام الإحسان بحول الله تعالى إن فررت إلى الله حقا وأتممت سلوكك ..
واعلم أخي أن الأساس هو مقامات الإسلام هاته ..

بينما مقامات وأحوال الإيمان ومقامات وأحوال الإحسان فمتشابكة ويتداخل بعضها في بعض، كما سنشير بحول الله تعالى في مقرراتنا التالية.. 

ففقه الإحسان لا يدعوك للفهم البسيط ، بل للعمل القلبي العميق..:
فألست تدعوا في الفاتحة لمقام المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ؟ بقولك :صراط الذين أنعمت عليهم ..الفاتحة 7
 فارق لمقاماتهم هذا مقام الهدى والإحسان ، وكن فعالا لا قوالا :
وارجع له سبحانه وتعالى في كل صغيرة وكبيرة ترى العجب .. 
وما ذلك على الله إن اجتباك بعزيز ..فتب منك أولا :

المستوى الأول :

الإنطلاقة السلفية الصوفية :


تقديم:
من علامات الإخلاص لله تعالى حسن الخلق، وكثرة الذكر..
 بل وما الدين إجمالا إلا حسن معاملة مع الله تعالى ومع كل موجوداته...
 بل ومن أجل الأخلاق وحسن المعاملة نزل القرآن المجيد، حتى قالت عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلوات الله عليه: (كان خلقه القرآن )
بل ونال عليه كل الصلاة وكل التسليم من الله تعالى شهادة لم ينلها دونه أحد، والمتمثلة في قوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم).
ولهذا قال عليه كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). بل وجمع كل الدين في قوله:( إنما الدين المعاملة ).
ولهذا قال أحد حكماء التصوف: 

التصوف حسن الخلق ، ومن زاد عنك في حسن الخلق زاد عنك في التصوف.
وخير معين على كل هذا بعد ومع التقوى  والصبر، كثرة الذكر مع إعتدال بين الخوف والرجاء ، فهما الشرطان الأولان لكل سلوكك القلبي والروحي..
كما أن الصدق هو الفرض الإيماني الدائم.فالمومن الحق لا يكذب.
ولتبقى كثرة الذكر هي الفرض الأكبر نحو كل غايات الإسلام بإحسان..
وأسرع وسيلة للتقرب لله سبحانه وتعالى :
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) [الأحزاب:41]، 
وقال أيضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الأنفال:45]،
 وفي الصحيح عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل: (أَنا عِندَ ظنِّ عبدي بي وأَنا معَهُ حينَ يذكُرُني، فإن ذَكَرَني في نفسِهِ ذَكَرتُهُ في نَفسي، وإن ذَكَرَني في ملإٍ ذَكَرتُهُ في ملإٍ خيرٍ منهم....) [صحيح]. 
فذكر الله عز وجل سهل ميسر للجميع ومن أفضل الأعمال الصالحة وأجلّها، وكلما ازداد العبد إيماناً وتعلّقاً بخالقه جلّ وعلا كثُر ذكره له وثناؤه عليه....


 من آداب الدعاء والذكر:
1. الوضوء عند الدعاء والذكر.
2. استقبال القبلة .
3. بسط اليدين و رفعهما .
4. تقديم عمل صالح بين يدي الدعاء .
5. افتتاح الدعاء و ختمه بالثناء على الله عزل وجل و الصلاة على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) .
6. أن تسأل الله بأسمائه الحسنى و صفاته العلى .
7. أن تظهر التوبة أمام الله و تعترف بذنبك ، و أن تظهر الافتقار إلى الله و الشكوى إليه .
8. الإخلاص في الدعاء وأن لا تكون غافلا فيه.
9. أن تتحرى في دعائك وأذكارك الأوقات الفاضلة .
10. اختيار الأدعية والأذكارالمأثورة أولا .
11. أن تتخير جوامع الدعاء .
12. التأدب و الخضوع و التذلل و الخشوع لله عز وجل .
13. أن تلح في الدعاء و تكرره .فالله يحب العبد الملحاح.
15. أن تبتعد عن أكل الحرام .
16. ألا تدعو بإثم أو قطيعة رحم .
17. ألا تتعدى في الدعاء .
18. ألا تستعجل الإجابة .
19. ألا تسأل غير الله .
20. أن تخفض صوتك بأن يكون بين المخافتة و الجهر .

 وقت استجابة الدعاء
1 - يوم عرفه .
2 - ليلة القدر .
3 - في الثلث الأخير من الليل .
4 - بين الأذان و الإقامة .
5 - يوم الجمعة .
6 - في السجود أثناء الصلاة .
7 - أدبار الصلوات المكتوبة .
8 - في السفر .
9 - عند نزول الغيث .

10 عند الفطور بعد الصيام.

من فضائل الدعاء والذكر:
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : أن في الذكر أكثر من مائة فائدة نذكر منها:
الأولى :انه يطرد الشيطان و يقمعه و يكسره .
الثانية: أنه يرضي الرحمن عز و جل .
الثالثة : أنه يزيل الهم و الغم عن القلب .
الرابعة : أنه يجلب للقلب الفرح و السرور و البسط .
الخامسة : أنه يقوي القلب و البدن .
السادسة: أنه ينور الوجه و القلب .
السابعة :أنه يجلب الرزق .
الثامنة : أنه يكسو الذاكر المهابة و الحلاوة و النضرة .
التاسعة : أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام و قطب رحى الدين و مدار السعادة و النجاة :

فقد جعل الله لكل شئ سببا و جعل سبب المحبة دوام الذكر..
 فمن أراد ان ينال محبة الله عز وجل فليلهج بذكره فانه الدرس و المذاكرة وباب العلم الأكبر..
بل والذكر باب كل المحبة و شارعها الأعظم و صراطها الأقوم .
العاشرة: أنه يورث المراقبة حتى يدخل القلب الذاكر في الإحسان ،فيعبد الله كأنه يراه ،فلا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان ...
الحادي عشر: أنه يفتح لك بابا عظيما من أبواب المعرفة ،فكلما أكثرت من الذكر كلما إزددت من المعرفة .
الثاني عشر: أنه يورث الهيبة لله عز وجل ، و إجلاله لشدة استيلاء الخوف والرجاء  ..وشدة الشعور بالحضوره مع الله تعالى، بخلاف الغافل : فان نورالهيبة خافت في قلبه .
الثالثة عشر: أنه يورث جلاء القلب من صداه ، فكل  صدى القلب الغفلة و الهوى، و جلاؤه القرآن الكريم و التوبة و الاستغفار والدعاء وكل الأذكار.
الرابعة عشر: أنه يحط الخطايا و يذهبها فانه من أعظم الحسنات: و الحسنات يذهبن السيئات .
الخامسة عشر: أنه يزيل الوحشة بين العبد وربه تبارك و تعالى...

فبين الغافل و بين الله عز وجل وحشه لا تزول إلا بالذكر .

بداية الذكر النبوي:
لكل هذا ندعوا أولا لما صح  من أذكار وأدعية نبوية في تربيتنا القلبية والروحية هاته، متبرئين من كل ما شاب بعض الزوايا الصوفية من شعوذات وعقائد شركية وضلالات وأدعية قبورية بدعوى التوسل الذي له آدابه .. 
بل وكوارث عظمى تغشى اليوم زوايانا التي توفى شيوخها الأبرار ، وورثها الأدعياء ، وإختلطت فيها التبركات بالمصالح المادية... وإختلط فيها الإسلام بتصوفات الديانات الوضعية ..
ولهذا لا نحبذ لإخوتنا المومنين أذكارا ولا أورادا خاصة قبل ما تيسر من أدعية وأذكار سنية شريفة ، والتي لا تكون فقط في خلوة المومن مع الله تعالى ..
 بل نرى تنوع أذكار الرسول صلوات الله عليه بين:
أذكار مرتبطة بالأوقات والأزمنة
وأذكار مرتبطة بالصلوات
وأذكار مرتبطة بالأمكنة
ثم أذكار لجل حركات وسكنات المسلمين.
فالرسول صلوات الله عليه كان يذكر الله على كل حال، وفي خلواته كما في جولاته:
وبهذا وجب أن يذكر المومن الله تعالى  ويدعوه في جلوته وخلوته على السواء:  وكمدخل للتربية بالأذكار،نهديكم أولا هاته الأذكار اليسيرة كمدخل لكل الأذكار السنية ، قبل أورادنا العرفانية / التربوية: 
إذ نسعى للتربية القلبية والتزكية النفسية والتطهر الروحي بالدعاء وكثرة الذكر لعلنا نلمس سكينة وطمأنينة الموقنين : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
عند النوم : تضع يمينك تحت رأسك مضطجعا على جنبك الأيمن  وتقول :
( باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).(اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) ثلاث مرات
سبحان الله 33 مرة الحمد لله 33 الله أكبر 33 ثم تختم ب:
(لا إله إلا الله وحده لا شرك  له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وإليه المصير وهو على كل شيء قدير).
ثم تجتهد في كل أذكار وأدعية النوم النبوية ما استطعت أو تذكر بما تشاء .حتى تنام.

+
عند الإستيقاظ : الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره,,

+
عند الدخول للخلاء : تدخل برجلك اليسرى مستعيذا بقولك : أعوذ بالله  من الخبث والخبائث.

وتخرج برجلك اليمنى داعيا: غفرانك

عند الوضوء: اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي.

عند الأذان: تردد كل مقالات المؤذن إلا عند الحيلهلات فتقول:
( ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

+
بعد الأذان : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسول)ا.(اللهم  رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد)
ثم تدعو لنفسك ولكل المومنين ( فالدعاء مستجاب بين الأذان والإقامة وبعد الصلوات المكتوبة).
ثم تصلي الصلاة الإبراهيمية.

في طريقك للمسجد: (اللهم إجعل في سمعي نورا وفي بصري نورا وفي قلبي نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن أمامي نورا ومن خلفي نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا وأعظم لي نورا ) وأنت تتجه للمسجد بهدوء ودون تسرع ولو فاتتك تكبيرة الإحرام والركعات الأولى.

عند الدخول للمسجد :تدخل برجلك اليمنى وتدعو:
( باسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك)

وعند الخروج من المسجد : تخرج بالرجل اليسرى وتقول: 
(باسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك).

بعد تكبيرة الإحرام : (سبحانك اللهم وبحمدك تبارك إسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك).
أو (  اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم إغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)

عند الركوع :(سبحان ربي العظيم وبحمده) ..أو( سبوح قدوس رب الملائكة والروح) .. أو (سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت) :من ثلاث لعشر مرات.

عند الرفع من الركوع : (سمع الله لمن حمده اللهم ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملأ ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما من شيء أردته بعد أهل الثناء والمجد أحق ماقال العبد وكلنا لك عبد ولا ينفع ذا الجد منك الجد).

عند السجود : (سبحان ربي الأعلى وبحمده) أو (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) أو (سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت)  :من ثلاث لعشر مرات.

في جلستك بين السجدتين : (اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني واسترني وعافني واعف عني).

قبل سلامك من التشهد الأخير : (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنه المسيح الدجال ومن المأثم والمغرم ومن الهم والغم والحزن ومن البخل والعجز والكسل ومن غلبة الدين وقهر الرجال ومن أرذل العمر...اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت).

+بعد السلام : (الله أكبر) . ( أستغفر الله ) ثلاثا :( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلابالله  لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون).
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)
( اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)
آية الكرسي والإخلاص ثم المعوذتين.سبحان الله 33    الحمد لله 33     الله أكبر 33مرة
ثم تختم المائة ب  لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).(اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ثلاثا
(اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك) ثلاثا
(أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا الله هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثا ).ثم تجتهد في الدعاء بما شئت فالدعاء مستجاب بعد الفرائض.وتختم ب:( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين)
وتقوم مسبقا رجلك اليمنى خاتما ب :
( رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا).

وعند دخولك للمنزل : تدخل برجلك اليمنى داعيا :( اللهم إنا نسألك خير المولج وخير المخرج باسم الله ولجنا وباسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا)

وعند الخروج: تخرج برجلك اليمنى تدعو:( باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي)

عند الركوب :( الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون).

وبعدها تملأ أوقاتك ما استطعت بالذكر  فإن أحسن ما قال النبيون كما قال الرسول صلوات الله عليه هي الباقيات الصالحات :(سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم)
ثم الإستغفار :( فكل سيندم غدا يوم القيامة حين يقرأ كتابه إلا من وجده مملوءا بالإستغفار كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام).
ثم أكثر ما استطعت من الصلاة على النبي صلوات ربنا الكاملة المكمولة عليه مع أزكى سلام.

ثم تدعوا الله بما استطعت من أسمائه الحسنى فهي مدح وثناء  له ودعاء لك.وابدأ مثلا بحديث الرسول صلوات الله عليه : (ألظوا بذي الجلال والإكرام).
ولقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قال عن رسول الله صلوات ربنا عليه:
 
من قال في اليوم مائة مرة :(لا إله إلا الله الملك الحق المبين) .كانت له:وجاء من الفقر ومن وحشة القبر واسترزق به واستطرقت به أبواب الجنة.

ثم لا تتكاسل عن حفظ سيد الإستغفار :(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).

وكذلك هذا الدعاء الذي كان يحفظه الصحابة رضوان الله عليهم كالقرآن:(اللهم إني عبدك إبن عبدك إبن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اللهم إني أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علمالغيب عندك ، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي).

وإذا ما حفظت هذه الأذكار والأدعية واستأنست للمزيد :
فادع بما تشاء وبتلقائية بقلبك وخصوصا حين الخشوع... 

أما إن إستأنست للمزيد فعليك بأذكار كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رضي الله عليه.والذي نوصي به كموجز عملي جد ممتاز للحديث النبوي الشريف : فإشتريه واجعله كتاب عمل: فهو أيسر مدخل لعلوم وأعمال السنة. 

الأربعاء، 8 يناير 2020

مقدمة عامة:



                               باسم الله الملك الحق المبين:                                   
أولا :تعريف التصوف السني:
لتربيتنا الروحية السنية هاته ، أو للتصوف السني وفقه التزكية، أو لتقل لفقه الإحسان  هذا مئات التعاريف التي نحصربداياتها في :
التربية بهدف التوجه الكلي لله عز وجل قلبا وقالبا ، جسدا وعقلا وقلبا وروحا ..
 وبكل محبة لوجهه الكريم سبحانه، لا لغاية أخرى مهما عظمت..

فالتصوف في جملة : إسلام يذاق قلبا وروحا.
ولقد عرفها سنيا جل العارفين بفقه الإحسان : 
(أن تعبد الله كأنك تراه ..فإن لم تكن تراه فإنه يراك) :

 كما قال الرسول صلوات الله عليه عن عمر رضي الله عنه.
ثانيا : كيف أتربى روحيا ؟
لن ننال كمال هاته التربية الروحية إلا بالعمل بأمره تعالى :
                  (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)7 الحشر.. 
فكل السبل مغلقة إلا وراء رسول الله صلوات الله عليه :

فتأمله وتخيله صلوات الله عليه وهو في خلواته... 
فلقد كان لا يخالط الصحابة الكرام رضي الله عنهم إلا لضرورة دعوية أو حياتية..
 تأمله وهو جالس وحده صلوات الله عليه يذكرويناجي الله اللطيف الودود حبيبه الأعلى بكل لطف ومحبة ومودة ، وبكل خشوع وخشية ولذة وذوق روحي وقلبي... 
تخيله وحيدا معه تعالى (فردا لفرد) ، وهو في حضرة الله الحبيب سبحانه بكل سكون وبكل طمأنينة وكل خشوع..
تأمله وهو شاعر بهاته الحضرة الربانية يتبتل وحده بكل خشوع منفردا..
تأمله في حضرة الرب الحبيب الإله سبحانه ذي الأسماء الحسنى ، والصفات العلى، والأفعال المثلى..: فردا لفرد .. 
هو صلوات الله عليه وهو سبحانه وتعالى ، ولا غير ..
                           إنها خلوته أو لتقل إنها إعتكافه : 
 وإنها مقاماته الزكية، وأحواله الصفية، التي نريد أن نذوقها كما ذاقها صلوات الله عليه في هاته الحضرة الربانية ..
 المقامات والأحوال التي إحتار بل وشطح فيها شيوخ التصوف وجل العارفين قدس الله أسرارهم، بل ولا يزال يغرق فيها - لحد الفناء عن الأنفس- كل الصادقين مع الله تعالى من المومنين والمحسنين والسالكين .
إنها لذة العبادة ، وإنها حلاوة الإيمان، وإنها برد اليقين ، وإنها الخشوع الدائم.. فسكون وطمأنينة وسكينة وهدوء في كل الحركات والسكنات.
وإنها لغايات عظمى ، لكنها ورغم كل هاته المراقي فقط بداية الصادقين .. والتي يبقى كل بابها الأول قوله تعالى:
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب)28 الرعد
 إنها غايات عظمى ، لكنها يسيرة بالله تعالى إن صدقت النيات ، وصدقنا في توجهنا لوجهه الكريم سبحانه.. وتمت لنا أركان التصوف الحق ، وتفضل الله علينا بولي مرشد خبير بهذا السلوك، أو من ينوب عنه:
(الرحمان فاسأل به خبيرا) 59 الفرقان. 
(ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا) 17الكهف
ولهذا ورثنا هذا الفقه من شيخ مربي عن شيخ مربي ، ومن ولي مرشد عن ولي مرشد قدس الله أسرارهم جميعا.. فكانت علوم الشريعة لعامة الفقهاء..كما كانت علوم الحقيقة والسلوك الروحي والقلبي هاته من تربية الأولياء قدس الله أسرارهم:
(فلكل شيء حقيقة..) كما روي عن الرسول صلوات الله عليه.
فكما أن الفقهاء رضي الله عنهم يحدثوننا عن الشريعة ، وعن كل فتاوى العقائد والعبادات وبعض المعاملات ، وكل فقه الحلال والحرام ، يربي الأولياء قدس الله أسرارهم مريديهم  لذوق حقائق كل هاته العبادات..
وليذوقوا قلبيا وروحيا حقيقة كل الشريعة .. وليعبدوا الله تعالى محبة فيه سبحانه ، وبحلاوة الإيمان ولذة العبادة كبداية.. وبعدها لكل مريد تصوفه:
ولهذا كثرت تعاريف التصوف ....
ثالثا :أركان التصوف السني:

للتصوف السني كل أركان الإسلام الخمس :
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة ،وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا.
 فأركان الإيمان الست:
(الإيمان بالله ، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره). 
ثم ركني فقه الإحسان:
مقام الشهود: (أن تعبد الله كأنك تراه)
 ومقام المراقبة : (فإن لم تكن تراه فإنه يراك). 
ثم أركانها الثمانية في إجتهادنا لعلنا نذوق من قبسات وأنوار الله تعالى، ومن أحوال رسوله صلوات الله عليه ، ومقاماته العلية.. ومن واردات الملهمين من أولياء الله الصالحين قدس الله أسرارهم... وسكينة وطمأنينة كل الصادقين.
فنكون من محبي الحق ومن أحباب الحق بحق.. وعن حق..
فما أركان التصوف الثمانية التي تلي هاته الأركان الثلاثة عشر؟:

1: تجديد النية:
يقول الرسول صلوات الله عليه:عن عمر رضي الله عنه إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى) رواه البخاري ومسلم..
فكم من عمل كثير تفسده النية؟ وكم من عمل قليل تزكيه النية؟
فأمر الإخلاص في النيات خطير .. خصوصا وأن هم الشيطان الأكبر :  إفسادها..
ولهذا وجب تجديد نياتنا عند وقبل وبعد كل عمل، لعلنا نخلص كل أقوالنا وأفعالنا، وكل تحركاتنا وسكناتنا ، وكل حولنا وكل قوتنا له سبحانه وتعالى، ولوجهه الكريم، أو على الأقل بغية الآخرة ، لا حرصا على الدنيويات. 
وتجديد النية ليس ركنا في التربية الروحية فحسب ، بل هو الركن الركين لكل إسلامنا.. بل وقبل كل أركان الإسلام ، وإلا فالنفاق والرياء أعاذنا الله وإياكم منهما  .

