الاثنين، 23 نوفمبر 2020

وظيفتنا الرابعة :

بسم الله الرحمان الرحيم 

حزب الحمد الخاتم : 

اللهم لك الحمد حمدا خالدا بخلودك ، حمدا دائما لا منتهى له دون مشيئتك ، ومع كل طرفة عين ، أو تنفس نفس ..

 اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ، ولك الحمد بعد الرضى ، ولك الحمد اللهم حمدا لا جزاء له إلا رضاك .

اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، ملأ ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما ، وما من شيء أردته بعد ، أهل الثناء والمجد ، أهل الثناء والمجد ، أهل الثناء والمجد ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الجلال والإكرام ..

اللهم لك الحمد بكل ولكل محامدك ...

 اللهم لك الحمد بكل ولكل أسمائك الحسنى ، وصفاتك العلى ، وأفعالك المثلى ، وذاتك العظمى العلية ..

اللهم لك الحمد بمحامد كل حامد وشاكر يا حميد ويا شكور ويا شكور ويا حميد ..

ولك الحمد اللهم بكل محامد حبيبك محمد عليه اللهم منك كل الصلاة وكل السلام دنيا وبرزخا وآخرة وعند الشفاعة ، واللهم لك الحمد بمحامد كل أنبيائك ورسلك ، وكل أوليائك اللهم وملائكتك ، وكل أحبائك اللهم وكل المومنين ، عليهم اللهم منك كل السلام والتسليم ، ولك الحمد اللهم عليهم أجمعين .

كما لك الحمد اللهم على نعمة الإسلام ، وكفى بها نعمة ، ولك الحمد اللهم على كل نعمة ، عدد وملأ كل نعمة ، ولك الحمد اللهم حمدا لا يتعلق بنعمة ، لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك .

اللهم لك الحمد على كل حال ، وفي كل زمان ومكان ، ولك الحمد اللهم حمدا لا يتعلق بزمكان ، لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ..

فلك الحمد اللهم بكل تسابيح الوجود ، ولك الحمد بتسبيح كل موجود .. لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك يا حميد ويا شكور ويا شكور ويا حميد : 

كما لك الحمد اللهم بكل محامدك لذاتك ، ولك الحمد اللهم محامد لا يستطيعها سواك ..

وبكل شكرك اللهم وبكل مدحك وكل تسبيحك ، وبكل الثناء عليك اللهم سبحانك اللهم ، وبكل غفرانك .

عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك ، ملأ وعدد وكما تحب اللهم وترضى .

كما أسألك اللهم بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ، أسألك اللهم بأن لك الحمد لا أنت إلا أنت الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لا ولم ولن يلد ، ولا ولم ولن يولد ، ولا ولم ولن يكون له كفؤا أحدا :

أسألك الله بأن لا أنت إلا أنت ، وبكل أسمائك الحسنى وصفاتك العلى وأفعالك المثلى وذاتك العظمى العلية ، وبأحب وأعظم وأكرم أدعيتك وأذكارك اللهم لديك ، وبإسمك العظيم الأعظم الكريم الأكرم اللهم كل سؤل محمد ، اللهم كل سؤل محمد ، اللهم كل سؤل محمد ، عليه اللهم منك أكمل الصلوات ، وأتم السلام ، وأزكى البركات .

واللهم أولا دنيا الأتقياء ، وختمة الأولياء ، وموتة السعداء ، وبرزخ الشهداء ، وبعثة الحنفاء ، وفرحة الشفعاء ، وقربة الأحباء ، وفرادس الحكماء يا رب ..

يا حبيب العقل والقلب والروح ويا خليل الأنبياء ، يا حبيب العقل والقلب والروح ويا خليل الأنبياء ، يا حبيب العقل والقلب والروح ويا خليل الأنبياء ..

عليهم بعد نبينا كل السلام وكل الصلا، عليهم بعد نبينا كل السلام وكل الصلاة .                             عليهم بعد نبينا كل السلام وكل الصلاة ..                         

واللهم آمين لي ولوالدي ولكل المومنات والمومنين .

وعلى قدرك اللهم لا على قدرنا .

ملأ وعدد اللهم ما كان وما هو كائن ، وما سيكون ، اللهم آمين .

أهمية القرآن الكريم

  كلّ منا يُقدّس القرآن ويحترمه، فنقبّل غلافه وصفحاته حباً به، وإننا نتبرك بالقرآن فنجعله في البيت والسيارة والمحل والمصنع، ونعتقد بأنّه شفاء من كل داء...

 ولكن دعونا نقل: هل القرآن مظلوم بيننا أم أنّه قائد يقود جميع مسيرتنا؟ لقد بيّن الرسول المصطفى (ص) لنا دور القرآن في قيادة الفرد والمجتمع المسلم في كل زمان ومكان، حيث يقول: "... 

فإذا التبست الأمور عليكم كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنّه شافع مشفّع، وما حل مصدق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه قاده إلى النار، وهو الدليل إلى خير سبيل، وهو الفصل وليس بالهزل، له ظهر وبطن، فظاهره حكم وباطنه علم..." إلى آخر الحديث الشريف.  

 - شفاعة القرآن: في هذا الحديث، يوضّح (ص) بأنّ القرآن له دُور "شافع مشفّع". أي أنّ القرآن له القدرة الكاملة على الشفاعة المقبولة، وكأنّه كائن حيّ مقرّب عند الله سبحانه، صالح لأن يشفع، جامع لشروط الشفاعة المقبولة لديه. لأنّ الإنسان المؤمن المؤهل للشفاعة، لا يتمكن من أن يشفع إلا بعد أن يجمع شروط الشفاعة، ثمّ يأخذ الإذن من الله تعالى له، وإلى تلك الحقيقة يشير القرآن بقوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا) (طه/ 109). 

بينما تكون شفاعة القرآن مقبولة ابتداءً. وبهذه الصفة القرآنية "المميزة" يكون القرآن وكأنّه كائن حيّ محرّم الرأي، عظيم المنزلة.  

 - الارتقاء بالقرآن: وكما أنّ القرآن "شافع مشفّع"، فإنّه أيضاً، "ما حل مصدّق" أي أنّه يمحل لصاحبه، أي يسعي ويرقى به ويقوده إلى سلّم الكمال الإنساني ويشدّه إلى الله عزّ وجلّ، ويربطه بالعالم الآخر، ويكشف له عن حقيقة الحياة الدنيا، ويظهر له سوآتها، ويبين له حقيقة الحياة الأخرى وأهميتها وقيمتها، ويحصل ذلك فقط من خلال قراءة القرآن الواعية المتدبرة. حتى قال الإمام الصادق (ع): "فيُقال لقارىء القرآن إقرأ وارقَ". 

أي أنّه الرقي من خلال هذا المحل المصدّق الثابت، والسعي المفضّل للقرآن، والرقي بالإنسان نحو ذروة الكمال، وقمة السعادة، وبذلك يحصل على خير الدنيا والآخرة معاً.

والذي يعيش ذروة الكمال في الدنيا ببركة القرآن، فإنّه سوف يعيش هذه المنزلة أيضاً في الآخرة. 

فيكون القرآن وكأنّه القدوة والقيادة – المخلفة والكفوءة – للإنسان المؤمن يفوق تأثيره كل قدرة وقيادة إنسانية حية مؤثرة مخلصة وكفوءة على وجه الأرض. لذلك قال رسول الله (ص): "من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه قاده إلى النار". 

ماذا يعني أن يكون القرآن أمام الإنسان أو يكون خلفه؟ هذا يعني أنّ الذي يجعله أمامه، هو ذلك الذي يجعله قائده وموجهه ومدبر حركاته وسكناته، ومعنوياته وخلجاته وتصرفاته، ويصوغ طبائعه وأخلاقه، فهو يحرك الفرد في كل ميادين الحياة المختلفة. 

وهذا المعنى يؤكده القرآن في قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (الإسراء/ 9). 

أي أنّ القرآن يجعل حالة التنسيق بين عالم الضمير والشعور والتنسيق بين مشاعر الإنسان وسلوكه، وبين عقيدته وعمله، وبين الظاهر والباطن، وبين التكاليف الإلهية والطاقة البشرية...   

قيادة القرآن: ومن خصائص القرآن أنّه لا يعطي كنوزه لقارئه فقط، ولا يعطي كنوزه للذي يطمع بالأجر والثواب فقط، لأنّ القرآن لم ينزل من السماء لأجل ذلك فحسب وإنما أنزل أيضاً لكي يكون قائداً عاماً يحتل قلب المجتمع المسلم. فالقرآن يفتح كنوزه وعلومه لمن يفتح قلبه له، ويتدبر آياته. قال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) (ص/ 29). 

فالفرد المسلم الذي يرتفع إلى مستوى أهداف القرآن، ويفتح قلبه له، ويتدبر آياته، يعطيه القرآن من كنوزه وعلومه. وهذا الإنسان الذي يقتدي بالقرآن يمكن أن يكون قائداً حقيقياً للمجتمع الإسلامي. وإذا كان الإنسان الذي يقتدي بالقرآن يرتفع إلى مستوى القيادة النموذجية، فكيف بقيادة القرآن نفسه، الذي صاغ هذا القائد، وربّاه على هذا المستوى من القيادة النموذجية. 

وقراءة القرآن من دون تدبر ليست هي المطلوبة عند التعامل مع القرآن، بل ينبغي افساح المجال له في قيادة مسيرة حياتنا كلها، ليوصلنا إلى شاطىء الأمان والنجاة. 

قال تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) (الحشر/ 21). فيضرب الله المثل بأنّه لو أنزل القرآن العظيم على جبل أصم، جامد، هامد، صخري، كبير، ضخم... لرأيته خاشعاً متصدعاً متفتتاً منهاراً مندكاً في الأرض من خشية مفاهيم القرآن.. والجبل الذي قدّر له أن يفهم قيمة القرآن، تراه ينهار أمام عظمته وقدسيته، بينما ترى الإنسان الجاهل بمفاهيم القرآن وقيمته وعظمته، يجعله خلفه!! 

أفلا يكون الجبل أفضل من الإنسان الحي العاقل في هذه الحالة؟! فالجبل الذي أعطى القرآن حقه لأنّه يسبّح بحمد الله كما في قوله تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ) (الإسراء/ 44).

 لقد أنزل الله تعالى القرآن من أجل الإنسان، ولكن من الناس من يتعامل تعامل المعرض عن القرآن، فيجعله خلفه، ويضعه على هامش حياته العملية. ألا يساهم هؤلاء – والحالة هذه – في ظلم القرآن؟ القرآن الجديد المتجدد في كل زمان ومكان، هو حجة على كل إنسان، وفيه تبيان لكل شيء، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. نفعنا الله بالقرآن، وجعله ربيع قلوبنا، وأُنس نفوسنا.. وجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.

سلامة الصدر 

لقد حرص الإسلام حرصًا شديدًا على تأليف قلوب أبناء الأمة، بحيث تشيع المحبة وترفرف رايات الألفة والمودة، وتزول العداوات والشحناء والبغضاء والغل والحسد والتقاطع .
ولهذا امتن الله على المؤمنين بهذه النعمة العظيمة فقال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) [آل عمران:1033].
بل وامتن على نبيه صلَى الله عليه وسلم بأن أوجد له طائفة من المؤمنين تألفت قلوبهم: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [الأنفال:62، 63].
وحتى تشيع الألفة والمودة لابد من سلامة الصدور، ونقصد بسلامة الصدور طهارتها من الغل والحقد والبغي والحسد ومن كل الآفات الباطنة.
والحديث عن هذه القضية وهذا الخلق حديث مهم وتذكير لابد منه في وقت انشغل أكثر الناس بالظواهر واستهانوا بأمر البواطن والقلوب مع أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، ولأن الله تعالى قد علَّق النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:888، 89].
والقلب السليم هو القلب السالم من الشرك والغل والحقد والحسد وغيرها من الآفات والشبهات والشهوات المهلكة.
ثم إن رسول الله صَلى الله عليه وسلم يقول: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام" [البخاري].
فضل سلامة الصدر ومنزلتها عند الله تعالى:
فيا صاحب القلب السليم أنت من صفوة الله المختارة فقد سألوا رسول الله صَلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس، فقال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان"فقالوا: صدوق اللسان نعرفه؛ فما مخموم القلب؟ قال: "التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد".
ثم نقول: إن سلامة الصدر سببٌ من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة :
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"تعرض الأعمال كل يوم اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئًا، إلا امرءً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا". رواه مسلم
فانظر كم يضيع على نفسه من الخير من يحمل في قلبه الحقد والحسد والغل؟!!
فسلامة الصدر أسهل طريق إلى الجنة:
فأول زمرة تدخل الجنة: "...لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد.."[البخاري].
وقصة عبد الله بن عمرو مع ذلك الرجل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" معروفة فقد عاشره عبد الله ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل: "ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشًا ولا أحسُد أحدًا على خير أعطاه الله إياه".فأعلنها ابن عمرو صريحة مدوية :هذه التي بلغت بك...
وقد أخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة فقال:
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ) [لأعراف:43].
 (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر:477].
الله يمدحهم:وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:9، 10].
فهيا إخواني وأخواتي نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين، ونفوز بالقرب من رب العالمين، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن عبادٍ ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، على مجالسهم وقربهم من الله، فلما سئل عنهم أخبر أنهم أُناس لم تصل بينهم أرحام متقاربة.. لكنهم تحابوا في الله، وتصافوا..
فهلا سلمت صدورنا للمسلمين وصفت؟

فمن أثرها على الفرد والمجتمع:
أن يفوز صاحب الصدر السليم بكل الفضائل التي سبق الحديث عنها والنتيجة المباشرة لها وهي:
· راحة البال والبعد عن الهموم والغموم.
· اتقاء العداوات.
. وأن يكون المجتمع متماسكًا متراصًا متكاتفًا ترفرف عليه رايات المحبة والإخاء ويصدق عليهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "مثل المؤمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمى". [صحيح مسلم].
ولكم إخوتنا الكرام الأسباب المعينة على سلامة الصدر:
1- الدعاء: فإنه من أعظم الأسباب لتحقيق المقصود ، وكان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم :(وأسألك قلبًا سليمًا)، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه. كما أثنى الله على المؤمنين لدعائهم:(وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا).الحشر 10
2- حُسن الظن وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحاملقال عمررضي الله عنه : لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً.
3- إلتماس الأعذار وإقالة العثرات والتغاضي عن الزلات: فقد جاء في الأثر : إلتمس لأخيك سبعين عذرًا.
4- ادفع بالتي أحسن : وليس هذا من العجز، بل من القوة والكياسة قال الله تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34).
5- البعد عن الغيبة والنميمة وتجنب كثرة المزاح.
6- معاملة النمام بما يستحقه: فهو[فاسق - هماز مشاء بنميم - بريد الشيطان].
7- الهدية والمواساة بالمال فإنها من دواعي المحبة.
8- الإيمان بالقدر ، فإن العبد إذا آمن أن الأرزاق مقسومة مكتوبة رضي بما هو فيه ولم يجد في قلبه حسدا لأحد من الناس على خير أعطاه الله إياه.
9- تذكر حال النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يشكر ربه على النعم التي أنعم بها حتى على غيره من الخلق حين يصبح وحين يمسي.
رزقنا الله وإياكم صدورا سليمة لا تحمل غلا ولا حسدا ولا حقدا.
ومن واجب كل هذا أن لا تكتفي بتربية أستاذك أو شيخك بل تكون شيخ نفسك أيضا:

فمن وسائل تربية المسلم لنفسه :
1-   التعبد لله والصلة به والاستسلام له . وذلك من خلال العناية بالفرائض وتطهير القلب من التعلق بغير الله .
2-   كثرة قراءة القرآن وتدبره والتفكر في أسراره .
3- قراءة الكتب الوعظية النافعة التي تصف دواء القلوب وعلاجها مثل مختصر منهاج القاصدين وتهذيب مدارج السالكين ، ورياض الصالحين ، والفتح الرباني والفيض الرحماني لعبد القادر الجيلاني ، والحكم العطائية وغيرها..
4-   التفاعل مع البرامج التربوية : كالدروس والمحاضرات .
5-   الحفاظ على الوقت وشغله بما ينفع العبد في دنياه وآخرته .
6-   عدم الإكثار من المباحات وإيلائها العناية الكبيرة .
7- الصحبة الصالحة والبحث عن الجلساء الصالحين ،الذين يعينون على الخير ،أما من يعيش في عزله فإنه يفقد كثيراً من المعاني الأخوية كالإيثار والصبر .
8-   العمل والتطبيق وترجمة المعلوم عملياً .
9-   المحاسبة الدقيقة للنفس .
10-   الثقة بالنفس ـ مع الاعتماد على الله تعالى ـ: لأن فاقد الثقة لا يعمل .
11-   مقت النفس في ذات الله وهذا لا ينافي ما قبله فعلى الإنسان أن يعمل مع ظنه أن في نفسه الخلل .
12-  العزلة الشرعية : أي لا يكون مخالطاً للناس في جميع أوقاته بل يجعل لنفسه أوقاتا يخصها بالعبادات والخلوات الشرعية.
13 : الحفاظ على أذكار الصباح والمساء ، وتخصيص ولو دقائق قليلة في اليوم لحمد وشكر ومدح  الله تعالى.
14: عبادة الله تعالى محبة له لا لغاية أخرى مهما عظمت.
15: تجنب كل ما يكدر صفاءك الروحي وطمأنينتك القلبية .
 نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ويجعلها منقادة لما يحبه الله ويرضاه 
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
والحمد لله رب العالمين.

شعر عن محاسن الأخلاق

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

والمرءُ بالأخلاقِ يسمو ذكْرهُ 
وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ 
وقد ترى كافراً في الناسِ تحسَبُهُ 
جهنمياً ولكنْ طَيُّةُ الطهرُ 
وقد ترى عابداً تهتزُّ لحيتُه 
وفي الضميرِ به من كفرهِ سَقرُ 
أوغلْ بدنياكَ لا تنسَ الضميرَ
 ففي طياتِه سر عندَ اللّهِ ينحصرُ.
 
خالقِ الناسَ بخلقٍ حسنٍ 
لا تكنْ كلباً على الناسِ يهرْ 
والقهمْ منكَ ببشرٍ ثم صنْ 
عنهمُ عرضَكَ عن كلِّ قَذرْ. 

إِني لتطربُني الخِلالُ كريمةً 
طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ 
ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى
 بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ 
فإِذا رُزقتَ خَليقةً محمودةً
 فقد اصطفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ 
والناسُ هذا حظُّه مالٌ وذا 
علمٌ وذاكَ مكارمُ الأخلاقِ 
والمالُ إِن لم تَدَّخِرْه محصناً 
بالعلمِ كان نهايةَ الإملاقِ. 

هِيَ النَفسُ ما حَمَّلتَها تَتَحَمَّلُ
 وَلِلدَّهرِ أَيّامٌ تَجورُ وَتَعدِلُ 
وَعاقِبَةُ الصَبرِ الجَميلِ جَميلَةٌ 
وَأَفضَلُ أَخلاقِ الرِجالِ التَفَضُّلُ. 
 
صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه 
فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ
 والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ
 والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ. 

حافظْ على الخلقِ الجميلِ ومُرْبه
 ما بالجميلِ وبالقبيحِ خَفاءُ 
إِن ضاقَ مالكَ عن صديقِكَ فالقَه
 بالبشرِ منكَ إِذا يحينُ لقاءُ. 

 لما عفوت ولم أحقد على أحد 
أرحت نفسي من هم العداوات 
إني أحيي عدوي عند رؤيته
 لأدفع الشر عني بالتحيات 
وأظهر البشر للإنسان أبغضه كما
 إن قد حشى قلبي مودات.

 وكُلُّ جراحةٍ فلها دواءٌ
 وسوءُ الخلقِ ليسَ له دواءُ 
وليس بدائمٍ أبداً نعيمٌ 
كذاكَ البؤسُ ليس له بقاءُ. 

 ألا إنَّ أخلاقَ الرجالِ وَإنْ نمتْ 
فأربعة ٌ منها تفوقُ على الكلَّ 
وَقَارٌ بِلاَ كِبْرٍ،وَصَفْحٌ بِلاَ أَذىً ، 
وَجُودٌ بِلاَ مَنٍّ، وَحِلْمٌ بِلاَ ذُلِّ. 

 إن مازت الناسَ أخلاقٌ يُعاشُ بها 
فإنهم عند سوء الطبع أسواء

أهم أحوالنا ومقاماتنا

وإن للتصوف السني أحوالا ومقامات قلبية وروحية يتخلق ويشعر بها السالك في سيره إلى الله سبحانه وتعالى :
وأولها مقام الفرائض : ويبدأ بأركان الإسلام الخمس وأركان الإيمان الست ..
مقام النافلة : وأولها نافلة كثرة الذكر بالباقيات الصالحات فنوافل الصلاة والصيام والصدقة والعمرة..
مقام المعاملة وينبني أولا وأخيرا على حسن الخلق .
مقام التوبة : وله أربع اركان فقهية : الإستغفار والندم ورد الحقوق والعزم على عدم العودة للذنب ,
أما صوفيا فلا تكتمل أسس وأركان التوبة إلا ب 6 مقامات : 1اليقظة 2التفكر 3التبصر 4العزم 5المحاسبة 6المراقبة 
ومن علامات قبولها أربع مقامات هي : 1الإنابة 2الإعتصام 3التذكر 4الفرار إلى الله تعالى .
وبعدها لا يحتاج السالك إلا إلى الإخلاص في التوبة وصدق التوجه ليسمو في مدارج السالكين ومنازل السائرين ، وليتخلق بباقي المقات ك:
- الخوف - الإشفاق - الخشوع - الإخبات - الزهد - الورع - التبتل - الرجاء - الرغبة - تعظيم الحرمات - الإخلاص 
وكلها أركان توصل أو تقرب من الصديقية كثاني مقام بعد النبوة ، والتي من أركانها كذلك :
مقامات : - التهديب - الإستقامة - التوكل - الثقة - الصبر - الرضى - الشكر - الحياء - الصدق - الإيثار - التواضع - الفتوة - الإرادة - الأدب - اليقين - الفقر - الإجتباء - الإحسان - الإرادة - الأدب - الفقر - العلم - الفراسة - الطمأنينة - السكينة - السماع - الجمع - الفرق - الحضور - السكر : والذي غالبا ما لا يخلو من شطحات قولية وحركية  -  الصحو - الصحة - المحبة - الغيرة - الوجد - البرق - الغيبة - القرب - البعد - الوله - السحق - المحق - الإصطلام - الوصل - العبودة - الذوق - الصفاء - الفرح - السر - الغربة - التمكن - القبض - البسط - المعاينة - المشاهدة - الهيبة - الحياة - الأنس - المعرفة - رعاية الإسباب - إستئناف التوحيد - إستئناف التوبة - البداية - الشهود والعبدية 
ومن أذواق كل هذا كذلك : الشهادة - الفناء - البقاء - المحو - الإثبات - الكرامة - الجذب - الحقيقة ....
وتلخصها كلها  : فرائض ونوافل العبادة ، وأحوال العبودية ، ومقامات العبودة ، ثم حقائق العبدية .
وللتفسير العملي لكل هذا نرجوكم دراسة مستوانا الثاني والثالث بنية العمل .

ورد الإستغفار والتوبة :

               بسم الله الرحمان الرحيم

الفاتحة 

دعاء المومنين :

ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا ،

ربنا ولا تحمل علينا إصرا

كما حملته على الذين من قبلنا ،

ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ،

واعف عنا ، واغفر لنا ، وارحمنا ،

أنت مولانا ، فانصرنا على القوم الكافرين.

سيد الإستغفار :

 اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ،

خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ،

وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ،

أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ،

 أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي؛

فَاغْفِرْ لِي ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ .

أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه 3مرات

أستغفر الله العظيم إن الله غفور رحيم 10 مرات

يا غفور ويا غفار ويا عفو ويا تواب 10 مرات

يا حليم ويا رحيم 10 مرات

ويتوب الله على المومنين والمومنات 3 مرات

إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون 10 مرات

يا رباه 99 مرة

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني 10مرات

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا 3 مرات

رب اغفر لي ولوالدي وللمومنين والمومنات 10 مرات

اللهم ولكل من له الحق علي 3 مرات

اللهم جزيل القبول وجميل التجاوز 10 مرات

اللهم إني طماع في رحمتك رغم غزارة ذنوبي 10 مرات

اللهم يسر توبتي 10 مرات

وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون 10 مرات

أستغفر الله وأتوب إليه 10 مرات

يا أرحم الراحمين يا رب العالمين 4 مرات

اللهم على كل صغيرة وكل كبيرة وكل فاحشة وكل لمم ، عدد كل صغيرة وكل كبيرة وكل فاحشة وكل لمم . آمين .

اللهم ملأ وعدد وكما تحب وترضى

سبحانك اللهم ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

واللهم أكمل الصلاة وأتم السلام على محمد وعلى آل محمد عدد ما كان وما يكون .

 

 

وظيفتنا الثالثة :


المقامات الأساسية للتصوف السني

إعلم أخي وفقك الله أن هذا القرآن الذي تقرأ وتتدبروالسنة التي تريد أن تتبع ، قد اقتدى بها سلفنا الصالح وكان منهم من كان فهمه جوهريا وحكيما للكتاب والسنة: فبعلم هؤلاء نتشبت :علم الصديقين من الأمة الراسخين في العلم :الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين..

وهؤلاء حينما مارسوا التدين استنطوا كما استنبط رسول الله صلى الله عليه وسلم :بأن الفهم درجات ليوصي صلوات ربنا عليه :بقوله:خاطبوا الناس على قدر عقولهم.
ولهذا فتدين الصحابي والولي ليس هو تدين العالم والفقيه في شرع الله فقط ..

بل هناك العلماء بالله تعالى الذين علومهم كالبحور الهادئة ولهم فهم حكيم لكتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه:" ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" ..

ولهذا فمن الحكمة أن ترى أن الهداية لشرع الله ليست هي الهداية لله..

 ونحن نريد أن نهتدي إن شاء الله لله بشرع الله " فلا حقيقة دون شريعة "..والشريعة عندنا وسيلة للعمل لا هدفا للعلم. فهدفنا علميا المعرفة بالله وذاك هو العرفان.
فمقام الهدى لله أعلى من مقام الهدى لشرعه..

ولهذا فإن الفاتحة أخي في الله لم تربطك بالشرع بل ربطتك بالمشرع :

فالشرع وسيلة والقرب ومحبة المشرع غاية ..

فكيف تصل إلى الغاية ولا تأسرك الوسيلة ؟ 

أو كيف ترقى إلى مقام القرب ومقام المحبة؟ 

أو كيف تهتدي لله؟ 

كما تكلم على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وكما شرحه ومارسه حكماء الأمة؟:
فاعلم أخي في الله: أن لا قرب لك حتى تذوق من أنوار أسمائه الحسنى ما شاء لك سبحانه: 

وأنت تسلك بكل ربانية في مقامات وأحوال السلوك والفرار إليه :
واعلم أخى أن مقام القرب من الله، ومقام الهدى الذي تدعو به في الفاتحة، ثم مقام المحبة الذي هو من آفاق الهدى: غاية من غايات الإحسان ..

ولن تذوق الإحسان ما لم يكتمل إسلامك فإيمانك : فهما مقامان لازمان لتذوق مقامات الإحسان هاته ، والتي سنشرحها لكن بإيجاز :
" فخير الكلام ما قل ودل"..
فتعالى نبدأ من مقامات الإسلام فالإيمان قبل أن نرقى إلى هاته الآفاق العليا للإحسان.. وحتى الصديقية: 

"وبتلميح عملي لا استفاضة فيه لأن الموضوع يحتاج لوحده مجلدات خاصة ..

ولا نركز في هذا المقتطف على معلومات بل على الدعوة للعمل بكل هاته الأحوال والمقامات إن شاء الله تعالى "
فنلخص لك أخي ـ يا طالب النور والهدى ـ مقام الإسلام في:


ـ مقام الفريضة: ويبدأ بالتطهر الأكبرللدخول في الإسلام وهو الغسل الأكبر الواجب عليك بداية..ثم الشهادة بكل إخلاص ودون رياء ، فالرياء هو الشرك الأصغر الذي يبطل كل أعمالك وهو أن يكون غرضك من العبادة غير الله تعالى ومرضاته فتقول بإخلاص : "لاإله إلا الله محمد رسول الله" ..ولايكون لك هدف دنيوي من عبادتك مهما صغر أو كبر ، وبعد كمال نيتك إذن ثم طهارتك فشهادتك بلا إله إلا الله محمد رسولا الله" بكل يقين: عليك الإلتزام بأداء الصلوات الخمس فالصوم فالزكاة والحج لمن استطاع إليهما سبيلا.ولهذا تكفيك كتب الفقه الأصغر كبداية.


ـ مقام النافلة: وتبدأ من أول نوافل الذكر وهي: تكرار لا إله إلا الله :"إن الإيمان ليصدأ فجددوه بلا إله إلا الله" ثم نوافل الصلاة وخصوصا الرواتب فصوم التطوع كالأيام المباركة والأيام البيض والإثنين والخميس ..فالصدقات ونفقات الخير ..فالعمرات لمن يسر الله له ..واعلم أخي أن كل هاته النوافل من مستلزمات سلوكك فلا تكفيك الفريضة إن كنت من أولي العزم نحو المقامات العلى:فتشبت بهاته النوافل فلا يتشبت بها إلا مومن.


ـ مقام المعاملة : ويعني التعامل مع الناس بالحسنى وبالصدق والخير والحق واللين..


وهاته المقامات الثلات هي التي تجعل إسلامك يرقى إلى الإيمان ثم إيمانك يرقى إلى مقام الإحسان بحول الله إن فررت إلى الله حقا وأتممت سلوكك ..


واعلم أخي أن الأساس هو مقامات الإسلام هاته ..بينما مقامات الإيمان ومقامات وأحوال الإحسان فهي متشابكة ويتداخل بعضها في بعض ولها نشير بإيجاز في الفقرات التالية.. 

ولن يكتمل عملك بالفاتحة إلا في مقاماتها العليا..ألست تدعوا بمقام المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟ فارق لمقاماتهم وما ذلك على الله إن اجتباك بعزيز :"والله يهدي إليه ينيب"فارجع لله في كل صغيرة وكبيرة يوفقك الله لهاته الهداية بحوله وفضله ومنته سبحانه:


فماذا عن هاته الأحوال والمقامات التي هي سلم صعودك نحو سماوية روحك وقلبك وفكرك :بل وجوارحك وضمائرك وجوانحك كلها:


أولا ثم أولا :مقام التوبة : "وإن أول شروط ا لتوبة ا لنصوح : التوبة من كل ذنب ونهايتها التوبة من التوبة أي توبتك من أخطاء توبتك وتوبتك من رؤية أنك التائب لا الله هو الذي تاب عليك ..فالله تعالى قال:" وتاب عليهم ليتوبوا" ولم يقل :"تابوا فتاب عليهم "فافهم.. 

وعند الفقهاء لا تتم إلا باستغفارك وندمك وعزمك على عدم العودة لذنوبك ..وتحررك من واجباتك وحقوق غيرك .. 

وأما في مدرستنا فإلى جانب ما فرضه علم الفقه الأصغر..فلا يكتمل لك تحقيقها حتى تلتزم بست منازل هي:


1اليقظة: وهي ترك سكر الغفلات والإشتغال بالطاعات: فتقوم من سبات كسلك في الطاعات: لتشمر على الإنضباط في الصلوات الجماعية أول..ا ثم رواتبها فنوافلها ..فالأذكار الواجبة لك من تلاوة وهيللة وحمد واستغفار وحوقلة وتسبيح وتكبير فحسبلة.. فتلاوة وتجويد لكتابه تعالى .وبكل حرص على أن لا تعصى الله إلا مكرها ..وكلما وقعت في ذنب مهما صغر أو كبر بادرت في الإستغفار والتضرع واستئناف التوبة والصدقة والتنفل.


