الأربعاء، 12 أغسطس 2020

ملاحظة فقهية :

كما أن للفقه علماؤه ، فإن التصوف السني الحق هو تزكية أولياء الله الصالحين قدس الله أسرارهم ، وليس كل شيخ صوفي ولا كل من جمع الناس عليه أو بني عليه ضريح بولي قطعا ، بل قال الله سبحانه وتعالى في صادقي أوليائه :* ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة * يونس 62-63-64 . والبشرى هنا - بعد عدم خوفهم للعواقب وعدم حزنهم ، وبعد إيمانهم الكبير وتقواهم كما تشير الآية -  بشرى وكرامة الولاية في الدنيا والآخرة ، كما أكد ذلك رسول الله صلوات الله عليه لهم في الحديث القدسي برواية للبخاري : * من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما إفترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطيته ، ولئن إستعاذني لأعيذنه  *  وعلى أسرار هذا المقام العلي يتمحور علم التصوف أو لنقل فقه الولاية الذي شرح فيه الأولياء كل أحوالهم وكل مقاماتهم الروحية وسلوكهم القلبي قبلها وبعدها ..

وهو علم محدث في نهاية القرن الثاني للهجرة ككل العلوم الأخرى : كعلم الحديث والتفسير والفقه والنحو والفلك والكيمياء والطب الإسلامي ... وغيرها ..  

وهو بكل بساطة فقه *الإحسان* كأعلى مقام للسلوك الفردي في الإسلام ، ولهذا يعد معهدنا هذا معهدا عاليا لتدريس السلوك الصوفي كفقه إسلامي عملي ، وموجه أولا ثم أولا فأولا لأولي الألباب، ولأولي الفكر والعلم ، ومختص في فقه السلوك القلبي والعمل الصوفي فقط ... 

ولكن كباب لكل العمل الإسلامي ، وذلك لإرتباطه بمدرستنا :المدرسة العرفانية للسلام الإسلامي  كمدرسة فكرية عملية وإصلاحية مستقبلية ..

والتي من أهدافها كذلك : المساهمة في إصلاح العديد من شركيات وقبوريات وبدع ونقائص زوايانا وعقائدها الدخيلة ...

أما لمن لا يهمه التصوف - وكان مهتما فقط بالسنة كفقه - فنوصيه ناصحين : ببدايات فقه السنة هنا