(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار..) 145 النساء
2: الإخلاص :
وهو أن يكون تدينك صافيا من كل نواقض الأعمال ، وأن تكون حقا صادقا مع الله تعالى، وساعيا لوجهه الكريم  ، دون أي حظ نفسي دنيء  .. 
فالإخلاص سر موهوب من الله تعالى ، ولا يعرفه إلا هو سبحانه وتعالى ، وما عدا المبشرين  لا يمكن لأي منا الجزم بأنه من عباد الله المخلصين .
3: الحذر من الرياء:
وهو نقيض الإخلاص .. والمرائي كالمنافق ، يتدين بغية السمعة والجاه ، وبنية ناقصة غير خالصة .. 
بل ولا يكون هدفه من التدين إلا مصالح دنياه ونفسه لا غير...
4: الخشوع :  
حتى تخشع في كل صلواتك وأذكارك وإبتهالاتك، وفي كل مناجاتك لا بد لك من :
1.4- تدبر معاني تلاواتك وأذكارك وكل أدعيتك: إذ يصلي لسانك وعقلك يتأمل في كل الكلمات ، لعلك تذوق معاني كل ما تصلي أو تدعوا به .. 
فتناجي بلسانك وقلبك وعقلك معا، لعل الله يمن عليك بصلوات روحك. 
2.4- الإطمئنان والسكون في كل حركات صلواتك : فلا تنقر الصلاة نقرا ، وتتلو وتسبح وتذكر وتدعو دون فهم لما تقول، فتتسرع في كل حركات الصلاة:
 فقم لله حتى تطمئن قائما، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، وقم حتى تستوي مطمئنا، فاسجد حتى تطمئن ساجدا ،واجلس بين الركعتين حتى تطمئن، وهذا في كل حركات وسكنات الصلا ة...
 فالسكينة من صفات الإيمان العليا، ولا تأتي دون خشوع في الصلوات.
3.4- التبكير للصلوت الخمس حتى لا تدخل في الصلاة وعقلك منشغل وقلبك مشتت.
4.4- المحافظة الدائمة على الوضوء: بل ولا يكون الوضوء لصلواتك فقط.
5: كثرة الذكر :
 لم يدع الله تعالى بالكثرة من أية عبادة عدا:
 العلم : 
( وقل رب زدني علما) 114 طه ، 
والذكر :
( واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) 45 الأنفال ،
 والشكر: 
(لئن شكرتم لأزيدنكم)  7 إبراهيم .. 
بل وأثنى الله على الذاكرين بكثرة في قوله تعالى: 
(والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) 35 الأحزاب :
وأول وأعظم ذكر قراءة وترتيل وتجويد وتدبر القرآن الكريم، ثم الصلوات بكل نوافلها، فالباقيات الصالحات :

(سبحان الله ،والحمد لله ،ولا إله إلا الله، والله أكبر،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)
ثم كثرة الإستغفار، وكثرة الصلاة على النبي صلوات الله عليه...
وبعدها وقبلها ومعها كل المناجات والإبتهالات والأدعية.
ثم الذكر والدعاء بأسماء الله الحسنى كلها كما أمرنا بذلك الله تعالى بقوله : 
(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)180 الأعراف.  
كما أن كل أنواع العلم ذكر إن خلصت النيات.
6: التدبر في القرآن الكريم :
إذ يقول الله تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها؟)24 سورة محمد
وكما أن هناك آيات كبرى تدعونا لتلاوة ولترتيل ولتجويد ودراسة القرآن الكريم، هناك آيات كثيرة تدعونا للتفكر فيه وتدبره لحد الحديث عن علوم إعجازاته البلاغية والبيانية والعلمية والطبيعية  والمستقبلية  ...و.... بل ولحد إعجازاته الرقمية... وكل عجائبه.
وللتدبر الأولي ننصح بكتاب : (كلمات القرآن) لحسنين مخلوف كمدخل أول لتفسيره اللغوي قبل أي تفسير آخر.

7: التفكر :
بمعنى التدبر والسعي للفهم - بنية العلم والعمل معا - في القرآن الكريم ،والسنة الشريفة، وفي النفس والغيروالمجتمعات وكل الكون.
بل وفي كل ما حق من معارف وعلوم،  لعلنا نرقى للحكمة في العلم والعمل ، فنحافظ على صفاء عقيدة التوحيد ، وعلى كل ما يلزمها من عبادات مستقيمة ومعاملات جليلة ، لعل قلوبنا تذوق علم اليقين كعلم من علوم التصوف... 
بل ولعل الله يكرمنا بعين اليقين ، فحق اليقين ..

فنلهم كما ألهم ولا زال يلهم العارفين منا قدس الله أسرارهم..
(كلا لوتعلمون علم اليقين5 لترون الجحيم 6ثم لترونها عين اليقين 7..)
سورة التكاثر.
8: عبادة الله محبة فيه :
ورغم أننا سنفصل هذا في محاضرة (محبة الله تعالى) التالية.. فإن جواهر الحب الإلهي لا تشرح بل تذاق إنطلاقا من قوله تعالى للرسول صلوات الله عليه:
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) 31 آل عمران

فلا محبة  دون شريعة  ... :
بل والمحبة الحقة والتصوف الحق هما: 
(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) 7 الحشر..
واللهم صل على محمد بكل صلواتك وتسليماتك وسلامك عليه وعلى الآل والصحب. 

فقه العمل بسورة الفاتحة :


باسم الله الرحمان الرحيم والصلاة على محمدنا وآله وصحبه



أعمال سورة الفاتحة: وآياتها 7 آيات ولها23 عملا جامعا:



باسم الله الرحمان الرحيم1

الآية1/البسملة : وهي قولك: باسم الله الرحمان الرحيم عند كل قول أو عمل مهم وعند كل أكل أو شرب أو حركة مميزة ..وتعني طلب العون والبركة من الله الرحمان :أي الراحم للكل..والرحيم :أي العظيم الرحمة بالمومنين ..وتعني عمل الفعل أو تقول القول عبادة لله وحده.كما تعني أبدأ باسم الله تعالى وبعونه وبركته.

الحمد لله رب العالمين2


2/ الحمد : أي الثناء على الله تعالى بصفاته كلها :اللازمة لذاته والمتعدية منه تعالى لخلقه: قصد التبجيل والتعظيم.. وبدايته الشكر وقمته الثناء والمدح ..مما يستدعي الإكثار من قوله تعالى : الحمد لله ..فهو كما حمد نفسه.. والحمد لله يجب أن تكون في السراء والضراء: إذ الحمد لله على كل حال  من أجل الاذكارعندالمكاره ..والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات: من أجمل الأذكار عند الرخاء واليسر. وحمدنا لله فقط شكر رمزي لأنا لا نستطيع أبدا ولا يستطيع أي أحد من خلقه حمده حق حمده..فالحمد لله كما يقول :من خير المحامد...وليس هناك من أحب إليه الحمد والثناء من الله تعالى ..لذا جاء في الحديث: خير الدعاء: الحمد لله: أي كثرة شكره ومدحه والثناء عليه لنعمه الوافرة وأسمائه الحسنى وصفاته العلى سبحانه..

2/الإيمان باسمه تعالى الحميد: أي ذو الصفات والأسماء الحسنى والعلى المجيدة والمحمودة كلها والحميدة.. فهو ذو المحامد الجليلة والجميلة الكاملة ..وهو الحامد بحكمة بالغة لنفسه .. والكثير الحمد والمحامد من كل صالحي عباده وكل ملائكته الكرام عليهم السلام وجل خلقه.

2/توحيد إسم الله تعالى : فالله إسم لذات الإله سبحانه أو دال على الذات: والذي لا تليق التسمية به لأحد من المخلوقات ..ويأتي من فعل أله بمعنى الإله أو وله أي المعبود والمحبوب الحق بحق .. وهو إسم للتعلق لا للتخلق : والعمل به يعني الإلتزام بكل الإسلام.

2/توحيد الربوبية : وهو الإقرار والتصديق والإيمان بل واليقين بأن: لكل المخلوقات والأكوان وكل العالمين خالق ومدبر وقيوم ومربي واحد هو الله الذي وحده الإله والرب لا شريك له: ولذا يجب الإقرار بكل أسماء وصفات ربوبيته تعالى بكل تنزيه ودون أي تشبيه..(فرب كل العالمين واحد): هو الله ولا شريك معه: جملة بسيطة لتوحيد الربوبية .

الرحمان الرحيم3
3/ الرحمانية : وهي اليقين التام بأن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء فالرحمان لغة تعني: الراحم للكل .. فبرحمته يتنعم اليوم الجميع:بما في ذلك أعداءه سبحانه ..إذ رحم سبحانه وتعالى في الدنيا حتى عذب من لم يقبل رحمته الواسعة في الآخرة.. فتأمل : أليس هذه قمة الرحمات.

3/ الرحيمية : وهي اليقين التام بوجود رحمة كبرى وواسعة من الله تعالى خاصة بالمومنين : ولا تتعدى لسواهم فالرحمانية للكافر والمومن.. بينما الرحيمية فللمومنين فقط ..وإسم الرحيم يعني الكثير والعظيم الرحمة: لكنه مقيد. بينما إسم الرحمان فمطلق في الدنيا مقيد في الآخرة.

مالك يوم الدين4 أو ملك يوم الدين4

4/ المالكية : اليقين بأن الملك المطلق والتام والملكية الكاملة لكل العالمين إنما هما لله وحده تعالى دون شريك.. وهذا الملك وإن كان غير ظاهر اليوم للكفار والمنافقين ،فسيظهر أول مرة وللكل يوم الدين :أي يوم يحكم الدين الحق الذي هو دين كل الأنبياء عليهم السلام: الإسلام .فيكون الله وحده الملك الحق ووحده العدل  والحكم  سبحانه وتعالى عن أي شريك في ملكه ومالكيته.

4/الإيمان باسمه تعالى المالك : أي الذي لا شريك له في ملكيته : فله كل العوالم وما فيها من مخلوقات فهو ربها وخالقها .. يملك الخلق وما ملكوا : فما أعظم مالكيته سبحانه وتعالى.

4/الإيمان باسمه تعالى الملك : أي الحكم العدل المهيمن والآمر والناهي والرب والقيوم على كل العالمين..ولملكه العظيم كان سبحانه إلها : أي معبودا حقا مطلق الطاعة من الخلق أجمعين ..فما أعظم ملكه تعالى:
وقد جاءت في هاته الآية قراءتان ملك ومالك : لأن المالك يمكن أن لا يكون ملكا والملك ليس مالكا لكل شيء : وليس هناك من مالك ملك في آن واحد في العالمين إلا هو سبحانه..فلا ملك حق دونه :إلا إن كان هذا الملك على منهاجه: كالملك النبي سليمان عليه السلام وطالوت وداوود وذي القرنين عليهم السلام

4/ الإيمان بيوم الدين : أي بالقيامة :وهو اليقين بأنه سيأتي يوم تبعث فيه كل الخلائق للحساب أمام الله تعالى رب العالمين وهو آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة: وله العديد من الأسماء في القرآن الكريم والسنة العطرة..فيجب الإستعداد له بكل النيات والأعمال الصالحة  والعبادات الخالصة...وسمي بيوم الدين هنا لأن مصير كل الخلق يحدد بمستوى تدينهم بدين:الإسلام الحق: فهو دين القيامة وميزانها الأكبر ودين كل الأنبياء عليهم السلام .

إياك نعبد وإياك نستعين5

5/ توحيد الألوهية والعبادة : وهو اليقين بوحدانية الإله:الله سبحانه وتعالى عن الشريك والند والمثل: و الجد في عبادته التي  لا تقبلسوى وفق سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام : الحاثة على كل ألوان الخير والحق والفضائل والقيم المثلى.فلا نعبد أو نشرك به ربا سواه.ولا نعبده بشريعة غير ما شرع هو سبحانه وسن رسوله صلوات الله عليه. ومن صفات إلهك أن تخافه وترجوه وتحبه وتعظمه وتطيعه في كل أمر:فمن كانت فيه هاته الصفات الخمس فهو إلهك : وإلا فأنت ناقض لعبوديته..وهذا التوحيد هو : أول وأهم ركن في الإسلام وفي كل الرسالات السماوية:فبه تكون مسلما وإلا فالكفر التام والعياذ بالله .. ولذا جاء في الحديث الشريف: خير الذكر: لا إله إلا الله.

5/ توحيد التوكل والإستعانة : أي أن يكون وكيلنا وسندنا الله وحده :فلا نتوكل على شيء من طاقاتناوإن إستعنا بها كأسباب لا كمسببات فمسبب الأسباب هو وحده سبحانه .. وتوحيد التوكل هو عقد القلب على أن الوكيل الحق والمعين الواحد هو الله تعالى وحده لكن مع الأخذ بالأسباب :عكس التواكل الذي يعني التوكل دون عمل..فالمتوكل هو المومن العامل لا العاجز.ومن أحسن أدعية التوكل قولك : حسبي أو حسبنا : الله ونعم الوكيل.ولا حول ولا قوة إلا بالله:مع الأخذ طبعا بالأسباب دون الإعتماد عليها .

5/الإيمان باسمه تعالى الوكيل : أي المتولي لكل أمور عباده والمعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة.. ومعين عباده الصالحين في كل أمورهم .

5/الإيمان باسمه تعالى المعين : أي المساعد للكل بما وكيف وأنى يشاء :وهو سند عباده الصالحين وممدهم بالعون والتوفيق والهداية.
فتبين من هاته الآية الكريمة أننا لا نستطيع عبادته إلا بمعونته وحسن التوكل عليه.

والعمل بهذه الآية : يعني الإلتزام الفردي بكل العبادات السنية : لكن بروح جماعية: فأنت تقرأ إياك نعبد لا إياك أعبد : فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم : ولهذا شملت هاته الآية كل العبادات الفردية منها والجماعية وهي من أعظم كنوز الآخرة : وللتوسع في عباداتها الفردية ننصح بكتاب: مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله تعالى.

إهدنا الصراط المستقيم6

6/طلب الهداية : وهي تعلم الشريعة والعمل بها مقتدين ومسترشدين بسنةالمصطفى عليه السلام سائلين الله تعالى أن يوفقنا للإستقامة:وهداية الإرشاد تكون من الله تعالى وبالقرآن الكريم ومن رسله ومن العلماء العاملين. بينما 
لا تكون هداية التوفيق  إلا منه تعالى ..وهنا نطلب منه الهدايتان معا أي: أن  يرشدنا ويلهمنا التوفيق والسداد معا .. كما أن هناك هداية ثالثة لا تطلب: بل هي موهوبة للجميع : وهي هداية الفطرة : التي بها يصنع حتى العصفور عشه ويعرف الرضيع ثدي أمه: فهي هداية هدى الله بها كل المخلوقات لأساليب عيشها .


6/الإيمان باسمه تعالى الهادي : أي المرشد والموفق لكل الخيرات المادية والمعنوية وللهدايات الثلاث: 1/هداية الفطرة 2هداية الدلالة والإرشاد 3/هداية التوفيق كما شرحنا..

6/توحيد هداية التوفيق: وهو اليقين بأن هداية الفطرة وهداية الدلالة يمكن أخذهما أيضا من الخلق .. لكن التوفيق للهدى والفلاح وحسن النتائج فبيده وحده سبحانه ..فتوفيقك في كل صغيرة أو كبيرة بيده وحده سبحانه:

6/الإستقامة :وهي الإستمساك دون إعوجاج بمحجة الإسلام الناصعة إعتقادا وقولا وعملا وحالا ومقاما.. والدعاء الكثير منه تعالى ليلهمنا هاته الإستقامة: فعلى قدرها يكون الثبات على الصراط المستقيم غدا يوم القيامة .وتتمثل في الإلتزام بكل تعاليم ديننا الحنيف مع كثرة الإستغفار مما نعلم ومما لا نعلم من الهفوات والذنوب. دون الإعتماد على عملنا بل على عفوه سبحانه وجميل تجاوزه. 

6/ الإيمان بالصراط المستقيم : ..وهو معنوي في هاته الحياة الدنيا ومتمثل في الإستقامة على الشريعة الغراء ومادي في الآخرة :فهو عبارة عن جسر فوق جهنم لا بد من المرور عليه : فهاو في جهنم وناج بتوفيق الله تعالى..فيجب أن نومن بأننا سنمر على هذا الصراط : حيث يتوفق في المرور عليه كل حسب أعماله : فمار بسرعة البرق إلى مار يحبو على ركبتيه فاللهم لطفك : إذ لا ينجو من أهواله الشديدة سوى المومنين حقا: المتقين بصدق.

صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين7

7/إتباع المنعم عليهم : وهم كما قال الله تعالى : ..المنعم عليهم من :النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا: فالمنعم عليهم والذين يجب إقتداؤنا بهم هم هؤلاء: جميعهم: النبيون عليهم السلام ثم الصديقون:وهم كبار الأولياء من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين : من العلماء العاملين ..ثم الشهداء الذين باعوا دنياهم لحد إهداء أرواحهم لله تعالى. والصالحين :وهم العلماء العاملين المنادين بالإصلاح على منهج الأنبياء رضوان الله عليهم.. فهؤلاء جميعا هم أئمة الهدى والرشاد. وأسوتنا بعد الرسول صلوات الله عليه..

7/ البعد عن أساليب اليهود والنصارى :أي عدم التشبه بهم وبالتواءاتهم وضلالاتهم وتحريفاتهم ..والحرص كل الحرص على أن لا نضل بأراجيفهم وتلبيسهم للحق بالباطل.. بل ونصر على البعد كذلك عن كل من يشاكلهم من المشركين والمنافقين... وللأسف نعيش اليوم هستيريا التقليد لأساليب غير المسلمين لحد إنبهارنا الأعمى بهم ..وفي كل شيء تقريبا:حتى صرنا نربي أبناءنا على كل أساليب حياتهم بل ومنا من يفخر بتربية وتعليم الكفار لأبنائه: فلا يعلموهم عن الإسلام ولا تاريخة إلا النشاز : فيربوهم على المتع والشهوات وتكاثرات وماديات الدنيا تماما كالكفار: ليبعدوهم وبكل وسيلة عن كل قيمنا وأخلاقنا ومعاييرنا بل وديننا . ومن تشبه بقوم فهو منهم... وللأسف نعيش اليوم علوا عظيما لليهود والنصارى حيث هم من يشرع لكل صغيرة وكبيرة :فرديا وعالميا...

6+7/كثرة الدعاء: وهو سؤال الله الدائم من فضله ومنه ورحمته ورضاه وتوفيقه فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يسألون الله من كل شيء مهما كبر أو صغر: وذلك ليقينهم الكبير فيه سبحانه ..فالدعاء كما قال رسول الله صلوات الله عليه: مخ العبادة..ولا عبادة دون دعاء.. والله يفرح بدعاء العبد الخالص له وحده ... بل ويغضب لكرمه تعالى على كل من يستنكف عن دعائه...

فاللهم هداك آمين...

وللأسف هناك اليوم  من يدعوا غير الله تعالى: لحد دعاء حتى العديد من المسلمين جهلا للرسول صلوات الله عليه وللأئمة الشيعة وأولياء التصوف وأئمة السنة بل وحتى لقبورهم ... وهذا من الكبائر : فالدعاء لا يكون لغير الله تعالى : والطلب 
والسؤال والإلتماس لا الدعاء من الأحياء لا الأموات :فالدعاء لله وحده..ومن أشرك في الدعاء فقد أشرك في العبادة بل وأله من يدعوه.


ملاحظة : آمين : تعني اللهم أجب ..وتقال عند تلاوة الفاتحة في كل صلاة .. ويستحب قولها عند كل دعاء لقول الرسول صلوات الله عليه
 :(آمين: خاتم الله على دعاء المومن) : أي: أن قولها  طابعللقبول من الله لدعاء كل مومن حق.


وهاته الأعمال 23 تؤم كل الأوامر والنواهي القرآنية والحديثية وتلخصها وترمز بإجمال إليها.. كما أن الأسماء الحسنى التي ذكرت في هاته الفاتحة الكريمة :الله والرحمان والرحيم والرب والملك والمالك وما استتر فيها: كالهادي والمعين والوكيل وغيرها هي صلب كل أسماء ربوبيته وألوهيته سبحانه وتعالى .ولهذا سميت هاته الفاتحة الكريمة بأم الكتاب : أي الجامعة لأصول العبادات والعلوم القرآنية كلها.