الجمعة، 27 ديسمبر 2019

أولا : التربية الإسلامية الشاملة :


1
من أدعية النبي إبراهيم الخليل التي تحققت في نبينا الكريم محمد - عليهما من الله كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم - قوله تعالى :
(ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم) 129 البقرة .
الآية التي تلخص لنا أهم مهمات رسولنا الحبيب عليه كل الصلاة وكل السلام ، والمتمثلة في :
                  أولا : تلاوة القرآن كبلاغ إلهي ..
ثانيا : تعليم الكتاب
ثالثا : تعليم الحكمة
رابعا : التزكية .
ولهذا يكون الأصل الجامع لكل علوم وفقهيات ديننا الحنيف هو هذا الثلاثي ، والمتمثل في :
القرآن الكريم ،  والحديث الشريف ، والتزكية التربوية ..
ثم كل علومها الحقة ، وكل إجتهاداتها الحكيمة ، فكل ما لا يتناقض معها .
2
الأصول التي تجعل ديننا الحنيف ينظم خمس علاقات كبرى أولا ، وهي :
- علاقة المسلم بالله تعالى 
- علاقة المسلم بالآخر 
- علاقة المسلمين فيما بينهم ، ثم علاقتهم - فيما بينهم كأمة - مع غيرهم
- علاقة المسلم مع كل المخلوقات ومع كل الكون
- وعلاقة المسلم مع نفسه وذاته.
ولكل من هاته العلاقات عشرات بل مئات من البحوثات والعلوم ..
فمن أين نبدأ عمليا أمام هاته البحور المتلاطمة من علوم وفقهيات ديننا الكريم ؟:
3
السؤال الذي يجيب عنه الله سبحانه وتعالى بقوله :
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) 11 الرعد
ويجيب عنه الرسول صلوات الله عليه بقوله كما جاء عن أبي هريرة :
(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) صححه الألباني.
فمن النفس إذن كل البداية كما جاء عن الجيلاني قدس الله سره في قوله :
(لا تتعد إلى غيرك وقد بقي لك من نفسك بقية).
4
ولهذا تكون التربية الشاملة في الإسلام هي التربية الداعية والساعية  لكل الخير ولكل الحق ولكل الصلاح ولكل الطهر ولكل المكارم والصفاء ....
ولكل القرآن ولكل السنة ، وبكل ما حق منهما من علوم وحكم ، فكل ما لايتناقض معها ..
كي لا ندعو لجزء من الدين فقط  فنكون من الذين قال الله سبحانه فيهم :
(أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) 85 البقرة
5
ومع البداية من النفس  أولا ، ونحو فضائلها الأربع ، والمتمثلة في :
- طهارة الجسم
- رجاحة العقل
- صفاء القلب
- وشفافية الروح
وكل هذا يحتاج لعلم وعمل وتربية عامة وتربية خاصة فتزكية..
وهذا هو التصوف الحق ، والساعي إلى قوله تعالى :
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) .27 الفجر.:
فالنفس المطمئنة الراضية المرضية هي النفس الصوفية المحسنة الحقة .
6
ولهذا كانت التربية نحو طمأنينة وسكينة النفس أهم غايات معهدنا هذا..
وكل البداية - وليست كل النهاية -  من القلب كما جاء عن رسول الله صلوات الله عليه  :
إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب . كما جاء في الصحيحين.
ولهذا نوجز أول تعريف لتصوفنا في :
أن التصوف الحق هو السلوك القلبي السني إلى الله سبحانه عز وجل .
لكن كباب فقط نحو كل علوم وفقهيات ديننا الحنيف..
7
وبداية كل هذا أولا فأولا ثم أولا :
التوبة النصوح
والعبادة بعلم
وتعلم الخشوع 
..........
فكيف نخشع أولا ؟:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق