معهدنا هذا معهد مأذون ولله الحمد نبويا ، ويهدف للتقريب العملي بين التصوف السني والسلفية العلمية ، ولتدريس فقه العمل الصوفي عن بعد سنيا ، وبمنهجية أشعرية ، وكل هذا تحت شعار: لا حقيقة صوفية من دون شريعة سنية ومن دون عقيدة قرآنية ، فالتصوف السني عندنا وفي جملة هو:(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) : وما الشطحات الحركية والقولية الصوفية إلا أحوالا ناقصة ، وليست بمقامات حقة ولا ثابتة... فلا لكل القبوريات الشركية ولكل البدع في العقيدة. ومن ذاق عرف :
الأحد، 29 ديسمبر 2019
فاتحة :
بإسمك اللهم الرحمان الرحيم :
1
معهدنا القرآني للتصوف السني هذا معهد سني عرفاني يسعى للتربية الصوفية العامة ، ولتكوين مكونين في فقه السلوك الصوفي ، بعيدا عن كل ما داخل تصوفنا من إنحرافات .
وذلك بمنهجية سلفية أشعرية ، وعبر مادتين أساسيتين بحول الله تعالى :
- فقه العمل الصوفي :
حيث نحاول تعريف العقل المومن أولا بكل درجات ومدارج التصوف عمليا ، وبكل أحواله ومقاماته ، وبالأذكار السنية أولا كأذكار تربوية روحية ، لعل القلوب تتوب توبتها النصوحة ..
- فقه العمل بالقرآن الكريم :
بحيث نستخلص من الآية الكريمة فقط بعض أعمالها نحو بداية تفسير عملي للقرآن الكريم بحول الله تعالى..
مع ربط المومن بالمصطلحات القرآنية وبالفهم اللغوي للقرآن الكريم أولا .
2
ويتلخص كل برنامجنا التعليمي والتربوي هذا في مقرر أساسي وخمس مستويات عرفانية ليس على الطالب التقيد بكل تفاصيلها : فلكل مريد تصوفه :
فلا نعطي سوى أسسا كبرى في مقررنا الأساسي هذا ثم في المستوى الأول والمستوى الثاني ، وما بعدهما فقط إشارات عملية ستعين ولا شك كل من كان ذا همة علية ..
وكل هذا مساهمة منا في التخلص من الشتات الفكري الذي صار يعيشه العديد من المسلمين ، ومساهمة منا في تطبيب القلوب المومنة والدعوة لفقه العمل الإسلامي كله ، وبالتصوف السني فقط كباب ، اللهم آمين..
3
ولهذا نسعى إلى :
النداء لتعلم كل الدين - لا الدعوة إلى جزء منه فقط - لأن معظم المسلمين صاروا يتعلمون الإسلام وللأسف اليوم بكل فوضوية ، بل ويحاربون التعمق فيه ..
ولحد حديثنا اليوم عن حيرة العقل الفقهي.. وعن سجننا في المواعظ البسيطة والشكلية وللأسف ..غفر الله لنا .
ولهذا فإن تصوفنا السني هذا - أو لنقل فقه عملنا الصوفي - ليس كل الإسلام ..
بل فقط باب كبير لفقه العمل الفردي إسلاميا ، نحو كل فقهيات ديننا الحنيف وكل علومه.
بل فقط باب كبير لفقه العمل الفردي إسلاميا ، نحو كل فقهيات ديننا الحنيف وكل علومه.
4
ويتلخص مقررنا الأساسي هذا - بعد هاته الفاتحة - في :
أولا : التربية الإسلامية الشاملة
ثانيا : كيفية الخشوع في الصلاة كباب للتخشع بالأدعية والأذكار
ثالثا :سلامة الصدر أول غاياتنا:المقدمة
ثانيا : كيفية الخشوع في الصلاة كباب للتخشع بالأدعية والأذكار
ثالثا :سلامة الصدر أول غاياتنا:المقدمة
رابعا : محبة الله تعالى أسمى غاياتنا :المقدمة
خامسا: لماذا كتاب رياض الصالحين ؟
وكلنا رجاء في أن نملك ملكة الحضور الدائم مع الله تعالى كما قال صلوات الله عليه في حديث جبريل المروي عن عمر رضي الله عنه : ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) .
فالتصوف إذا وفي كلمتين هو: (فقه الإحسان) .
5
بل وله المئات من التعاريف ، والتي نجملها كلها في أن : ( التصوف الحق هو فقه وتزكية الأولياء) طهر الله أسرارهم.
والذين قال عنهم الله تعالى : ( .. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) 64 يونس.
فلا ولاية إذا بلا بشرى بالدنيا وبحسن المصير والآخرة معا :
والتي يؤكدها الحديث القدسي للرسول صلوات الله عليه كما جاء عن أبي هريرة : ( إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ: منْ عادى لي وَلِيّاً. فقدْ آذنتهُ بالْحرْب. وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ: وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه) رواه البخاري.
6
وفي كنت سمعه وبصره ويده ورجله هاته طاش عقل من طاش من الأولياء قدس الله أسرارهم ، وإحتار من إحتار منهم ..
فكانت الجذبات الكاملة ، وكانت الشطحات القولية والحركية الناقصة ، وكان التمايل اللاشعوري ، وكانت الرقصات الإسترواحية المكروهة ، وكانت الإغماءات المرضية ، وكانت كل المقامات وكل الأحوال الربانية، وكل التشيؤات وكل الإدعاءات الشيطانية وكل الشركيات كذلك .
ولتدخل - ومن هنا - كل أوهام الحلول والإتحاد والوحدة سبحان ربنا العلي العظيم عنا وعن كل أهوائنا وعن كل العوالم وكل العالمين ...
7
ولحد نداء البعض منا اليوم لوحدة التصوف الإسلامي مع كل فلسفات ورياضات التصوفات السحرية الدخيلة ، وتبني كل موسيقاها وغنائها المدسوستين شركا وكفرا ، كما بعض موسيقانا وسماعنا الصوفيين المدسوسان - اليوم كما بالبارحة - بالقبوريات والشرك ، بل وبعبادة الأولياء والإستغاثة بأضرحتهم ..
وللحد الذي ينطبق فيه علينا - وللأسف - قوله تعالى :
*وما يومن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون* 106 يوسف .
8
فما نحن وما الأولياء وما حتى الرسل والأنبياء وكل الملائكة - عليهم السلام جميعا - بل وما حتى السماوات كلها والعرش وكل الأكوان إلا أصفارا في أصفار في أصفار أمام ذات الله - سبحانه وتعالى - العظمى العلية .
ولكن كثر الأدعياء وكثر الدجل اليوم كما بالماضي ، وصار التصوف - الموحد بين تصوفنا والديانات المحرفة والوضعية ورياضاتها السحرية وتصوفاتها - بابا عريضا لإفسادنا :
ولينهى الإمام مالك رضي الله عنه - ومنذ زمانه - عن هذا التصوف الجهول بقوله :
(من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق،
ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق،
ومن جمع بينهما فقد تحقق)..
ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق،
ومن جمع بينهما فقد تحقق)..
ولينصحنا كذلك الإمام الشافعي رضي الله عنه بقوله :
( فقيها صوفيا كن لا واحدا ..).
فلا حقيقة صوفية إذا دون شريعة سنية .
ولهذا كان معهدنا الصوفي السني هذا..
واللهم كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم على محمد وعلى آله والصحب.
ولهذا كان معهدنا الصوفي السني هذا..
واللهم كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم على محمد وعلى آله والصحب.
الجمعة، 27 ديسمبر 2019
أولا : التربية الإسلامية الشاملة :
1
من
أدعية النبي إبراهيم الخليل التي تحققت في نبينا الكريم محمد - عليهما من الله كل
الصلاة وكل السلام وكل التسليم - قوله تعالى :
(ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو
عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم) 129 البقرة .
الآية
التي تلخص لنا أهم مهمات رسولنا الحبيب عليه كل الصلاة وكل السلام ، والمتمثلة في :
أولا : تلاوة القرآن كبلاغ إلهي ..
ثانيا : تعليم الكتاب
ثالثا : تعليم الحكمة
رابعا : التزكية .
ولهذا يكون الأصل الجامع لكل علوم وفقهيات ديننا الحنيف هو
هذا الثلاثي ، والمتمثل في :
القرآن الكريم ، والحديث الشريف ، والتزكية التربوية ..
ثم كل علومها الحقة ، وكل إجتهاداتها الحكيمة ، فكل ما لا
يتناقض معها .
2
الأصول التي تجعل ديننا الحنيف ينظم خمس علاقات كبرى أولا ،
وهي :
-
علاقة
المسلم بالله تعالى
-
علاقة
المسلم بالآخر
-
علاقة
المسلمين فيما بينهم ، ثم علاقتهم - فيما بينهم كأمة - مع غيرهم
-
علاقة
المسلم مع كل المخلوقات ومع كل الكون
-
وعلاقة
المسلم مع نفسه وذاته.
ولكل من هاته العلاقات عشرات بل مئات من البحوثات والعلوم ..
فمن أين نبدأ عمليا أمام هاته البحور المتلاطمة من علوم وفقهيات ديننا الكريم ؟:
3
السؤال الذي يجيب عنه الله سبحانه وتعالى بقوله :
(إن الله
لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) 11 الرعد
ويجيب عنه الرسول صلوات الله عليه بقوله كما جاء عن أبي هريرة :
(إنما بعثت
لأتمم مكارم الأخلاق) صححه الألباني.
فمن النفس إذن كل البداية كما جاء عن الجيلاني قدس الله
سره في قوله :
(لا تتعد
إلى غيرك وقد بقي لك من نفسك بقية).
4
ولهذا
تكون التربية الشاملة في الإسلام هي التربية الداعية والساعية لكل الخير
ولكل الحق ولكل الصلاح ولكل الطهر ولكل المكارم والصفاء ....
ولكل القرآن ولكل السنة ، وبكل ما حق منهما من علوم وحكم ، فكل
ما لايتناقض معها ..
كي لا ندعو لجزء من الدين فقط فنكون من الذين قال الله سبحانه فيهم :
(أفتومنون
ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) 85 البقرة
5
ومع البداية من النفس أولا ، ونحو فضائلها الأربع ، والمتمثلة
في :
- طهارة الجسم
- رجاحة العقل
- صفاء القلب
- وشفافية الروح
وكل هذا يحتاج لعلم وعمل وتربية عامة وتربية خاصة فتزكية..
وهذا هو التصوف الحق ، والساعي إلى قوله تعالى :
(يا أيتها
النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) .27 الفجر.:
فالنفس المطمئنة الراضية المرضية هي النفس الصوفية المحسنة الحقة .
6
ولهذا كانت التربية نحو طمأنينة وسكينة
النفس أهم غايات معهدنا هذا..
وكل البداية - وليست كل النهاية - من القلب كما جاء عن رسول الله صلوات الله
عليه :
إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب . كما جاء في الصحيحين.
ولهذا نوجز أول تعريف لتصوفنا في :
أن التصوف الحق هو السلوك القلبي السني إلى الله سبحانه عز وجل .
لكن كباب فقط نحو كل علوم وفقهيات ديننا الحنيف..
7
وبداية كل هذا أولا فأولا ثم أولا :
التوبة النصوح
والعبادة بعلم
وتعلم الخشوع
..........
فكيف نخشع أولا ؟:
ثانيا: كيفية الخشوع في الصلوات والذكر والدعاء :
حتى تخشع أخي المومن في كل صلواتك يجب إلتزامك بالأمور التالية
:
-
حفاظك على الوضوء وإصباغك الدائم له
-
تبكيرك للمسجد ما إستطعت
-
الإلتزام بأدعية الأذان ونوافل ما قبل
الصلوات المفروضة وما بعدها
-
إستحضارك لعظمة الله تعالى وأنت قائم بين
يديه الكريمتين سبحانه
-
تفكرك في كل ما تتلو من قرآن وما تدعو به من
أدعية ومن قلبك لا لسانك فقط
-
عدم تسرعك وعجلتك في كل حركات صلاتك : فتركع
حتى تطمئن راكعا ، ثم تقوم حتى تطمئن قائما ، ثم تسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم تجلس
حتى تطمئن جالسا ، ثم تسجد حتى تطمئن ساجدا .. وهكذا في كل الركعات..
-
ودون عجلة وبكل هدوء ، وأنت فاهم لكل ما تدعو
به من أذكار وأدعية ، ولما تتلو من قرآن كريم..
- ومع صبرك على كل أدعية ما بعد الصلوات
المفروضة ، وعلى دعاء القنوت في الصبح، وأذكار الصباح والمساء.
-
مع المجاهدة الدائمة لعلك تنتقل من الصلاة
بعقلك ولسانك إلى الصلاة بقلبك ، ثم بكل روحك إذا ما الله سبحانه وتعالى إجتباك . مع الإلتزام الدائم بكثرة الذكر ،
وكثرة الشكر.. وبالسعي الدائم للتعلم :
فالله تعالى لم يوص بالكثرة إلا
من هاته الثلاث :
·
الذكر:
( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات). 35 الأحزاب.
·
العلم :
( وقل رب زدني علما ) 114 طه.
·
الشكر :
(لئن شكرتم لأزيدنكم ) 7 إبراهيم.
ولهذا
كان معهدنا العرفاني هذا معهد ذكر وعلم وشكر ..
ولله كل
الحمد وكل الشكر وكل المدح.. واللهم كل الثناء .
ثالثا: سلامة الصدر أول غاياتنا:
مقدمة:
لقد حرص الإسلام حرصًا شديدًا على تأليف قلوب أبناء الأمة، بحيث
تشيع المحبة وترفرف رايات الألفة والمودة، وتزول العداوات والشحناء والبغضاء والغل
والحسد والتقاطع .
ولهذا امتن الله على المؤمنين بهذه النعمة العظيمة فقال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) [آل عمران:1033].
ولهذا امتن الله على المؤمنين بهذه النعمة العظيمة فقال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) [آل عمران:1033].
بل وامتن على نبيه صلَى الله عليه وسلم بأن أوجد له طائفة من
المؤمنين تألفت قلوبهم: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ
وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي
الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ
بَيْنَهُمْ) [الأنفال:62، 63].
وحتى تشيع الألفة والمودة لابد من سلامة الصدور، ونقصد بسلامة الصدور طهارتها من الغل والحقد والبغي والحسد ومن كل الآفات الباطنة.
والحديث عن هذه القضية وهذا الخلق حديث مهم وتذكير لابد منه في وقت انشغل أكثر الناس بالظواهر واستهانوا بأمر البواطن والقلوب مع أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، ولأن الله تعالى قد علَّق النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:888، 89].
والقلب السليم هو القلب السالم من الشرك والغل والحقد والحسد وغيرها من الآفات والشبهات والشهوات المهلكة.
ثم إن رسول الله صَلى الله عليه وسلم يقول: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام" [البخاري].
وحتى تشيع الألفة والمودة لابد من سلامة الصدور، ونقصد بسلامة الصدور طهارتها من الغل والحقد والبغي والحسد ومن كل الآفات الباطنة.
والحديث عن هذه القضية وهذا الخلق حديث مهم وتذكير لابد منه في وقت انشغل أكثر الناس بالظواهر واستهانوا بأمر البواطن والقلوب مع أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، ولأن الله تعالى قد علَّق النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:888، 89].
والقلب السليم هو القلب السالم من الشرك والغل والحقد والحسد وغيرها من الآفات والشبهات والشهوات المهلكة.
ثم إن رسول الله صَلى الله عليه وسلم يقول: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام" [البخاري].
1/ فضل
سلامة الصدر ومنزلتها عند الله تعالى:
فيا صاحب القلب السليم أنت من صفوة الله المختارة فقد
سألوا رسول الله صَلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس، فقال: "كل مخموم
القلب صدوق اللسان". فقالوا: صدوق اللسان نعرفه؛ فما مخموم القلب؟
قال: "التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد".
ثم نقول: إن سلامة الصدر سببٌ من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة :
ثم نقول: إن سلامة الصدر سببٌ من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة :
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"تعرض الأعمال كل يوم اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئًا، إلا امرءً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا". رواه مسلم
"تعرض الأعمال كل يوم اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئًا، إلا امرءً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا". رواه مسلم
فانظر كم يضيع على نفسه من الخير من يحمل في قلبه
الحقد والحسد والغل؟!!
2/ فسلامة
الصدر أسهل طريق إلى الجنة:
فأول زمرة تدخل الجنة: "...لا اختلاف
بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد.."[البخاري].
وقصة عبد الله بن عمرو مع ذلك الرجل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" معروفة فقد عاشره عبد الله ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل: "ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشًا ولا أحسُد أحدًا على خير أعطاه الله إياه".فأعلنها ابن عمرو صريحة مدوية :هذه التي بلغت بك...
وقصة عبد الله بن عمرو مع ذلك الرجل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" معروفة فقد عاشره عبد الله ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل: "ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشًا ولا أحسُد أحدًا على خير أعطاه الله إياه".فأعلنها ابن عمرو صريحة مدوية :هذه التي بلغت بك...
وقد أخبر الله تعالى عن حال
أهل الجنة فقال:
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ) [لأعراف:43].
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ
إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر:477].
الله يمدحهم:( وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا
الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا
يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى
أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ
يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا
إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:9، 10].
فهيا إخواني وأخواتي نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين، ونفوز بالقرب من رب العالمين، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن عبادٍ ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، على مجالسهم وقربهم من الله، فلما سئل عنهم أخبر أنهم أُناس لم تصل بينهم أرحام متقاربة.. لكنهم تحابوا في الله، وتصافوا..
فهيا إخواني وأخواتي نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين، ونفوز بالقرب من رب العالمين، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن عبادٍ ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، على مجالسهم وقربهم من الله، فلما سئل عنهم أخبر أنهم أُناس لم تصل بينهم أرحام متقاربة.. لكنهم تحابوا في الله، وتصافوا..
فهلا سلمت
صدورنا للمسلمين وصفت؟ يتبع
..
رابعا: محبة الله تعالى أسمى غاياتنا :
مقدمة :
إن محبة الله عز وجل هي قوت القلوب.. وغذاء الأرواح.. وقرة
العيون .. وسرور النفوس .. وروح الحياة.. ونور العقول...
ومن حرمها فهو من جملة الأموات ..ومن فقدها فهو
في بحار الظلمات .
فإعلم رحمك الله تعالى أن حب الله تعالى شرط من شروط الإيمان كما قال الله تعالى:
فإعلم رحمك الله تعالى أن حب الله تعالى شرط من شروط الإيمان كما قال الله تعالى:
) ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم
كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله (البقرة 165.
فقوله تعالى: ( والذين آمنوا
أشد حبا لله ( يدل على أن حب الله ينبغي أن لا يساويه حب.. وأن
حب الله لابد أن يستحوذ على القلب كله، وله وحده سبحانه وتعالى:
فيكون حبه كنواة وما عداه يدور في فلكها
كالمجموعة الشمسية .
قال تعالى) قل إن كانَ آباؤكُم وأبناؤكم وإخوانكُم وأزواجكُم وعشيرتُكُم وأَموالٌ اقترفتموها وتِجَارةٌ تَخشونَ كسادها ومساكنُ تَرضَونَهَا أَحَبَّ إليكُم من اللهِ ورسولهِ وجَهَادٍ في سَبيلهِ فَتَربَّصُوا حتى يَأتِيَ اللهُ بأمرهِ واللهُ لا يهدي القومَ الفَاسِقِينَ ( التوبة 24
قال تعالى) قل إن كانَ آباؤكُم وأبناؤكم وإخوانكُم وأزواجكُم وعشيرتُكُم وأَموالٌ اقترفتموها وتِجَارةٌ تَخشونَ كسادها ومساكنُ تَرضَونَهَا أَحَبَّ إليكُم من اللهِ ورسولهِ وجَهَادٍ في سَبيلهِ فَتَربَّصُوا حتى يَأتِيَ اللهُ بأمرهِ واللهُ لا يهدي القومَ الفَاسِقِينَ ( التوبة 24
دلت الآية: على أن حب الله وحب
رسوله والجهاد في سبيله فرض وأنه لا ينبغي أن يكون شيء سواه أحب إلى
أهل الإيمان منه.. وبمثل ذلك جاءت السنة :
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال:
) ثلاث من كن فيه وجد بهن
حلاوة الإيمان:
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
وأن يحب المرء لا يحبه
إلا لله
وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يوقد له
نار فيقذف فيها ( رواه البخاري .
أولا: الأسباب التي تستجلب بها محبة الله
تعالى:
1- معرفة أسماء الله وصفاته
الذاتية والفعلية .
2- معرفة نعمه تعالى على عباده .
3- كثرة ذكره سبحانه وتعالى مع حضور القلب .
4- تلاوة القرآن بالتدبر والتفكر . فمن علامة حب الله حب القرآن .
2- معرفة نعمه تعالى على عباده .
3- كثرة ذكره سبحانه وتعالى مع حضور القلب .
4- تلاوة القرآن بالتدبر والتفكر . فمن علامة حب الله حب القرآن .
5- الإخلاص لله تعالى في الأقوال والأفعال .
6- تذكر ما ورد في القرآن والسنة من رؤية أهل الجنة لله تعالى في الجنة وزيارتهم له تعالى واجتماعهم يوم المزيد والكلام معه تعالى بدون ترجمان ولا حجاب .
7- حب ما يحبه الله وبغض ما يبغضه الله تعالى .
8- موالاة أولياء الله عز وجل ومعاداة أعدائه . يتبع
6- تذكر ما ورد في القرآن والسنة من رؤية أهل الجنة لله تعالى في الجنة وزيارتهم له تعالى واجتماعهم يوم المزيد والكلام معه تعالى بدون ترجمان ولا حجاب .
7- حب ما يحبه الله وبغض ما يبغضه الله تعالى .
8- موالاة أولياء الله عز وجل ومعاداة أعدائه . يتبع
خامسا : كتاب رياض الصالحين : الفهرس :
نوصيك يا طالب الهدى والنور :
بالإرتباط الكامل بالقرآن الكريم أولا وأخيرا
فتتلوه وتجوده وتتدبره وتحفظ ما تيسر منه ..
ودوما بنية العمل بأوامره والتصديق بأخباره ..
ثم بهذا الكتاب : رياض الصالحين للإمام النووي
لأنه
سهل ويدعو للعمل ويعمق
العقيدة الخالصة
ولهذا جعلناه مرجعنا الأول والأساسي في فقه
الحديث فتدبره بنية العمل
وإحفظ ما تيسر منه ومن القرآن الكريم تجد نفسك قد
بدأت في :
سيرها
القلبي نحو رحاب الله تعالى ونحو جنة العبادة وفقنا الله جميعا ..
واللهم وجهك الكريم يا كريم يا
رب آمين .
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)