2التفكر: وهو التأمل في الكون والعلم والنفس: فتكون مصرا على أن تعبد الله بفكرك كما تعبده بجوارحك : وأول عبادة لك هنا الصلاة بعقلك :فلا تصل إلا وأنت تفكر في كل كلمة تقولها ،فتتمعن كل معاني ما تتلو من قرآن كريم وتسبيح وتكبير وغيره من الأدعية.. ثم استعمال الفكر في الدراسة والتعلم بكل يقظـة..فتقرأ ساعيا للفهم العميق لا للحفظ والفهم البسيط...ولن يكمل لك هذا الفهم العلي حتى تبدأبالتفكر في جسمك كيف أبدعه الله وسواه في أحسن صورة ،وفي معجزات الله في نفسك وفي غيرك إلى أن تتأمل الكون كله :" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " فبهذا تصل للحق والحقيقة والرسول صلى الله عليه وسلم قال لحارثة بعد أن قال له حارثة :لقد أصبحت مومنا حقا " فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : " لكل شيء حقيقة فما حقيقة إيمانك "؟" فتحقق جزاك الله من كل شيء..ونحن لحد الآن لا نتكلم إلا عن المقام الأول ..: حقيقة إسلامك .فتحقق وحقق معنا ولا تكن من أولي الهمم الدنيئة ..


3البصيرة:وبدايتها المعرفة بالعيوب ونهايتها الفراسة التي لاتخطئ والكشف المحق ..فالبداية هنا هي بداية مقام المراقبة الذاتية فيكون منك إثنان نفس تعيش وقلب وعقل وروح يراقبونها بكل صرامة ..ولا تغلب واحدة ثلاثة إن صبرت في البدايات. خصوصا عندما تذوق عسل قلبك الذي هو حلاوة إيمانك ..وخصوصا إن صفت قليلا بصيرتك فانطبق عليها قوله عليه الصلاة والسلام :"اتقوا فراسة المومن فإنه يرى بنور الله"..فبعدها لك أن تطمع في مقام الشهود والكشف كما سنبين لك فيما بعد. وإن تحركت هنا بصيرتك واستمررت في السلوك فقد فلحت للرقي نحو مقامات المحسنين.


4 العزم: وهو الجزم في إرادة وجه الله تعالى محبة لذاته: حيث يكون لك عزم ثابت لعبادة الله محبة لوجهه الكريم والقرب منه ..وهذان المقامان" البصيرة والعزم" ليسا من مقامي أهل الإسلام ولا الإيمان فقط ..بل هما من أعلى مقامات الإحسان كما سيتبين لك فيما بعد ..فاعزم إذن على أن تحب الله حقا وتتقرب منه صدقا، لكن ليس بنفسك :إذلا تصل لهذا إلا إذا تبرأت من حولك وقوتك لحوله وقوته :" وإذا عزمت فتوكل على الله" فعليك الإجتهاد وعليه سبحانه وتعالى الثمرات.


5 المحاسبة: وهي سؤال النفس عن كل قول وفعل ..فتحاسب نفسك عن القول فلا تتكلم إلا لضرورة ومنفعة ملغيا لكل لغو وكل ذنوب اللسان " فمن كثر لغطـه كثر خطـأه" وتحاسب نفسك عن كل عمل هل هو صواب وعلى السنة إن كا ن حلالا؟..وهل هو خالص لوجه الله؟.. كما تتوب من كل قول وعمل ذميم مهما صغر.


6 المراقبة: وهي الشعور بحضرة الرقيب تعالى : فتراقب نفسك لأن هناك من يراقبك وهي الملائكة بعد الله تعالى. فتراقب نفسك كما سلف وأنت تستشعر مراقبة الملائكة الكرام عليهم السلام والله سبحانه وتعالى :" فإنك بأعيننا "
وبهاته المنازل الست تكون قد عمقت أسس توبتك وفي نفس الوقت بنيت كل ركائز المقامات العلى :

ومن علامات قبول التوبة بمقاماتهاالست هاته أربع منازل أخرى هي :


1الإنابة:وهي الرجوع الكلي لله في كل صغيرة وكبيرة ..فتكون من الأوايبن كما الأنبياء :" إن إبراهيم لحليم أواب" ..وهاته الإنابة هي بداية فرارك نحو الله تعالى :" ففروا إلى الله"


2التذكر: دوام الذكر والعلم والتفكروالتضرع..فيكون لك وردا يوميا من الذكر والدعاء المأثورين بعد الصلوات وخصوصا عند الشروق والغروب كما يكون لك وقت معلوم لتلاوة وتجويد القرآن الكريم ووقت لدراسة القرآن والعلوم ما استطعت .


3الاعتصام:الإستجارة بطاعة الله من معصيته..وهاهنا يلزمك التحقق من " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " فتتحقق من عجزك الكامل ومن قدرته سبحانه المقتدرة: فتعتصم بقدرته ولا تتكل إلا عليه ..ولا يتم لك ذلك إلا إذا احتميت بطاعته وفررت من كل المعاصي ما استطعت.


4 الفرار لله: وهو نتيجة إنابتك إن كانت صادقة وهو بداية السلوك نحو رحاب الأحوال والمقامات:فتزهد في كل ما سواه سبحانه:وهذا الزهد يعني زهدك في كل حرام ولا تأخذ من دنياك إلا الحلال: ولا يعني هذا زهدك في بعض الحلال فذاك مقام الورع الذي لم تصله بعد.
ومن نتائج هاته المقامات السالفة كلها كل أحوال ومقاما ت السلوك...

قصائد في حب الله تعالى : 

عرفت الهوى مذ عرفت هواك 

وأغلقت قلبي عن من سواك 

وبت أناديك يا من ترى 

خفايا القلوب ولسنا نراك 

أحبك حبين حب الهوى

 وحبا لأنك أهل لذاك 

فأما الذي هو حب الهوى 

فشغلي بذكرك عمن سواك 

وأما الذي أنت أهل له 

فكشفك لي الحجب حتي أراك 

فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي 

ولكن لك الحمد في ذا وذاك

 وأشتاق إليك شوق النوى 

وشوقا لقرب الخطى من حماك

 فأما الذي هو شوق النوى 

فنار حياتي غدت في ضياك 

وأما اشتياقي لقرب الحما 

فما ترى الدموع لطول نواك

 فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي 

ولكن لك الحمد في ذا وذاك 

*********************************

على أبوابكم عبد ذليل 

كثير الشوق ناصره قليل 

له أسف على ما كان منه 

وحزن من معاصيه طويل

 يمد إليكم كف افتقار 

ودمع العين منهمل يسيل 

يرى الأحباب قد وردوا جميعا

 وليس له إلى ورد سبيل 

أكون نزيلكم ويضام قلبي

 وحاشا أن يضام لكم نزيل 

فإن يرضيكم طردي وبعدي 

فصبري في محبتكم جميل 

وحق ولائكم وشديد شوقي 

سلوّي عن هواكم مستحيل 

قضيت بحبكم ايام عمري 

فلا أسلوا وهل يسلى الجميل

*********************************

 أيا من ليس لي منه مجير 

بعفوك من عذابك استجير 

أنا العبد المقر بكلّ ذنب 

وأنت السيّد المولى الغفور 

فإن عذّبتني فبسوء فعلي 

وإن تغفر فأنت به جدير 

أفر إليكم منك وأين إلاّ 

إليك يفرّ منك المستجير 

********************************

 يا ربّ إن عظمت ذنوبي كثرة 

فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم 

إن كان لا يدعوك إلاّ محسن

 فمن الذيرجو ويدعو المجرم 

أدعوك ربّي كما أمرت تضرّعا 

فإذا رددت يدي فمن ذايرحم 

مالي إليك وسيلة إلاّ الرجا 

وجميل عفوك ثمّ إنّي مسلم 

********************************

إلهنا ما أعدلك مليك كلّ من ملك 

لبّيك، قد لبّيت لك 

لبّيك إنّ الحمد لك 

والملك، لا شريك لك 

ما خاب عبد سألك 

أنت له حيث سلك 

لولاك ياربّ هلك 

لبّيك إنّ الحمد لك 

والملك لاشريك لك

 كلّ نبيّ وملك

 وكلّ من أهلّ لك

 وكلّ عبد سألك 

سبّح أو لبّى فلك 

لبّيك إنّ الحمد لك 

والملك لا شريك لك 

واللّيل لمّا أن حلك 

والسّابحات في الفلك 

على مجاري المنسلك

 يا مخطئا ما أغفلك 

عجّل وبادر أجلك 

واختم بخير عملك 

لبّيك إنّ الحمد لك 

والعزّ لا شريك لك

 والملك لا شريك لك

 والحمد والنّعمة لك 

 ********************************

يامن يرى ما في الضمير ويسمع

 أنت المعدّ لكل ما يتوقع 

يامن يرجى للشدائد كلها 

يامن إليه المشتكى والمفزع 

يامن خزائن رزقه في قول كن 

أمنن فإن الخير عندك أجمع 

مالي سوى فقري إليك وسيلة

 فبالإفتقار إليك فقري أدفع 

مالي سوى قرعي لبابك حيلة 

فلئن رددت فأيّ باب أقرع 

ومن الذي أدعو وأهتف باسمه

 إن كان فضلك عن فقيرك يمنع 

حاشا لجودك أن يقنط عاصيا 

الفضل أجزل ، والمواهب أوسع 

*********************************

يامن تحل بذكره عقد النوائب والشدائد 

يامن إليه المشتكى وإليه أمر الخلق عائد

 يا حي يا قيوم يا صمد تنزه عن مضادد 

أنت الرقيب على العباد وأنت في الملكوت واحد

 أنت العليم بما ابتليت به وأنت علي شاهد 

إن الهموم جيوشها قد أصبحت قلبي تطارد

 فرج بحولك كربتي يامن له حسن العوائد

 فخفي لطفك يستعان به على الزمن المعاند 

أنت الميسر والمسبب والمسهل والمساعد

 سبب لنا فرجاً قريباً يا إلهي لا تباعد 

كن راحمي فلقد يئست من الأقارب والأباعد 

وعلى العدى كن ناصري لا تشمتن بي الحواسد

 ياذا الجلال وعافني مما من البلوى أكابد

 وعن الورى كن ساترا عيبي بفضل منك وارد

 يارب قد ضاقت بي الأحوال وإغتال المعاند 

فأمن بنصرك عاجلا فضلا على كيد الحواسد 

هذي يدي وبشدتي قد جئت يا رباه قاصد 

فلكم إلهي قد شهدت لفيض لطفك من عوائد

الخشوع:

الخشوع لغةً: هو الخُضوعُ، والسُّكونُ، والتذلُّلُ، والفعل منه: خَشَعَ؛ يُقال: خشَع الشخصُ لربّه: أي خضع واستكان، وتضرّع، وتذلّل، والخُشوعُ يمكن أن يكون في البدن، أو الصوت، أو البصر.

 الخشوع شرعاً: هو تحقُّق تذلُّل القلب، وخضوعه، وانكساره لله -سبحانه-، ومن ذلك قول الله -تعالى-: (خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) .

 والخشوع في الصلاة: أن يتفاعل المصلّي مع ما يقرؤه ويتلوه ويؤدّيه في الصلاة، فيشعر أنه في صلة مع الله -عز وجل- أثناء صلاته .

كما يُعرَّف الخشوع بأنّه: قبول القلب للحقّ، والانقياد إليه، والخضوع له إن خالف هواه، وبخشوع القلب يتحقّق خشوع الأعضاء، والجوارح؛ إذ إنّها تتبع القلب .

وبناءً على ما سبق فالقلب مَحلّ الخشوع، مع ظهور آثاره وعلاماته على الجوارح، ولا يتحقّق الخشوع إن لم يكن في القلب .

 وتجدر الإشارة إلى أنّ لفظة (الخشوع) وردت في القرآن الكريم مرتبطة بالصلاة، كما وردت مطلقة. 

حُكم الخشوع في الصلاة

اتّفق جمهور أهل العلم على أنّ الخشوع سُنّةً من سُنن الصلاة، واستدلّوا على ذلك بعدم بطلان صلاة من فكّر بأمرٍ من أمور الدنيا، ويُحكَم على صلاته بالصحّة، خاصّةً إن كانت أفعالها صحيحةً.

وخالفهم في ذلك الإمام الغزالي، حيث ذهب إلى اعتبار الخشوع في الصلاة شرطاً لصّحتها؛ استدلالاً بعدّة أدلّةٍ من القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، يُذكَر منها: 

قول الله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري)، وظاهر الأمر في الآية يُفيد الوجوب، والغافل عن الصلاة غير المُحقّقِ للخشوع لا يكون مُقيماً للصلاة، كما قال -تعالى-: (وَلا تَكُن مِنَ الغافِلينَ).

فالنهي عن الغفلة وعدم الخشوع يُفيد التحريم، وكذلك نُهِيَ السكران عن الصلاة حتى يعلم ويدرك ما يقول؛ لأنّه غافلٌ لا يُحقّق الخشوع. 

وقول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنْ لَمْ تَأْمُرْهُ صلاتُهُ بالمعروفِ وتنهاه عنِ المنكرِ لم يزْدَدْ مِنَ اللهِ إلَّا بُعْدًا).

فقال الغزالي بأنّ صلاة الغافل لا تنهاه عن الفحشاء والمنكر. وإستدل بقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليسَ للعبدِ من صلاتِهِ إلا ما عَقَلَ منها).

 وبقول رسول الله: (إنَّ العبدَ ليصلي الصلاةَ لا يُكتبُ له نِصفُها ولا ثُلُثُها ولا رُبُعُها ولا خُمُسُها ولا سُدُسُها ولا عُشْرُها).

وبعدم تحقُّق المناجاة لله من الغافل غير الخاشع؛ إذ إنّ المُصلّي يُناجي ربّه في صلاته. 

كيفيّة الخشوع في الصلاة :

 يمكن للمسلم تحقيق الخشوع في الصلاة بعدّة أمورٍ، ومنها ما يأتي: 

تجنُّب حديث النفس، والتفكير في أمور الدنيا، وتركيز التفكير في أمور الصلاة، وما فيها من الأقوال، والأفعال. 

النظر إلى موضع السجود حال القيام، وإلى الحضن حال الجلوس.

 تجنُّب ارتداء ملابس قد تُلهي المُصلّي، وتُشغله. 

عدم الإكثار من الحركة، والالتفات أثناء الصلاة. 

عدم عدّ الآيات التي تُقرَأ في الصلاة، أو مرّات التسبيح في الركوع والسجود. 

حرص المُصلّي على وضع سترة، أو حاجزٍ أمامه. 

تدبُّر معاني آيات القرآن الكريم.

 استحضار القُرب من الله -تعالى- في الصلاة، وخاصّةً في السجود الذي يُعَدّ موضع استجابة الدعاء، ورَفع الدرجات.

أسباب الخشوع في الصلاة : 

يجدر بالمصلي أنْ يحرص على تحقيق الخشوع في الصلاة؛ فيلتمس سبل ذلك، ويبتعد عن كلّ ما من شأنه أنْ يضعف خشوعه فيها، ومن هذه الأسباب ما يأتي: 

الاستعداد للصلاة والتهيُّؤ لها، ومن ذلك: حُسن الوضوء، والدعاء بين الأذان والإقامة، والتسوُّك، وتسوية الصفوف، وانتظار الصلاة، والاطمئنان فيها. 

قراءة الآيات آيةً آيةً؛ فذلك يُعين على التدبُّر والخشوع، والحرص على ترتيل الآيات. 

إستشعار إجابة الله لعبده المُصلّي، قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ)، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: (مالِكِ يَومِ الدِّينِ)، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: (إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: (اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ) قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ). 

تجنُّب التركيز على آياتٍ، أو أدعيةٍ، أو أذكارٍ مُعيَّنةٍ في الصلاة وترديدها في كلّ صلاةٍ، بل يجب الحرص على التنويع فيها، وبذلك تتجدّد المعاني والدلالات، ويتحقّق الخشوع أيضاً. 

أداء سجود التلاوة إن مرّ به المُصلّي أثناء القراءة في الصلاة. 

الاستعاذة بالله، واللجوء إليه من الشيطان الرجيم؛ وبذلك يتّقي المُصلّي وساوس الشيطان، ويطردها. 

حرص المسلم في أوقات فراغه على مطالعة حال السّلف الصالح مع الصلاة، واستحضار سيرتهم في الخشوع فيها؛ فقد كان عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- يتغيّر لون وجهه، وتتغيّر حالته إن حضرت الصلاة، وحين سُئِل عن ذلك أجاب بأنّه وقت الأمانة. 

معرفة عظيم أجر الخشوع في الصلاة، وممّا يُبيّن ذلك قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (يقولُ ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ). 

عدم أداء الصلاة في حال حصر البول، أو الغائط، أو الرِّيح، أو النوم، أو حضور الطعام؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا صَلَاةَ بحَضْرَةِ الطَّعَامِ، ولَا هو يُدَافِعُهُ الأخْبَثَانِ)، وقوله: (إذَا نَعَسَ أحَدُكُمْ في الصَّلَاةِ فَلْيَنَمْ، حتَّى يَعْلَمَ ما يَقْرَأُ).

 أداء الصلاة بعيداً عن أيّ أمرٍ قد يُشغل البال والتفكير، ومن ذلك أداؤها بعيداً عن المُتحدِّثين والمُتكلِّمين؛ لعدم التفكير في حديثهم. 

تجنُّب رفع البصر إلى السماء، أو التثاؤب، وغير ذلك من الأمور الصارفة للخشوع.

 النظر إلى موضع السجود، وعدم الالتفات في الصلاة.

 موانع الخشوع في الصلاة

توجد عدّة أمورٍ لا بُدّ للمُصلّي من الابتعاد عنها؛ كي يُحقّق الخشوع في الصلاة، ومنها:

الاختصار في الصلاة: وقد اختلف العلماء في معناه؛ فمنهم من فسّره بوضع اليد على الخاصرة، وقِيل إنّه الاقتصار في القراءة، وعدم إعطاء الصلاة حقّها؛ وذلك بالاختصار من واجباتها.

 كثرة العبث والحركة: جاء تشريع الصّلاة في الإسلام معزّزاً بجملة من السّنن والآداب التي تحفظ للمصلي خشوعه فيها؛ ولذلك لا تليق بها كثرة العبث والحركة؛ فذلك يُفقد المُصلّي الخشوع.

 فرقعة الأصابع: لأنّ ذلك ينافي الخشوع، ومثل ذلك الفعل العبثُ باللحية، أو الساعة، ونحو ذلك.

 إلصاق القدمَين: حيث ذهب الحنفية إلى سنيّة التفريق بين القدمَين بمقدار أربعة أصابع؛ تحقيقاً للخشوع، وقد عَدّ الشافعية إلصاق القدمَين ببعضهما تكلُّفاً يُنافي الخشوع، وكرهوه، وقالوا بالتفريق بين القدمَين بمقدار شِبْرٍ، أمّا المالكية والحنابلة، فقد قالوا بأن يُفرِّج المُصلّي بين قدميه بالمقدار المعروف عُرفاً، وبقَدْرٍ مُتوسّطٍ؛ بحيث لا يضمّهما، ولا يُوسّع بينهما كثيراً، وقالوا إنّ التفريق بين القدمَين مندوبٌ.

ثمرات الخشوع في الصلاة 

تترتّب العديد من الثمرات، والآثار الحسنة على الخشوع في الصلاة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:

 تكفير صغائر الذنوب؛ لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).

 استجابة الدعاء في الصلاة. سببٌ في قبول الطاعات، وسائر الأعمال.

 نيل الثواب العظيم الذي أعدّه الله -تعالى- لعباده الطائعين. 

تحقيق صفة الفلاح، لقول الله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ).

 حبّ الصلاة والمسارعة إليها، والعون على أداء ما أوجبه الله -تعالى-، والبُعد عمّا حرّمه.

أدعية وأذكار نبوية شريفة