الخميس، 9 يناير 2020

أركان التوبة الصادقة :

أولا ثم أولا :حال ومقام التوبة : 
وأول شروطها التوبة ا لنصوح من كل ذنب..
 ونهايتها التوبة من التوبة : أي توبتك من أخطاء توبتك، وتوبتك من رؤية أنك التائب لا الله هو الذي تاب عليك ..فالله تعالى قال:" ثم تاب عليهم ليتوبوا " التوبة 180.
ولم يقل :"تابوا فتاب عليهم "فافهم.. 
وعند الفقهاء لا تتم إلا باستغفارك وندمك وعزمك على عدم العودة لذنوبك ..وتحررك من واجباتك ومن حقوق غيرك ..
 وأما في مدرستنا :
فإلى جانب كل ما فرضه علم الفقه ، لا يكتمل لك تحقيق التوبة حتى تلتزم بستة منازل ، وهي:

1اليقظة: 
وهي ترك سكر الغفلات والإشتغال بالطاعات:
 فتقوم من سبات كسلك في الطاعات، لتشمر على الإنضباط في الصلوات الجماعية أولا ، ثم رواتبها فنوافلها ..
فالأذكار الواجبة لك من تلاوة وهيللة وحمد واستغفار وحوقلة وتسبيح وتكبير فحسبلة.. فتلاوة وتجويد لكتابه تعالى ، وصلوات على النبي عليه الصلاة والسلام ...
وبكل حرص على أن لا تعصى الله إلا مكرها ..وكلما وقعت في ذنب مهما صغر أو كبر بادرت بالإستغفار والتضرع واستئناف التوبة والصدقة والتنفل.
فيكثر ذكرك ، وتقل غفلاتك..

2التفكر: 
وهو التأمل في القرآن والكون والعلم والنفس: 
فتكون مصرا على أن تعبد الله بفكرك كما تعبده بجوارحك ، وأول عبادة لك هنا الصلاة بعقلك ، فلا تصل إلا وأنت تفكر في كل كلمة تقولها ، فتتمعن في كل معاني ما تتلو من قرآن كريم وتسبيح وتكبير وغيره من الأدعية.. 
فتركز في الدراسة والتعلم بكل يقظـة..:
فتقرأ ساعيا للفهم العميق لا للحفظ والفهم البسيط فقط ...
ولن يكمل لك هذا الفهم العالي حتى تبدأ بالتفكر في جسمك كيف أبدعه الله وسواه في أحسن صورة ، وفي معجزات الله في نفسك وفي غيرك إلى أن تتأمل الكون كله :

" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق "فصلت 53 
لعلك تصل للحق والحقيقة :
 كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لحارثة بعد أن قال له حارثة :لقد أصبحت مومنا حقا " فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : 

لكل شيء حقيقة فما حقيقة إيمانك "؟" رواه البزار عن أنس رضي الله عليه. 
فتحقق جزاك الله من هذا المقام الأول تكن من أولي الهمم العلية ..
3البصيرة:
وبدايتها المعرفة بالعيوب ونهايتها الفراسة التي لاتخطئ والكشف المحق ..
والبداية هنا هي بداية مقام المراقبة الذاتية:
 فيكون منك إثنان نفس تعيش وقلب وعقل وروح يراقبونها بكل صرامة ..
ولا تغلب واحدة ثلاثة إن صبرت في البدايات. 
وخصوصا عندما تذوق عسل قلبك الذي هو حلاوة إيمانك ..وعندما تصفو قليلا بصيرتك وينطبق عليك قوله عليه الصلاة والسلام :"إتقوا فراسة المومن فإنه يرى بنور الله" رواه الترمدي ..
فبعدها لك أن تطمع في مقام الشهود والكشف كما سنبين لك فيما بعد، وفي كل مقامات المحسنين من أولياء الله الصالحين قدس الله أسرارهم...

4 العزم: 
وهو الجزم في إرادة وجه الله تعالى محبة لذاته:
 حيث يكون لك عزم ثابت على عبادة الله محبة لوجهه الكريم  ..
وهذان المقامان" البصيرة والعزم" ليسا من مقامي أهل الإسلام ولا الإيمان فقط ..بل هما من أعلى مقامات الإحسان وعلم اليقين كما سيتبين لك فيما بعد ..
فاعزم إذن على أن تحب الله حقا وتتقرب منه صدقا، وليس بنفسك :
فلا تصل لهذا إلا إذا تبرأت من حولك وقوتك لحوله وقوته :

فإذا عزمت فتوكل على الله" آل عمران 159: 
فعليك بالإجتهاد وعليه سبحانه وتعالى الثمرات.
5 المحاسبة: 
وهي سؤال النفس عن كل قول وفعل ..
فتحاسب نفسك عن القول: فلا تتكلم إلا لضرورة ولمنفعة ملغيا كل اللغو وكل ذنوب اللسان " فمن كثر لغطـه كثر خطـأه" 
كما تحاسب نفسك على كل عمل : هل هو صواب وعلى السنة وحلال أم بدعي حرام ؟..
وهل هو خالص لوجه الله سبحانه ؟.. أم نفاق ورياء لا قدر الله؟ 
فتتوب من كل قول ومن كل عمل ذميم مهما صغر. وإن غلبت عدت وأسرعت للتوبة.

6 المراقبة: 
وهي الشعور بحضرة الرقيب تعالى : 
فتراقب نفسك لأن هناك من يراقبك وهم الملائكة عليهم السلام بعد الله تعالى . 
فتراقب نفسك كما سلف وأنت تستشعر :
مراقبة الملائكة الكرام عليهم السلام 
ومراقبة الله سبحانه وتعالى :" فإنك بأعيننا " الطور 48.
وبهاته المنازل الست تكون قد عمقت أسس توبتك وفي نفس الوقت بنيت كل ركائز المقامات العلى لفقه الهدى والإحسان:

والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا: العنكبوت 69

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق